الخليج في 2022.. تعزيز للمصالحة ومونديال قطر يتصدر المشهد
شهد العام 2022 عديد الملفات الهامة على أصعدة مختلفة في دول الخليج الست، مع رحيل زعيم واحد هو رئيس الإمارات السابق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وفي العام 2022، تعززت المصالحة الخليجية بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، إذ تبادل زعماء الدول الزيارات.
وجاء حضور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، افتتاح المونديال وتوشحه بالعلم القطري، تبعه الشيخ تميم بن حمد بارتداء علم المملكة في المباراة أمام الأرجنتين، كمؤشر على “عمق العلاقات بين الطرفين”، بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات ونصف، بحسب إعلام البلدين الرسمي.
فيما ظلت العلاقة في عام 2022 بين قطر والبحرين متوترة، ولم تفلح جهود الدول الوسيطة (الكويت، سلطنة عمان، وغيرها) في تقريب وجهات النظر بين المنامة والدوحة.
وفي الشهرين الأخيرين من العام 2022، توجهت أنظار العالم إلى قطر لمتابعة مونديال كأس العالم 2022، الذي أقيم للمرة الأولى على أرض عربية، وحظي بزخم واسع بالحضور والتغطية الإعلامية، برغم الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الدوحة من قبل دول غربية.
ومن أبرز الملفات في العام الذي شارف على الانتهاء، أزمة النفط بين السعودية والولايات المتحدة.
ورفضت السعودية رفع معدل إنتاج النفط لتعويض نقص الإمدادات الناتج عن فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي على خلفية غزو أوكرانيا، بل ودفعت منظمة “أوبك+” التي تقودها الرياض، الدول المشاركة إلى خفض إنتاج النفط، وهو ما أثار توترا كبيرا مع واشنطن.
السعودية
اقترب ولي العهد محمد بن سلمان من اعتلاء السلطة في العام 2022، ففي أيلول/ سبتمبر الماضي، أصدر والده الملك سلمان قرارا يعين فيه الأمير، البالغ من العمر 37 عاما، رئيسا لمجلس الوزراء، وهي خطوة اعتبرتها وسائل إعلام غربية تمهيدا لوصول الأمير الشاب إلى الحكم رسميا.
ومن أبرز القرارات الملكية التي شهدتها السعودية في هذا العام؛ تعيين الأمير خالد بن سلمان وزيرا للدفاع، وتعيين أحمد العيسى مديرا للمباحث العامة.
في تموز/ يوليو من العام 2022، حضر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة، والتقى بمحمد بن سلمان، ناكثا وعوده التي قطعها إبان حملته الانتخابية حول معاقبة السعودية، ومقاطعتها نتيجة جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وبرغم حضور بايدن لقمة جدة للأمن والتنمية بحضور زعماء آخرين، إلا أن العلاقة لم تتعزز بين الرياض وإدارة بايدن، وسرعان ما طفت على السطح أزمة ملف النفط بين البلدين.
شهد العام 2022 ارتفاعا حادا في أعداد أحكام الإعدام المنفذة في السعودية، إذ وصل تعداد من نفذ بحقهم الإعدام إلى 138 شخصا، مقابل 69 في العام 2021.
وكانت أكبر وجبة إعدامات نفذ في المملكة بآذار/ مارس الماضي، حينما تم إعدام 81 شخصا في يوم واحد بتهم مرتبطة بالإرهاب.
وفي العام الذي شارف على الانتهاء أيضا، بطش القضاء السعودي بعشرات المعتقلين على خلفيات سياسية، بنقض الأحكام الصادرة بحقهم سابقا، وإنزال عقوبات جديدة تصل إلى الإعدام، والسجن لعدة عقود.
وشملت حملة نقض الأحكام، دعاة معروفون أمثال خالد الراشد وناصر العمر، إضافة إلى ناشطات حقوقيات، وعدد من أبناء قبيلة الحويطات التي ترفض تهجيرها قسريا من أجل تشييد مشروع “نيوم” على الساحل الشمالي الغربي للمملكة.
قطر
كان العام 2022 تاريخيا للقطريين، باستضافة مونديال كأس العالم في الفترة بين تشرين ثان/ نوفمبر، حتى كانون أول/ ديسمبر الجاري.
وواجهت قطر هجمة عنيفة من قبل دول غربية، تصدرها الإعلام الألماني والإنجليزي والفرنسي، حول قضايا حقوق العمال والمثليين.
كما قالت وسائل إعلام إن قطر صرفت على تحضيرات المونديال نحو 220 مليار دولار، فيما تقول اللجنة العليا لتنظيم المونديال، إن المبالغ التي صرفت لا تتجاوز 6.5 مليارات دولار.
بعيدا عن المونديال، برز رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق، حمد بن جاسم، بتصريحات مثيرة خلال سلسلة لقاءات أجراها مع صحيفة كويتية، تتطرق فيها إلى أسرار وأحداث تاريخية تخص المنطقة العربية.
الإمارات
الحدث الأبرز في العام 2022، كان وفاة رئيس الدولة الراحل الشيخ خليفة بن زايد في أيار/ مايو الماضي، عن عمر ناهز 73 عاما، بعد صراع مع المرض دام سنوات طويلة، ليخلفه في المنصب محمد بن زايد، الذي لم يعين وليا للعهد بعد.
ومن الأحداث الهامة بالإمارات؛ تعرض مطار أبو ظبي الدولي إلى هجوم بطائرات دون طيار تبنته جماعة “الحوثي”، ما أسفر عن سقوط ثلاث ضحايا وإصابة ستة آخرين، في كانون الثاني/ يناير 2022.
وفي آذار/ مارس الماضي، زار رئيس النظام السوري بشار الأسد، العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ملتقيا بمحمد بن زايد، في أول زيارة له إلى دولة عربية منذ اندلاع الثورة عام 2011.
وشهد العام 2022 مساعي إماراتية وإسرائيلية حثيثة لتعزيز اتفاق التطبيع الموقع بينهما صيف 2020، حيث تم التوصل إلى اتفاقيات عديدة على كافة الأصعدة.
الكويت
طغت الأحداث السياسية على المشهد الكويتي في العام 2022، وهو ما دفع أمير البلاد بتكليف ولي العهد مشعل الأحمد الصباح بالتدخل بهدف “تصحيح المشهد”.
وقرر مشعل الأحمد حل البرلمان في آب/ أغسطس الماضي، بعد أزمات متتالية بين مجلس الأمة (البرلمان) والحكومة، خلال العامين الماضيين.
وعقب انتخابات جرت نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، كلف ولي العهد الكويتي، الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، بتشكيل حكومة، لاقت قبولا في أوساط نواب المعارضة، بخلاف الحكومات السابقة.
وقررت الكويت بقيادة أمير البلاد الشيخ نواف فتح صفحة جديدة بـ”العفو” عن مدانين بارتكاب “جرائم” على خلفيات سياسية، مثل “العمل العدائي ضد دولة أجنبية، وإذاعة أخبار كاذبة، والطعن بحقوق الأمير، والإساءة للقضاء، وإساءة استعمال هاتف”.
وودعت الكويت في العام 2022 السياسي البارز أحمد الخطيب، والداعية أحمد القطان.
سلطنة عمان
مر العام 2022 بهدوء نسبي في السلطنة، باستثناء حوادث مؤسفة أبرزها الانهيار الصخري في منطقة العارض بولاية عبري (غربا)، والذي تسبب بوفاة ستة عمال أجانب، في آذار/ مارس.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، غرقت سلطنة عمان بالظلام الدامس، جراء انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي على أغلب مناطق البلاد.
وفتحت السلطات تحقيقا بأسباب الانقطاع، الذي تبين حينها أنه ناتج عن تفاقم مشكلة بسيطة حدثت في أحد الخطوط بين ولايتي عبري ونهيدة.
الحدث الإيجابي الأبرز في سلطنة عمان بالعام 2022، كان تتويج نادي السيب ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، على حساب كوالالمبور الماليزي، ليمنح السلطنة أول لقب قاري في تاريخها.
البحرين
على غرار الإمارات، شهد العام 2022 تعزيزا للعلاقات البحرينية مع الاحتلال الإسرائيلي، بتبادل للزيارات على أرفع المستويات، وتوقيع اتفاقيات إضافية في السياسة والاقتصاد، وغيرها.
وكان لافتا زيارة بابا الفاتيكان إلى المنامة للمشاركة في مؤتمر “حوار المنامة” في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي، إذ سبقت زيارته تسليط منظمات حقوقية الضوء على قضية سجناء الرأي في المملكة.
كما شهدت البحرين هذا العام انتخابات برلمانية وبلدية، وسط مقاطعة واسعة من تيارات المعارضة الشيعية.