القصة المذهلة لكيفية تدمير طفل أوكراني دبابات روسية
الطائرات المسيّرة الصغيرة التي يصعب التمييز بينها وبين ألعاب الأطفال، تلعب دورا مشهودا في الحرب الروسية الأوكرانية، وتمكّن حتى الأطفال من المساهمة في المقاومة لصد الهجوم الروسي على بلادهم.
فقد نشرت صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية تقريرا عن فيلم وثائقي بعنوان “أوكرانيا من أعلى” يسجل وقائع لمقاومة أحد الأطفال الأوكرانيين وهو يحطم دبابات روسية بطائرة مسيّرة صغيرة.
وأوضح التقرير أن المقاومة الأوكرانية بدأت بالمسيّرات الصغيرة في بداية الهجوم الروسي عند هبوط القوات الروسية المحمولة جوا في مطار أنتونوف بالقرب من كييف. فعندما وصلت شاحنات الإمداد والعربات المدرعة، حدث ما أصبح نمطا مألوفا بعد ذلك: نقل مشغلو المسيّرات إلى قوات المدفعية الأوكرانية الإحداثيات الدقيقة للأهداف الروسية، والتي يمكن الآن إطلاق النيران عليها بدقة كبيرة، ولذلك لم يعد المطار مكانا آمنا لشن هجوم روسي.
كان من بين مشغلي المسيّرات الطفل أندري بوكراسا، الذي قال عنه قادة المقاومة والجنود إنه “تلميذ” ولا يبدو أكبر من 14 عاما.
الدبابات التي لم تصل لهدفها
وعندما حشد الروس طابورا من الدبابات نحو جنوب شرق كييف، لم يكونوا يدركون آنذاك أن بوكراسا ووالده كانا يختبئان في سياج على بعد 600 متر منهم.
وقد بدل الطفل ضوابط التحكم في طائرته المسيرة، مثل أي لاعب صغير، ووفر المعلومات الاستخباراتية، وقام والده بنقلها إلى زعيم المقاومة المحلية، ومرة أخرى نفذت نيران المدفعية بقية المهمة. وقال بوكراسا الأب بهدوء عن طابور الدبابات الروسية “لم يصلوا إلى كييف في ذلك اليوم”.
ويعرض وثائقي “أوكرانيا من أعلى” لقطات مذهلة وشخصيات غير عادية، نشاهد شقيقين، أحدهما كان يمتلك شركة لبيع السيارات التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، والآخر خبير في إضاءة الحفلات الموسيقية.
انخفض الطلب على منتجاتهما العام الماضي، لذلك أعادا توجيه مهاراتهما وانخرطا في استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد لصنع حافظات صغيرة للمسيّرات. يمكن لهذه الحافظات أن تحمل قنبلة واحدة وتتضمن آلية لإطلاقها.
ونشاهد مقطع فيديو لجنود روس متجمعين في مجموعات صغيرة في انتظار الأوامر، وما لا يعرفونه هو أن قنبلة يدوية ستسقطها مسيّرة تحوم فوقهم، تم تعديلها من قبل شخصين في ورشة صغيرة، ثم تصوّر وفاتهم وتسجلها للأجيال القادمة وللدعاية.
قنبلة داخل الدبابة
وهناك أيضا صور لدبابات، أو على الأقل للأشخاص الذين بداخلها، والمسيّرة الصغيرة تسقط عليهم قنبلة من خلال فتحة الدبابة التي يبلغ ارتفاعها 2 قدم أعلى البرج.
وقال التقرير إن هذه المسيرات لا تحتاج حقا إلى أي تقنية جوية ليتم اختبارها، ومع ذلك، فهي تؤكد مدى خطورة الحرب التي يجب رؤيتها من كل زاوية حتى يمكن تصديقها.