الأخبار الكاذبة وكأس العالم: تضليل مستمر
مع اقتراب انطلاق كأس العالم 2022، تكثّفت موجة الأخبار الكاذبة والمضللة التي تستهدف قطر، الدولة المضيفة، سواء في مواقع إلكترونية أو صحف، أو مواقع التواصل الاجتماعي.
في ما يأتي أبرز ما نشر من أخبار كاذبة في الأسابيع القليلة الأخيرة:
الادعاء: صورة متداولة بعنوان “قطر ترحب بكم” ادّعى ناشروها أنّها تتضمن تعليمات رسمية أصدرتها دولة قطر للقادمين إليها لحضور كأس العالم 2022، وذلك في إشارة إلى تضييق السلطات القطرية على الحريات الشخصية خلال المونديال.
الحقيقة: بحسب منصة مسبار، وموقع في الميزان، فإن المنشور الذي يُحدّد السلوكيات الممنوعة في قطر لم تُصدره أي جهة رسميّة. بل نشرت اللجنة العليا لمشاريع وإرث بطولة كأس العالم 2022، على حسابها الرسمي على موقع تويتر، بلاغاً أكدت فيه أن منشور “قطر ترحب بكم” المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، لم يصدر عن جهة رسمية. وقالت اللجنة إنّ المنشور يتضمن معلومات غير دقيقة، مطالبة المشجعين وزوار قطر بالاعتماد على مصادر رسمية عن الجهات المنظمة للمونديال فيما يتعلق بالنصائح المرتبطة بزيارة قطر لحضور المونديال.
وذكرت أنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم يعمل على إصدار دليل شامل للمشجعين يوضح جميع المعلومات التي يجري تداولها.
وبينت أنّ “منظمي البطولة أوضحوا منذ البداية أنّ قطر ترحب بالجميع للاستمتاع بنسخة استثنائية من المونديال، مشيرة إلى أنّ قطر بلد يتميز بتسامحه وانفتاحه”.
الادعاء: مدن فرنسيّة ستمتنع عن عرض المونديال بسبب منع قطر دخول المثليين
الحقيقة: صحيح أنّ العاصمة باريس انضمّت في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول إلى مدن فرنسية عدة في الامتناع عن عرض مباريات مونديال قطر 2022 على شاشات عملاقة أو عن تخصيص أماكن للمشجعين من أجل متابعة الحدث الكروي الأهم على الإطلاق، لكن لأسباب بيئيّة واجتماعيّة لا علاقة لها بمسألة المثليّة، وفق ما نقل موقع في الميزان عن مسؤولين فرنسيين.
الادعاء: اعتقال وإخفاء الناشط البريطاني في مجال حقوق مجتمع الميم بيتر تاتشيل من قبل الشرطة القطرية الثلاثاء، في أعقاب احتجاج منفرد له.
الحقيقة: أصدرت الحكومة القطرية بياناً أكدت فيه أن “الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتقال ممثل عن مؤسسة بيتر تاتشيل في قطر كاذبة تماماً ولا أساس لها. وطُلب من شخص يقف في دوار مروري بود واحترام الانتقال إلى الرصيف، ولم يتم إجراء أي اعتقالات”. وأضاف البيان: “نحن دائماً منفتحون على الحوار مع الكيانات التي ترغب في مناقشة مواضيع مهمة، ولكن نشر معلومات كاذبة بقصد متعمد لإثارة ردود سلبية أمر غير مسؤول وغير مقبول”.
بدوره صرّح تاتشيل، لموقع إل بي سي الإخباري البريطاني، بأن المسؤولين القطريين “كانوا مهذبين معه، ولم يهددوه، ولم يجروا استجواباً قاسياً معه”، وبأنه لم يغادر الرصيف.
الادعاء: اختراق تطبيق احتراز الصحي الخاص بتتبع فيروس كورونا لخصوصية المستخدمين، وإجبار كل جماهير كأس العالم على تنزيله على هواتفهم.
الحقيقة: مع بدء استخدام تطبيق احتراز، تبيّن أن فيه بعض الثغرات التي تخترق خصوصية المستخدمين، وفق منظمة العفو الدولية، وقد قامت السلطات القطرية بالفعل بمعالجتها، بحسب اعتراف المنظمة نفسها في شهر مايو/أيار عام 2020، مؤكدة أن السلطات القطرية سارعت إلى سد هذه الثغرات. كذلك فإن استخدام التطبيق لم يعد مطلوباً للمقيمين والزوار إلا لدخول المنشآت الصحية.
الادعاء: 6500 عامل أجنبي ماتوا في قطر بأثناء التحضير لكأس العالم
الحقيقة: عام 2021 نشرت صحيفة ذا غارديان البريطانية مقالاً يحمل هذا العنوان، ليعاد تسليط الضوء عليه ويعاد تغريده مئات المرات في الأسابيع الأخيرة. يفنّد مارك أوين جونز، هذه الادعاءات عبر حسابه على تويتر، كاشفاً أن عنوان الصحيفة مضلل إلى حد كبير، إذ إن “ذا غارديان” نفسها تقول في سياق النص إنه لم تُصنَّف هذه الوفيات ولا حُدِّدَت ظروفها ومكان وقوعها، وإن هذا الرقم يمتد على 10 سنوات.
إلى جانب أن الصحيفة تشير بوضوح في سياق نصها إلى أن هناك 37 حالة وفاة بين العمال مرتبطة مباشرة ببناء ملاعب كأس العالم. ومن ضمن أسباب الوفيات التي تكشفها الصحيفة نفسها في رسم بياني: الأسباب الصحية، القتل الجنائي، حوادث السير.