إقرار إسرائيلي باستخدام “المسيرات” في المهام البرية ضد الفلسطينيين
أقرت أوساط إسرائيلية باستخدام الطائرات المسيرة ضد الفلسطينيين وفي المهام البرية، ويأتي ذلك بعد أسابيع من الإعلان عن استخدامها لملاحقة خلايا المقاومة المسلحة التي أرهقت قوات الاحتلال في المواجهات الميدانية،
وكشفت أوساط عسكرية بعضا من تفاصيل الهجمات التي تشنها هذه المسيّرات ضد أهداف فلسطينية، بين إطلاقها للقنابل، والتحول إلى “صاروخ موجه”، بحيث تتحول إلى طائرة انتحارية دون تعريض الجنود للخطر، أو إطلاق قنبلة يدوية على غرفة في مبنى شاهق، الأمر الذي من شأنه أن يغير بالفعل ساحة المعركة.
يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، زعم أن “هذه المسيّرات وهي تستخدم الأدوات التكنولوجية من شأنها أن توجد حلا لكل مشكلة أمنية في غضون ساعات في ضوء الاستنزاف الذي تواجهه قوات الجيش في الضفة الغربية من قبل المسلحين الفلسطينيين”.
وأكد أن الطائرات تحمل قنابل يدوية يمكن أن تطلق عددا كبيرا من القنابل تجاه “المطلوبين” حتى وإن كانوا في شقق أو غرف معينة.
وتابع بأن الجيش يعتزم تزويد كتائب المشاة النظامية بهذه الطائرة، في الوقت الذي سعى فيه الاحتلال سابقا، لتطوير أسلحة نارية مثل البنادق والمسدسات والمدافع الرشاشة ليتم تثبيتها على طائرات بدون طيار، لكنه واجه صعوبات تتعلق بسلامة الجنود، خشية ارتداد الأسلحة عليهم.
والطائرات الجديدة تمتلك عدة كاميرات للتحكم عن بعد، ويمكن إرسالها إلى نطاقات تصل إلى 11 كم بطريقة آمنة لا تعرض الجنود للخطر، من خلال خرطوشة مخصصة وتلقائية تم تطويرها، وقد باتت قادرة على الوقوف في الهواء، وإطلاق مجموعة متنوعة من القنابل اليدوية من مدى عشرات إلى مئات الأمتار من الهدف، وتشمل قنابل الصوت والغاز والدخان للإخفاء، كما أنه تم تجهيزها بآلية أمان للتحكم في الزناد، إضافة إلى تدابير إضافية تتيح دقة إصابة الهدف.
“ويعمل جيش الاحتلال على تطوير طائرة بدون طيار مبتكرة، يمكنها إطلاق صاروخ موجه برأس حربي، ويعتمد على قذيفة قطرها 120 مللم، مصممة لضرب البنية التحتية للعدو، وتهدف إلى استفزازه للخروج من مخبئه، وبالتالي تحديد مكانه استعدادًا للهجوم، وبعضها قادر على الاقتراب من الهدف سرًا، حتى لو كان مخفيًا في منطقة مبنية، ووضع إجراء معين دون أن يلاحظه العدو، ويصعب سد الفجوة بين المباني القديمة التي تشمل ورشاً صناعية ومشاغل خياطة ونجارة منذ عقود”، وفقا للصحيفة.
وكشف أنه “في حرب غزة 2014، ذات الـ51 يومًا من القتال، طوّر الجيش 300 سلاح حديث لاقتحام المباني والأبواب في المنطقة المبنية، وفي العامين الماضيين حصلت زيادة هائلة في تطوير الطائرات بدون طيار، وأحيانا يتم تطوير سلاح جديد خلال 48- 72 ساعة لعملية محددة على الحدود الشمالية، أو أنشطة سرية في عمق أراضي العدو”.
تكشف هذه التفاصيل عن خطورة التحدي الذي يواجهه جيش الاحتلال أمام المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، وحجم العجز الذي يلاقيه من المواجهات الميدانية وجها لوجه مع المقاومين المسلحين، ما يدفعه للوسائل التكنولوجية التي تنشر الموت والدمار بين الفلسطينيين، دون تعريض جنوده للخطر، ومحاولة إبقائهم بعيدين عن الاحتكاك المباشر مع المقاتلين، دون أن تحقق هذه الابتكارات حلولا سحرية لما يواجهه الاحتلال من تنام لظاهرة المقاومة، وقدرتها على التصدي لهذه الأسلحة التكنولوجية.