وسط تواطؤ الشرطة.. استفحال الجريمة .. من يوقف نزيف الدم في جسر الزرقاء؟
تسود بلدة جسر الزرقاء حالة من الاستنكار والغضب العارمة إثر تصاعد أعمال العنف والجريمة، والتي كان آخر ضحاياها الشاب زاهي جربان الذي قُتل برصاص الشرطة فيما أصيب شقيقه بجروح خطيرة، وذلك بعد وقت قصير من إصابة قريبهما الفتى وعد جربان وخاله بجروح متفاوتة في جريمة إطلاق نار، الليلة الماضية.
وحملّت عائلة جربان الشرطة المسؤولية الكاملة إزاء تصاعد العنف والجريمة في البلدة، علمًا أنه قتل منذ مطلع العام الجاري، 6 أشخاص نتيجة أعمال عنف مختلفة في البلدة.
وقد بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، منذ مطلع العام الجاري 2022 ولغاية اليوم؛ 90 قتيلا بينهم 11 امرأة، واقترفت هذه الجرائم إلى جانب سلسلة لا متناهية من أحداث العنف وجرائم القتل المتفشية في البلدات العربية، في الوقت الذي تتقاعس الشرطة عن القيام بعملها في لجم الجريمة، وملاحقة عصابات الإجرام، وتقديم الجناة إلى القضاء.
وروى الفتى، وعد جربان عماش، تفاصيل إصابته بجريمة إطلاق نار، الليلة الماضية، بالقول “كنت في ساحة المنزل، فجأة رأيت ملثما مسلحا بدأ بإطلاق النار نحونا، سمعت صوت إطلاق الرصاص وكنت في حالة من الرعب، ثم أصبت وفقدت الوعي واستفقت على نفسي في المستشفى”.
وأضاف “بفضل الله إصابتي الآن طفيفة، حيث أجريت عملية وخلال اليوم سيتم إجراء عملية أخرى، وأنا قوي وأؤمن أنني سأكون أقوى من قبل”.
وشدد على أنه “لا بد للعنف أن ينتهي، لا نريد أن نكون عددا من الضحايا كما حصل مع وليد، على أهل البلدة أن يوقفوا هذا العنف وأن يكونوا يدا واحدة حتى نعيش بأمن وسلام”.
واستذكرت والدة الفتى المصاب وعد، خضرة جربان، الجريمة بالقول “كنا نجلس في البيت، فجأة سمعنا أزيز الرصاص حيث أطلقت نحو 8 رصاصات، إذ شعرت بالخوف على أولادي وحين نزلت لتفقدهم فوجئت بأن ابني وشقيقي مصابين بجروح، ولا يوجد أي كلمات يمكنها وصف المشهد المخيف الذي كان أمامي”.
وأشارت إلى أنه “لا يوجد لنا أي عداوة مع أي عائلة، ونحن في حالة رعب منذ أن قتل جارنا الفتى وليد شهاب، وأولادي يخافون كثيرا وخصوصًا ابني الصغير، وكان يقول لي إنه يخاف الذهاب إلى الدكان خشية تعرضه لإطلاق نار، وعندما رأى شقيقه ملقى الأرض تأثر كثيرا بحالته”.
وحملت جربان الشرطة المسؤولية كونها هي المسؤولة عن كل ما يجري، وهي تتركنا نقتل بعضنا البعض وتشاهد من بعيد، كما أن هناك دور للتربية والأهل وحان الوقت لتربية أبنائنا.
وذكر والد القتيل زاهي، محمد لطفي جربان، وهو عضو مجلس محلي جسر الزرقاء، أن “الجريمة التي وقعت استهدفت ابنيّ زاهي ولطفي جربان، حيث أصيبا برصاص الشرطة التي هي شريكة في الجريمة، وهي التي قتلت زاهي وأصابت لطفي، وأنا أحملها كامل المسؤولية”.
وأضاف أن “هناك فئة في البلدة ضالعة في ما يحصل من أحداث عنف وجرائم في البلدة، بالإضافة إلى أنها تقوم بنشر المخدرات والسموم بين أبناء البلدة وهي معروفة للجميع، وكل ذلك بالشراكة مع الشرطة ومركزها الموجود في البلدة”.
وتابع أنه “تواجدت بالأمس في باقة الغربية لتقديم واجب العزاء لأحد الأصدقاء، وخلال تواجدي هناك تلقيت مكالمة هاتفية تفيد بأن ابن شقيقتي الصغير أصيب إثر تعرضه لإطلاق نار”.
وأردف جربان قائلا إن “الشرطة تواجدت في مكان جريمة ابن شقيقتي وعد جربان، وبدوري قمت بإعطائها تفاصيل الذين ارتكبوا الجريمة، إلا أنها لم تحرك ساكنا وبعد دقائق سمعنا إطلاق نار وتوجهت مباشرة إلى المكان، ولم أكن أعلم أن ابنيّ هما المصابان”.
ولفت إلى أنه “عندما كان أحدهما ملقى على الأرض ورفع يديه إلى الأعلى، أكمل أحد عناصر الشرطة بإطلاق النار عليه وهو مصاب وملقى على الأرض وهناك شهادات على ذلك من المواطنين الذين تواجدوا في المكان”.
وطالب جربان القيادات العربية والنواب العرب بالعمل على تشكيل لجنة تحقيق خاصة حول جرائم الشرطة، إذ أن هذه الحالة الثانية التي يحصل بها إطلاق نار في جسر الزرقاء من قبل الشرطة، ويتم ارتكاب الجرائم بحق أبنائنا.
وكرر جربان تحميله المسؤولية للشرطة وضابط مركز الشرطة في البلدة والفئة الضالعة في هذه الجرائم، فهم الذين قتلوا ابني وأصابوا ابني الثاني الذي يصارع على حياته في المستشفى.
وأكمل بالقول إنني “دفنت عشرات المواطنين والشبان والآن أدفن ابني زاهي، ولم أتوقع يوما من الأيام أن تصل الجريمة إلى بيتي، وفي حال لم نقف أمام هذا الإجرام بدون شك سيصل إلى كل بيت في جسر الزرقاء”.
وتطرق إلى تلقيه تهديدات بالقول إلى أنه “تلقيت تهديدات قبل أسبوعين وذلك بسبب إلزام مقاولين بدفع ’الخاوة’ لهذا الشخص الذي يقتل بنا، سيما وأن الشخص نفسه أطلق علي النار وأصابني في قدمي قبل عامين، والآن هددني وأولادي بالقتل وقد جرى ذلك بيد ورصاص الشرطة الشريكة له”.
وختم جربان بالقول إن “الدولة معنية بسفك دماء العرب وقتلهم بدم بارد، وأنا أناشد كل عربي في هذه البلاد بالتفكير ألف مرة قبل إطلاق النار كوننا مستهدفين في هذه البلاد، وإسرائيل وشرطتها وأذرعها هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة، وسألاحق من قتل ابني قانونيا في المحاكم والمحافل الدولية أيضا”.