الأولى منذ بدأ العملية العسكرية الروسية .. محادثة بين وزير خارجية روسيا ونظيره الإسرائيلي
بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الإسرائيلي، إيلي كوهين، اليوم الثلاثاء، العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه لافروف مع كوهين، هو الأول لوزير الخارجية الروسي مع نظيره الإسرائيلي منذ بدء “العملية العسكرية” الروسية في أوكرانيا، كما أنه الأول منذ تولي الأخير منصبه الجديد.
وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، أن “وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اتصل بوزير الخارجية، إيلي كوهين، لتهنئته على تنصيبه”. وأضافت إن المحادثة “ناقشت سلسلة من القضايا الثنائية والإقليمية”. وتابع البيان أن “وزير الخارجية كوهين أشار على نطاق واسع إلى الجالية اليهودية في روسيا والمغتربين من الاتحاد السوفييتي السابق في إسرائيل وأهميتهم للعلاقات بين الدولتين”.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن “لافروف هنأ نظيره الإسرائيلي على توليه منصبه وأعرب عن استعداده للعمل على تعزيز التعاون بين روسيا وإسرائيل”. وذكرت أنه “تم بحث سبل التسوية الفلسطينية الإسرائيلية”، وأضافت أن الجانب الروسي “أكد على استعداده لمواصلة المساعدة في استئناف عملية السلام على أساس القانوني الدولي”.
وفي أعقاب المحادثة مع لافروف، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع، في إحاطة لوسائل إعلام إسرائيلية، أن كوهين ولافروف تطرقا إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، وأن كوهين نقل لنظيره الروسي، رسالة من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن. كما شدد كوهين خلال محادثة على أنه “لا تغيير في السياسة الإسرائيلية” في هذا الشأن.
وكان كوهين قد تطرق إلى العلاقات مع روسيا خلال مراسم تسلم مهام منصبه الجديد، وقال إنه “في قضية (حرب) روسيا – أوكرانيا سننفذ أمرا واحدا بشكل مؤكد. في العلن، سنتحدث أقل”، وأضاف “سنقوم بإعداد مرجع مفصل من وزارة الخارجية للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) من أجل صياغة سياسة مسؤولة”.
وبعد هذه التصريحات، وجه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وهو أحد أبرز مؤيدين إسرائيل في الكونغرس، انتقادات شديدة اللهجة للأول، وقال في تغريدة على “تويتر” إن “فكرة أن إسرائيل يجب أن تتحدث أقل عن الغزو الإجرامي الروسي لأوكرانيا مقلقة بعض الشيء”.
وأضاف غراهام أنه “آمل أن السيد كوهين يدرك أنه عندما يتحدث مع لافروف، فإنه يتحدث مع مندوب نظام مجرم حرب، يرتكب جرائم حرب واسعة النطاق يوميا”، علما بأن كوهين كان قد أكد كذلك على أن “المساعدات الإنسانية الكبيرة التي تقدمها إسرائيل لأوكرانيا ستستمر على أية حال”.
وفي أعقاب انتقادات غراهام، قال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع إن الجانب الروسي هو الذي بادر إلى المحادثة الهاتفية بين لافروف وكوهين. وأضاف أن كوهين أطلع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال محادثتهما أمس على المحادثة التي ستجري مع لافروف اليوم، وأن بلينكن طلب أن ينقل كوهين رسائل أميركية إلى لافروف.
وبحسب موقع “واينت”، فإن أقوال غراهام تشكل “ضربة” لكوهين، وأنه يوجد اليوم إجماع بين الجمهوريين والديمقراطيين في الموضوع الروسي، “وإذا غيّرت إسرائيل سياستها وباتت تميل لصالح روسيا فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى صدام”.
وكانت الأشهر الماضية قد شهدت خلافات بين الجانبين بشأن عمل الوكالة اليهودية في روسيا، وكذلك بشأن الحرب التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا، إضافة إلى ما اعتبرته إسرائيل “تقاربا عسكريا” بين روسيا وإيران، على خلفية عقد صفقات لبيع أسلحة بين طهران وموسكو.
يشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، نفتالي بينيت، امتنع عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. وجرى تفسير ذلك بالامتناع عن إثارة غضب روسي يؤدي إلى وقف الغارات العدوانية الإسرائيلية في سورية.