الشيخ كمال خطيب يتحدث عن: دور النظام الإماراتي المتواطئ مع الاحتلال في القدس.. النظام الأردني ومواقفه السلبية من الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا.. ظاهرة داعش والموقف منها..
في حلقة جديدة من “هذه شهادتي”..
الشيخ كمال خطيب يتحدث عن: دور النظام الإماراتي المتواطئ مع الاحتلال في القدس.. النظام الأردني ومواقفه السلبية من الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا.. ظاهرة داعش والموقف منها..
طه اغبارية، عبد الإله معلواني
واصل الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، استعراض محطات مفصلية في تاريخ شعبنا ومنها ما ساهمت فيه الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، وكان لها الدور الطلائعي كأحد التيارات المركزية في المجتمع العربي، علما أن خطيب تطرق إلى هذه المحطات في كتابه “نبش الذاكرة – سيرة داعية ومسيرة دعوة”.
جاء ذلك، في حلقة جديدة ضمن سلسلة حلقات برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني، الذي يبثُّ عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.
رحيل البيتاوي عام 2012
عاد خطيب بذاكرته إلى العام 2012، مستذكرًا رحيل الشيخ حامد البيتاوي أحد قادة المشروع الإسلامي في فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك، يقول الشيخ كمال “يكفي المرحوم الشيخ حامد البيتاوي شرفا، أنَّه لا يذكر إلا ويقال خطيب المسجد الأقصى المبارك. هو من الدعاة الذين تميزوا ببصماتهم في الصحوة الاسلامية في كل فلسطين، وخاصة في الداخل منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث جال في كل المناطق بالداخل، وألقى المواعظ والمحاضرات في المناسبات المختلفة هو وغيره من قادة المشروع الإسلامي من أبناء شعبنا في الضفة وغزة، مثل: الشيخ سعيد بلال، والشيخ أحمد الحاج علي، والشيخ محمد فؤاد أبو زيد. كانوا من أصحاب الأيادي البيضاء على الصحوة”.
وأضاف “كان البيتاوي- رحمه الله- خطيبا مفوها ومؤثرا، لمَّا كان على فراش المرض زرناه في مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، ومنع حينها أهله إلا زوجته من زيارته ورعايته خلال مكوثه في المستشفى. بعد ان توفاه الله تعالى لم نتمكن من المشاركة في جنازته في مدينة نابلس، بسبب مشاركة شخصيات إسلامية تحظر المؤسسة الإسرائيلية اللقاء بها”.
النظام الأردني وتعاطيه مع الحركة
تطرق الشيخ كمال إلى موقف المملكة الأردنية من الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، وكيف اتسمت بالتوتر أحيانا دون أن يبين النظام أسباب ذلك، رغم مشاريع الحركة في المسجد الأقصى المبارك التي كانت تتم بالتنسيق الكامل مع الأوقاف الأردنية صاحبة الوصاية على المقدسات في القدس، والمقدّرة للوصاية الهاشمية في الأقصى.
إلى الآن، لم أصل الى جواب يقنعني- يقول خطيب- بالسبب وراء منع الأردن لي وللشيخ رائد وغيرنا من دخول الأردن على الأقل في الـسبع سنوات الأخيرة، وقبلها أيضا منعنا. الشيخ رائد دُعي مرة إلى الأردن بدعوة ملكية، ولم يسمح له بالدخول.
وأضاف “حين كنا نسأل عن أسباب هذا المنع المتكرر لم نجد جوابا لدى الموظفين على المعابر، بمعنى أن المسألة سياسية وبأوامر عليا. مع ذلك، لا زلنا نؤكد على الدور الأردني في الوصاية على الأقصى والمقدسات، ندافع عنها ونحذر من المساس بها. لم نشوش يوما على الدور الأردني، بالعكس كنّا دائما ننسق بشكل كامل مع دائرة الأوقاف ولجنة اعمار الأقصى- وهي لجنة اردنية-. مرات عديدة التقينا مع المهندس رائف نجم- شغل مهام اللجنة الأردنية المشرفة على اعمار الأقصى- للتنسيق. بالتالي فإن أسباب منعنا ظالمة، واعتقد أن إحدى الشخصيات الفلسطينية- لم يذكرها- التابعة للأردن هي من تقف خلف الوشاية بنا لدى النظام الأردني”.
وأردف خطيب “رغم كل ما ذكرت أعلاه من حرصنا على علاقات تعاون مع الأردن في كل ما يخص المسجد الأقصى المبارك، منعنا مما حظي به غيرنا. كل الأحزاب العربية عندنا أعطيت “مكرمات ملكية” لتعليم طلاب من الداخل في الأردن، إلا الحركة الإسلامية التي كان على رأسها الشيخ رائد صلاح وأنا، فقد حرمت ولم تعط الحركة منحة واحدة!! كنّا نسأل ما الذي فعلنا حتى يتخذ النظام هذا الموقف منا؟! هل لأننا حافظنا على الأقصى وسيّرنا مسيرة البيارق وقمنا بترميمات واسعة في المسجد وساحاته. على كل حال إن غابت الحقيقة اليوم، فإنها حتما ستظهر يوم القيامة وويل لكل ظالم وواش من مشهد يوم عظيم”.
ومع ذلك- يتابع الشيخ كمال- حين كان يسمح لنا بزيارة الأردن، شاركنا في العديد من المهرجانات المنتصرة للقدس والاقصى وقضية فلسطين عموما، وكنا نستقبل من حشود كبيرة بعشرات الآلاف في هذه المناسبات. آخر مرة زرت الأردن فيها كانت عام 2015 بدعوة من نقابة المهندسين للمشاركة في مهرجان، إسنادا لقضية القدس والاقصى، كان الحضور كبيرا جدا. بعدها بعامين دعيت مرة أخرى من نفس النقابة، ولكن تمَّ منعنا من الدخول إلى الأردن!!
في ختام حديثه حول الأردن، قال الشيخ كمال خطيب “نأمل أن يأتي اليوم الذي تظهر فيه الحقيقة، وأننا لم نكن الا عنصرا مساندا للحق الإسلامي والعربي والفلسطيني في الأقصى، لم نفعل ذلك إرضاء لأحد، ولكن لله. في هذا المقام نؤكد أن الوصاية الهاشمية على الأقصى كانت دائما ولا تزال في خطر، ويبدو أنَّ الاحتلال يطمع في إعطاء دور الأردن في القدس والاقصى لجهات عربية أخرى كالسعودية والإمارات، ولقد كانت الكثير من الإشارات لذلك، وكلها تدق ناقوس الخطر حول دور الأردن والوصاية الهاشمية. من جانبنا أدَّينا واجبنا الديني والوطني تجاه القدس والأقصى وسنظل نؤديه حتى نلقى الله تعالى”.
الإمارات والتواطؤ مع الاحتلال في القدس والأقصى
حول دور النظام الإماراتي المتواطئ مع الاحتلال في القدس والأقصى، واتهام خطيب-سابقا- لهذا النظام بتسريب عقارات في القدس لصالح جمعيات استيطانية، أكد الشيخ كمال “ما زلت عند قولي في أن الامارات عبر مبعوثيها ورجالها نجحت أن تخترق الصف المقدسي بشراء عقارات، زُعم أنها من أجل إقامة المسلمين القادمين للقدس والأقصى، ثمَّ دخلها لاحقا مستوطنون يحملون أوراقا بملكيتها!! لذلك حذّرت في السابق ولا زلت أحذّر من دور الامارات الغادر في القدس والاقصى”.
وتابع “من المهم الإشارة هنا إلى وجود فرق كبير بين ما كان عليه المرحوم الشيخ زايد من مواقف مناصرة لفلسطين، وبين دور ابن زايد وكل الزمرة حوله. تحوّلت الامارات في عهد ابن زايد إلى منبع الشر ضد قضايا امتنا. ولا ننسى دعمها للانقلاب في مصر على الرئيس الشهيد محمد مرسي، وحملها راية التطبيع مع الاحتلال. لكن أنا على يقين أن الشعب الإماراتي في واد وابن زايد وعصابته في واد آخر”.
محطات أخرى..
استذكر الشيخ كمال خطيب خلال الحلقة، محطات أخرى من مسيرته، متطرقا إلى اعتقاله والتحقيق معه عام 2013 أثناء وجوده في القدس والمسجد الأقصى وأيام إقامة خيمة الاعتصام على سطح منزل عائلة الحلواني.
يقول: “بعد إقامة خيمة الحلواني عام 2013 لما منع الشيخ رائد صلاح من دخول الأقصى، تم استدعائي للتحقيق في مركز المسكوبية، وكان اسم المحقق “تيمور” (درزي) ومع الأسف أن يكون من أبناء جلدتا من يتجندون لخدمة الاحتلال وابتزاز المواقف، وقد كتبت مقالا عن هذه الواقعة والتحقيق حتى أقول لأجيالنا إن أمثال هذا المحقق يجب أن لا يحركوا شعرة في أجسادنا”.
حول وتيرة الاقتحامات المتزايدة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين، هذه الأيام، يضيف الشيخ كمال “منذ عام 1996 لمّا أطلقنا صرخة “الأقصى في خطر”، لم نكن نشير فقط إلى أعمال الحفريات الجارية أسفل الأقصى وإنما كنا نشير دائما إلى خطر المشاريع التهويدية في المسجد وأردنا من خلال المشاريع التي نفذناها في الأقصى تفويت الفرصة على مخططات التهويد. ومن هناك كنا ندعو إلى ملء الأقصى بالمرابطين. ما نشهده في هذه المرحلة من اقتحامات بأعداد غير مسبوقة للأقصى، وإدخال القرابين النباتية، والنفخ بالبوق، كله يشير إلى نقلة نوعية في مخططات الاحتلال تجاه الأقصى، ومن أسباب هذا هي الهرولة على تل أبيب من قبل أنظمة التطبيع بالإضافة إلى تواطؤ السلطة برام الله ودورها الغادر بمنع شعبنا من الانتصار للقدس والأقصى”.
مقدّمات حظر الحركة الإسلامية
في عام 2014 كشفت الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، عن جهاز تجسس وضعه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في مكاتب الحركة في مجمع ابن تيمية في مدينة أم الفحم.
اعتبر الشيخ كمال خطيب أن هذه الواقعة كانت واحدة من مقدمات توجه السلطات الإسرائيلية لحظر الحركة الإسلامية والذي وقع عام 2015.
وأضاف معقّبا “كنا نعلم أنَّ هؤلاء لن يتركونا ولن يوفروا وسيلة في سبيل ملاحقتنا وحظرنا. وتراكمت لدينا جملة إشارات استدعت ان نقوم بإجراء فحص شامل وجذري في مكاتب الحركة، وتوصل الاخوة لجهاز موجود في علبة كهرباء، تبين أنه مصبوب بشكل خاص وكان في داخله وجود شرائح وأجهزة تنصت. نعتقد أن من زرعه أحد تقنيي خدمة الهواتف، بعد افتعال خلل مقصود في هواتف المكتب، واستدعاء التقني. يومها لم نتردد في الكشف عن الأمر من خلال مؤتمر صحافي، وأكدنا أن جهاز الشاباك لا يتوانى عن استخدام أقذر الأساليب للوصول إلى أهدافه”.
الموقف من “داعش”
تطرق الشيخ كمال خطيب إلى موقف الحركة الإسلامية قبل حظرها من تنظيم “داعش” في أعقاب ظهوره على الساحة العربية خلال ثورات الربيع العربي.
يقول “مع بداية الثورات- التي إن شاء الله لن تتوقف وستكون لها جولة قادمة لا تبقي ولا تذر من هؤلاء الطواغيت- ومع نهاية عام 2013 بدأ يظهر اسم جديد “داعش” ظهر في العراق وفي سوريا، وبدأ يستقطب جموعا ويتحدث عن دولة خلافة ويمارس ما لا يمكن أن يقبله المسلم، بالتالي أصبحت هناك حاجة لمعرفة المزيد عن هذا التنظيم، وبالفعل أصدرت مجموعة من العلماء الثقات في سوريا موقفها المندد بتنظيم داعش وممارساته المسيئة للإسلام والمعادية للثورة السورية. نحن بدورنا في الحركة الإسلامية أصدرنا بيانا يوم 7/11/2014، حدّدنا فيه موقفنا من داعش ليس من أجل أن نرضي أحدا أو ندافع عن انفسنا، وإنما كان بهدف التبيان أن “داعش” ليس هو العنوان لدولة الخلافة وممارساتهم مرفوضة، وانه تنظيم لا يمت للإسلام بصلة. ثم تبين لاحقا حجم الاختراقات لهذا التنظيم من قبل جهات استخباراتية عربية وغربية”.
وتابع خطيب: “لم نؤد هذا الدور إلا انتصارا لمشروعنا الإسلامي واسلامنا العظيم لما طرأ عليه من تشويه. بسبب موقفنا هذا من “داعش” جرى تهديدنا وشتمنا حيث كانت موجة اسمها داعش، وخرج من عندنا في الداخل شبان توجهوا للقتال في سوريا، كنا نعرف غيرتهم على الإسلام، ولكن جرى استدراجهم ولم يكن خروجهم سليما، لذلك حرصنا من خلال الخطب والدروس أن نحذر من التورط مع “داعش” ونجحنا في سحب العديد من شبابنا في الداخل ممن أرادوا التوجه إلى سوريا للقتال مع داعش”.
وختم الشيخ كمال خطيب بالقول “داعش ظاهرة خلقتها الظروف وساهمت بها أنظمة وأجهزة اخترقت التنظيم. هذا لا يعني أن كل أبناء التنظيم جرى اختراقهم. هذه الظاهرة تنمو في حال غياب وضعف الطرح الإسلامي الوسطي. لذلك حافظ طرح الحركة الإسلامية قبل حظرها على شبابنا من الانزلاق، وعموما فإن شعبنا ستبقى بصولته في الاتجاه الصحيح”.
شاهد الحلقة هنا: