أطفال عائلة نجم.. أبادهم الاحتلال وبدد أحلامهم
مع قرب زوال شمس اليوم الأخير من العدوان الإسرائيلي، وعقب ترديد بعض الأنباء عن قرب التوصل إلى تهدئة، فإن عائلة فلسطينية كانت على موعد من مجزرة إسرائيلية بشعة راح ضحيتها مجموعة من الأطفال.
والأحد 7 آب/ أغسطس 2022، استهدف الطيران الإسرائيلي بصواريخ مدمرة مجموعة من الأطفال أثناء لعبهم داخل مقبرة الفالوجا بمخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 5 أطفال على الفور بينهم 4 من عائلة واحدة هم: جميل نجم الدين نجم 4 أعوام، وجميل إيهاب نجم (13 عاما)، وحامد حيدر نجم (16 عاما)، ومحمد صلاح نجم (16 عاما).. والخامس هو جارهم الطفل نظمي أبو كرش.
السيدة نور كمال دياب التي لفها الحزن العميق بعد فقدان ابنها الوحيد، الطفل جميل نجم الدين، تحدثت عن الأجواء الجميلة التي كان يوفرها “جميل” برغم صغر سنه، وذكرت، أنها كانت تحلم في رؤيته شابا يجتاز مرحلة الثانوية العامة بنجاح ومن ثم يلتحق بالجامعة وتزوجه.
وروت دياب لحظة قصف الاحتلال، وقالت: “كنت متأكدة أن جميل في المقبرة، لقد غاب صوابي، حينما عرفت أنه استشهد، وحينما أتوا به كي أودعه، كنت أريد أن آخذه منهم، وكانت رائحته مسك”.
وطالبت الأم المكلومة، كافة المؤسسات والمحاكم الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان وكذا الدول العربية، بـ”الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومحاكمة الاحتلال، فما قام به جريمة نكراء بشعة”، مضيفة أن “هذا طفل بريء قتل بدم بارد، أطفال دخلوا المقبرة لقراءة الفاتحة على قبر جدهم، يخرجون منها أشلاء مقطعة”.
وتساءلت بألم: “أين الإنسانية؟ أين حقوق الإنسان؟”.
بدوره، أكد الأب إيهاب جميل نجم، والد الطفل الشهيد جميل، أنهم عملوا جاهدين للحفاظ على أطفالهم طيلة فترة العدوان الإسرائيلي داخل البيوت، منوها إلى أنه في الوقت الذي جرى فيه الحديث عن قرب الإعلان عن تهدئة بين المقاومة والاحتلال، فقد بدأ الأطفال بالخروج من المنازل والتجمع داخل المقبرة المقابلة لمنازلهم، لزيارة قبر جدهم.
وقال نجم، “ما هي إلا لحظات، وإذ بطائرات الاحتلال تستهدفهم بصاروخ قطعهم إلى أشلاء متناثرة، لتتركهم غارقين في بركة من الدماء، حيث تم نقلهم إلى المستشفى”، مضيفا: “أيقنت أنه استشهد، وكنت أجمع أشلاء ابني، ما حدث، موقف صعب جدا، لا أتمنى أن يراه أحد”.
جدير بالذكر، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتراف بإعدام الأطفال الخمسة داخل مقبرة الفالوجا، وأكد جهاز الأمن الإسرائيلي، أن الأطفال الخمسة (نجم وأبو كرش) قتلوا في هجوم لسلاح الجو الإسرائيلي في اليوم الأخير للعدوان على غزة، وهم من سكان جباليا.
تفاصيل العدوان
وبدأ العدوان الإسرائيلي 2022، على قطاع غزة المحاصر للعام الـ16 على التوالي قبيل عصر الجمعة الماضي الموافق 5 آب/ أغسطس الماضي، واستمر بشكل عنيف مدة ثلاثة أيام، وشن جيش الاحتلال غارات صاروخية مكثفة شديدة الانفجار على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، العديد من المنازل دون سابق إنذار، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية، حيث قامت الأخيرة بالرد على العدوان بقصف العديد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية بصواريخ محلية الصنع.
وارتكب جيش الاحتلال خلال هذا العدوان عدة مجازر، في جباليا وبيت حانون شمال القطاع، ومدينة البريج وسط القطاع وفي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وطالت المجازر الإسرائيلية العديد من الأطفال داخل بيوتهم، وأكدت وزارة الصحة بغزة، أن حصيلة العدوان هي ارتقاء 49 شهيدا من بينهم 17 طفلا و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة.
وأثناء العدوان الإسرائيلي، اغتال جيش الاحتلال في غارتين منفصلتين على منزلين سكنيين، القيادي تيسير الجعبري قائد لواء الشمال في “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”؛ وهي أول غارة حربية بدأ الاحتلال بها العدوان على غزة يوم الجمعة 5 آب/ أغسطس الماضي، وفي مساء اليوم التالي اغتال قائد لواء الجنوب في “سرايا القدس” خالد منصور، في غارة ثانية دمرت عدة منازل في رفح جنوب القطاع.
وتسبب العدوان الإسرائيلي في أضرار كبيرة طالت العديد من المؤسسات الإعلامية والأهلية وتدمير 9 عمارات سكنية، إضافة إلى نحو 1500 وحدة سكنية، منها 16 دمرت كليا و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين ضرر بليغ ومتوسط، إلى جانب تدمير عشرات من الدونمات الزراعية.
يذكر، أن طواقم الدفاع المدني في غزة، واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني في القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة خلال استمرار العدوان الإسرائيلي.