أول الأيام لحكومة نتنياهو.. تصعيد واقتحام ضد الفلسطينيين وجولة مرتقبة للإمارات
قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خليل العناني في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” إن حكومة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ستسعى إلى استمرار التطبيع بين تل أبيب ودول عربية بهدف تهميش القضية الفلسطينية والتغطية على مشاكله الداخلية. وجاء ذلك تعليقا منه على إعلان نتنياهو بدء جولته الخارجية الأولى بزيارة عاصمة عربية هي أبو ظبي.
وأشار العناني إلى وجود تحالف إستراتيجي بين الإمارات وإسرائيل، مؤكدا أن أبو ظبي لديها استثمارات في تل أبيب تقدر بـ 10 مليارات دولار، وهي تسعى لتوطيد علاقاتها السياسية والاقتصادية مع إسرائيل رغم وجود حكومة يمينية متطرفة في الحكم.
وكانت القناة الإسرائيلية (14) كشفت أن نتنياهو سيتوجه إلى الإمارات على رأس وفد يضم رئيس مجلس الأمن القومي الجديد تساحي هنغبي وعددا من الوزراء. ويأتي ذلك في إطار تطبيع العلاقات بين الجانبين بموجب ما يعرف “باتفاقية أبراهام” التي وُقعت في البيت الأبيض في سبتمبر/أيلول 2020 في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وفي السياق، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن حكومة نتنياهو التي وصفها بالحكومة اليمينية والمتطرفة والفاشية، تريد تحييد القضية الفلسطينية وتهميشها ثم تصفيتها عبر عملية التطبيع مع المحيط العربي وعبر تهديدها بالهجوم على إيران، وقال إن إسرائيل لا ترغب في وجود أي قوة تنافسها في المنطقة ولذلك فهي تتآمر على إيران وعلى مصر وسوريا والعراق وغيرها من الدول.
واستهلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة -التي توصف باليمينية الأشد تطرفا في تاريخ إسرائيل- يومها الأول بتصعيد دام ضد الفلسطينيين أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، إضافة إلى غارة جوية استهدفت مطار دمشق الدولي أخرجه عن الخدمة إلى حين.
ورأى البرغوثي- في حديثه لحلقة (2023/1/2) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن الحركة الصهيونية كشفت عن كل نواياها، وحكومة نتنياهو قالت إن برنامجها هو ضم وتهويد للضفة الغربية وتوسيع شرس للاستيطان، وهددت بتغيير الواقع في المسجد الأقصى، كما أعلنت أن كل فلسطين هي أرض لليهود، مما يعني أنها ذاهبة نحو التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
وكان وزير الأمن القومي في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الجديد، المتطرف إيتمار بن غفير، أعلن بعد ساعات من توليه منصبه نيته اقتحام المسجد الأقصى خلال الأسبوع الجاري.
تداعيات إقليمية
وفي ظل برنامج الحكومة الإسرائيلية وغياب رغبة أميركية في الضغط عليها أو اتخاذ إجراءات حقيقية ضدها -يضيف البرغوثي- فإن الفلسطينيين مطالبون باستغلال اللحظة الراهنة من أجل العمل على تفعيل المقاطعة ومحاولة عزل إسرائيل في المحافل الدولية، مشددا على أن التغيير لا ينتظر من واشنطن وإنما من الفلسطينيين أنفسهم على غرار ما فعلت جنوب أفريقيا.
ومن جهته، حذر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية من أن برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة قد تكون له تداعيات إقليمية أيضا، وتوقع أن تكون الشهور القادمة ساخنة، خاصة في ظل عدم وجود ضغط أميركي وغربي فعلي على تل أبيب.
وتوقع العناني أن تتجه حكومة نتنياهو إلى التحريض ضد إيران وعرقلة إحياء الاتفاق النووي، وربما محاولة استئناف العمليات السرية ضد الإيرانيين.
وفي سياق الموقف الأميركي كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد جدد -في بيان للخارجية الأميركية في أعقاب مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي إيدي كوهين- التزام واشنطن المتواصل بمبدأ حل الدولتين، وتعهد بمواصلة معارضة الاستيطان الإسرائيلي أو ضم الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، لكنه أكد أنه سيحكم على حكومة نتنياهو الجديدة بأفعالها وليس بأعضائها من أقصى اليمين.