أخبار رئيسيةمحلياتومضات

السلطات الإسرائيلية تصعِّد هجمتها المسعورة على النقب: توزيع أوامر إخلاء لمئات المنازل في البلدات مسلوبة الاعتراف

طه اغبارية

منذ النكبة الفلسطينية، لم تتوقف مشاريع المؤسسة الإسرائيلية ومخططاتها لسرقة الأرض وتهجير الإنسان في النقب وسجنه فيما يسمى “منطقة السياج” بعد مصادرة أكثر من 97 % من أرض النقب البالغة مساحته أكثر من 12 مليون دونم.

في الأيام الماضية، صعّدت السلطات الإسرائيلية بأذرعها المختلفة (الدوريات الخضراء، ودائرة الأراضي، والشرطة الإسرائيلية) في ذلك حكومة إسرائيلية يقودها غلاة متطرفون يعلنون الحرب على الفلسطيني وروايته في كل مكان ولا سيّما في النقب.

وقال المركز الميداني المركز للقرى مسلوبة الاعتراف معيقل الهواشلة، إن أذرع السلطات الإسرائيلية شنّت في الأيام الأخيرة حملة شرسة شارك فيها عشرات المفتشين التابعين لما يسمى “الدوريات الخضراء” ودائرة الأراضي، وألصقوا أكثر من 450 أمر إخلاء لمنازل بزعم أنها “غزت أراضي دولة” وذلك تمهيدا لهدمها وتهجير أهلها.

السيد معيقل الهواشلة

وأضاف الهواشلة في حديث لـ “موطني 48″، أن “المؤسسة الإسرائيلية لم تكتف باقتلاعنا من 97% أرضنا ووضعنا داخل ما يسمى “السياج” وهو في الحقيقة سجن، بل تسعى لسلب ما تبقى من الأرض وتمنع العربي في النقب من البناء والفلاحة في المساحة الضيقة التي يقيم عليها بعد مصادرة معظم أرضه. في حين أنها تمنح اليهودي الواحد عشرات الدونمات ليسرح ويمرح فيها”.

وأردف أن أوامر الإخلاء التي ألصقت على البيوت في الأيام الماضية، توزعت على العديد من البلدات مسلوبة الاعتراف من بينها: رخمة، وراس جرابا، والبقيعة، وتل عراد، ورخمة.

وأكد الهواشلة أنَّ أهل النقب لن يسلموا بهذه الأوامر وسيعملون على مواجهتها بالوسائل القانونية والشعبية، لافتا إلى إمكانية تنظيم مظاهرة كبيرة أمام المباني الحكومية في مدينة بئر السبع.

وتابع بالقول “لم نسلم من عربدة وهجمة السلطات الإسرائيلية في ظل كل الحكومات الإسرائيلية، غير أن الحكومة الحالية والتي تقودها الأحزاب والشخصيات المتطرفة تتنافس فيما بينها على هدم منازلنا وتهجيرنا من أرضنا”.

ووجه الهواشلة التحية للصامدين على أرضهم في النقب في مواجهة الحملات الإسرائيلية الشرسة، لا سيما سكان البلدات مسلوبة الاعتراف “فهم رغم الظروف المعيشية الصعبة وحرمانهم من مقومات الحياة الطبيعية لكل البشر، لكنهم يصرون على الصمود ومواجهة مخططات تهجيرهم عن أرضهم التي انغرسوا فيها منذ آلاف السنين”. على حد تعبير الهواشلة.

من جانبه قال الشيخ أسامة العقبي عضو لجنة التوجيه لعرب النقب، إن العربدة الإسرائيلية ستتحطم على صخرة صمود أهل النقب وبالتالي ستفشل هذه الهجمة على الأرض والإنسان النقباوي.

الشيخ أسامة العقبي

وأضاف العقبي في حديث لـ “موطني 48”: “هذه الحكومة اليمينية المتطرفة ومنذ اليوم الاول لإقامتها شنت هجمة شرسة على النقب وأهله في جميع المجالات: هدم ومصادرة وحرث الزرع، تحت مزاعم “إعادة النظام إلى النقب””.

وتابع “نقول لهم بوضوح، إن من سبقوكم قاموا بأكثر مما تقومون به اليوم، لكنهم وجدوا صمودا وعنادا في رفض الظلم الإسرائيلي، في كل قرية ومضرب وعلى يد الرجال والنساء والأطفال، بالتالي فإن الظلم المتواصل على أهلنا وأرضنا سيتبدد بإذن الله”.

ودعا العقبي إلى تعزيز الوحدة بين كل مكوّنات وعشائر النقب والالتفاف حول لجنة التوجيه العليا لعرب النقب في كل الفعاليات التي تطلقها لمواجهة المخططات والمشاريع الإسرائيلية الظالمة.

يشار إلى أن التعداد السكاني لعرب النقب بلغ عام 1948 أكثر من 100 ألف نسمة، نزح غالبتهم قسرا، حيث هجّرتهم العصابات اليهودية إلى قطاع غزة وسيناء والأردن، بينما بقي 11 ألف نسمة تم تجميعهم بمنطقة أسمتها إسرائيل “السياج”. وتمتد مساحة النقب 14 ألفا و230 كيلومترا مربعا، أي ما نسبته 68% من مساحة الداخل الفلسطيني البالغة 20 ألفا و770 كيلومترا مربعا، وقدّرت مساحة الأرض التي كان يعيش عليها البدو قبل النكبة بـ 4 ملايين دونم، وفقا لقانون الأراضي العثماني عام 1858، والمرسوم البريطاني بشأن الأرض البور عام 1921، بينما يعيشون اليوم على نحو 400 ألف دونم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى