ماذا بعد فرز الأصوات؟!
الشيخ رائد صلاح
بات واضحا أن موقف المؤسسة الإسرائيلية في تعاطيها مع آفة العنف التي تضرب مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بات موقفا مشبوها وهو أقل ما يقال فيه، وها هي التصريحات الرسمية التي صدرت عن هذه المؤسسة تؤكد ذلك، وعلى سبيل المثال التقرير الإخباري الذي بثَّته القناة (12) العبرية في عام 2021، والتقرير الإخباري الذي بثته قناة (مكان) الإسرائيلية قبل شهرين، والتقرير الصحفي الذي نشرته صحيفة (هآرتس) قبل شهرين، فكل هذه التقارير تؤكد أن المؤسسة الإسرائيلية لا تزال تغض الطرف عن آفة العنف التي تعصف في مجتمعنا عن سبق إصرار، لا بل إن بعض هذه التقارير تشير بإصبع الاتهام إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي، وتؤكد أن من يقفون من وراء هذا العنف في مجتمعنا يحظون بالحماية من هذا الجهاز المخابراتي. حدث ذلك في حكومة (بينيت – لبيد – غانتس)، التي قيل عنها- تجهيلا وتسطيحا- إنها حكومة (وسط –يسار)!! فإذا تعاطت المؤسسة الإسرائيلية مع هذه الآفة المدمرة في مجتمعنا تحت سقف حكومة (وسط – يسار)، بموقف المشبوه، فكيف سيكون حال هذا التعاطي مع هذه الآفة تحت سقف حكومة (يمين ويمين متشدد)؟! قد تكون هي هوية الحكومة الإسرائيلية المقبلة بعد عدة أسابيع!! ما يعني أن آفة العنف الأعمى ستتغول أكثر مما هي عليه الآن في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني!! ومما يعني أن أدوات هذه الآفة ستتغول أكثر وأكثر على صعيد السوق السوداء والربا الأسود والخاوة وفوضى السلاح الأعمى والمخدرات المهلكة!!
وماذا نحن فاعلون لمواجهة هذا الخطر المصيري المقبل علينا والذي بات على الأبواب؟! وهل نحن مستعدون لمواجهة هذا الخطر؟! وكيف؟! وهل الأحزاب والحركات في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني مستعدة لمواجهة هذا الخطر؟! وكيف ؟! لا سيّما وأن لافتات الدعاية الانتخابية للكنيست التي أغرقت بلداتنا على مدار الأشهر السابقة قد أكدت فيها القوائم العربية التي خاضت هذه الانتخابات أن مواجهة العنف – وفق حساباتها – ستكون في المقدمة؟! فما هو برنامج هذه القوائم العربية الآن بغض النظر عن عدد المقاعد الكنيستية التي فازت فيها بعض هذه القوائم؟! ما بعد فرز أصوات انتخابات لعبة الكنيست؟! هل سيقول لنا أعضاء بعض هذه القوائم: سندخل مضطرين ائتلاف (اليمين واليمين المتشدد) لدرء آفة العنف الأعمى عن مجتمعنا في الداخل الفلسطيني!! مهما كلف الثمن من صدام لا حدود له ولا نهاية مع ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية؟! أم سيقولون لنا: ما باليد حيلة؟! لإن (اليمين واليمين المتشدد) رفض أن ننضم إلى ائتلافه المتطرف لأنه ليس بحاجة لنا!! مما يجعلني أعود على نفس السؤال المصيري المقبل علينا والذي بات على الأبواب: كيف ستتصدى هذه القوائم العربية التي خاضت غمار لعبة الكنيست أو غيرها من سائر الحركات والأحزاب في الداخل الفلسطيني لهذه الآفة؟! أم سنشهد منها دور شبه المتفرج على هذه الآفة المهلكة التي باتت تنخر فينا حتى النخاع؟!
بناء على كل ما كتبت أعلاه فإنني أسجل هذه الملاحظات:
1- لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، والتي كُلّفتُ برئاستها نجحت حتى الآن بإقامة لجان إفشاء سلام محلية في أكثر من 90% من بلداتنا في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية: (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة)!! فهل سنرى دعما جادا من كل الحركات والأحزاب الممثلة في لجنة المتابعة العليا لمسيرة لجان إفشاء السلام، أم سيبقى الفتور هو سيد الموقف من قبل كل هذه الحركات والأحزاب تجاه لجان إفشاء السلام،!! دون معرفتنا سبب هذا الفتور حتى الآن!!
2- رسمت لجان إفشاء السلام لنفسها أن تقيم هيكلة عمل في كل بلدة من بلداتنا في الداخل الفلسطيني تقوم على هذا النظام: إلى جانب لجنة إفشاء السلام المحلية، إقامة لجنة إفشاء سلام نسائية، وإقامة لجنة إفشاء سلام شبابية، وإقامة لجنة إفشاء سلام طلابية في كل مدرسة، بداية من المرحلة الابتدائية ثمَّ الإعدادية ثم الثانوية، فهل ستجد لجان إفشاء السلام الدعم الجاد من كل هذه الحركات والأحزاب، حتى نبني هيكلة عمل لهذا النظام، حتى نتصدى بجد لاحتمالية تفاقم العنف الأعمى في مسيرة مجتمعنا ما بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة؟!
3- أقامت لجان إفشاء السلام لجنة إفشاء سلام نسائية محلية في كل من أم- الفحم وطمرة وجسر- الزرقاء والفريديس، ولا زلنا نواصل إقامة لجان إفشاء سلام نسائية أخرى في سائر بلداتنا في الداخل الفلسطيني، وممّا يبشر بالخير أن هذه اللجان بدأت تتواصل فيما بينها، وباتت تقوم بسلسلة نشاطات مشتركة لتعزيز رسالة إفشاء السلام في مجتمعنا.
4- أقامت لجان إفشاء السلام لجنة إفشاء سلام شبابية في كل من طمرة وأم- الفحم وقلنسوة وأم- الغنم، وها نحن على وشك أن نقيم لجنة إفشاء سلام شبابية في كل من: باقة الغربية، وعين – ماهل، وأبو سنان، وجسر- الزرقاء، والنقب، ومما يبشر بالخير أنَّ عدد المنتسبين إلى لجنة إفشاء السلام الشبابية في طمرة بلغ ثمانين شابا، وبلغ عددهم في أم الفحم ثلاثمائة ويزيد، وبلغ عددهم في قلنسوة أكثر من عشرين شابا، وبلغ عددهم في أم- الغنم أكثر من عشرة شباب!! ولا تزال أعدادهم تزداد يوما بعد يوم.
5- بدأت لجان إفشاء السلام بالتواصل مع الكثير من رؤساء سلطاتنا المحلية العربية، ومع الكثير من أقسام المعارف فيها، ومع الكثير من لجان أولياء الأمور، ومع الكثير من مدراء المدارس لإقامة لجان إفشاء سلام طلابية في كل مدرسة، وشاء الله تعالى أن تكون أول لجنة إفشاء سلام طلابية تم إقامتها والإعلان عنها في ثانوية جسر- الزرقاء.
6- بدأت لجان إفشاء السلام بإقامة لجنة إصلاح محلية في كل بلدة من بلداتنا في الداخل الفلسطيني، إلا إذا كانت هناك لجنة إصلاح محلية قائمة أصلا في بعض هذه البلدات فنحن من ورائها، ولن نطرح أنفسنا بديلا عنها، ونطمع من وراء ذلك إلى الإحاطة بكل قضايا الخلاف في كل بلداتنا، ومواصلة علاجها!!
7- قسّمت لجان إفشاء السلام كل بلداتنا في الداخل الفلسطيني إلى تسعة أقاليم، وهي: اقليم النقب، واقليم المثلث الجنوبي، وإقليم المثلث الشمالي، وإقليم المرج، وإقليم الناصرة، وإقليم الشاغور، وإقليم شفاعمرو، وإقليم عكا، وإقليم الغابة، وأقامت لكل واحد من هذه الأقاليم لجنة إصلاح إقليمية تسعى إلى متابعة كل قضايا الخلاف في إقليمها والتعاون من أجل حلها.
8- كانت لجان إفشاء السلام قد أصدرت نشرة تعريفية حول ماهية لجان إفشاء السلام وماهية دورها ورسالتها ونظام عملها، وها هي لجان إفشاء السلام تصدر نشرة تعريفية أخرى تبين ماهية برنامج عمل كل من لجان إفشاء السلام المحلية، ولجان إفشاء السلام النسائية، ولجان إفشاء السلام الشبابية، ولجان إفشاء السلام الطلابية، ولجان الإصلاح المحلية والقطرية، وبدأنا بتوزيع هذه النشرة على كل من يهمه الأمر، حتى تعمل كل هذه اللجان وفق رؤية واضحة وواحدة.
9- باتت لجان إفشاء السلام على يقين- بما أنها إحدى لجان المتابعة العليا- أنَّ دعم مسيرة لجنة المتابعة العليا وتعزيز دورها وإسناد مهماتها- يصب تلقائيا بدعم لجان إفشاء السلام، والمطلوب الآن وأكثر من أي وقت أن تسارع كل الحركات والأحزاب في الداخل الفلسطيني للالتفاف من حول لجنة المتابعة العليا قولا وعملا قبل أن نعض على أصابع الندم في وقت لن ينفع فيه أي ندم ولا تلاوم ولا أية مناكفات وتنابز بالألقاب والشتائم والتهم.