تقرير| الانتخابات الإسرائيلية بين الترغيب والترهيب
– تتركز الحملات الانتخابية على كتلة نتنياهو والكتلة المعارضة له
– فتور في نشاط الدعايات الانتخابية في الشوارع مقارنة مع الانتخابات السابقة
– يحث المرشحون الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بسبب الفارق البسيط بين كتلتي داعمي نتنياهو ومعارضيه
يجمع المرشحون الإسرائيليون على دعوة الناخبين للخروج الثلاثاء المقبل والإدلاء بأصواتهم، لكنهم منقسمون بين كتلتين واحدة داعمة لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وأخرى معارضة لعودته إلى الحكم.
وخلافا للطبيعة اليمينية للكتلة الداعمة لنتنياهو فإن الكتلة المعارضة التي تطلق على نفسها “كتلة التغيير” هي خليط من أحزاب اليمين والوسط واليسار، بل حتى العرب.
وإضافة الى “الليكود” الذي يتزعمه، تضم كتلة نتنياهو الأحزاب اليمينية “شاس” و”يهودوت هتوراه” و”الصهيونية الدينية” وتتوقع الاستطلاعات حصولها على 59 أو60 من مقاعد الكنيست الإسرائيلي الـ 120.
وتضم الكتلة المعارضة له “هناك مستقبل” الوسطي برئاسة رئيس الوزراء يائير لابيد و”المعسكر الرسمي” (يمين وسط) برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس و”إسرائيل بيتنا” اليميني برئاسة وزير المالية افيغدور ليبرمان و”العمل” الوسطي برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي و”ميرتس” اليساري برئاسة زهافا غلؤون والقائمة العربية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس.
وتتوقع استطلاعات الرأي العام حصول الكتلة المعارضة لنتنياهو على 56 أو 57 مقعدا.
وما بين الكتلتين، تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة أيمن عودة والقائمة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي الذي يحصل على 4 مقاعد ولا يخفي معارضته لعودة نتنياهو إلى الحكم لكنه لا يدعم صراحة كتلة التغيير.
وبسبب الفارق البسيط بين عدد المقاعد المتوقعة لكل من الكتلتين، فإن المرشحين يدعون الناخبين للخروج من منازلهم والإدلاء بأصواتهم الثلاثاء المقبل.
وفي حين إن كتلة نتنياهو تعد بحكومة يمينية فإن الكتلة المعارضة تعد بحكومة ليبرالية ليس فيها نتنياهو واليمينيين المتشددين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير.
نشاط انتخابي
ويبدو أن الفتور يعتري الشارع الإسرائيلي بسبب تعدد العمليات الانتخابية، إذ أن الانتخابات القادمة هي الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات دون ضمانة أن لا تكون مقدمة لعملية سادسة.
ولوحظ أن نشاط الدعايات الانتخابية في الشوارع كان قليلا مقارنة مع الانتخابات السابقة، ومع ذلك ففي شارع “بيغن” بالقدس الغربية كان بالإمكان رؤية لافتات إعلانية متعاقبة للأحزاب الإسرائيلية المتنافسة.
وكتب حزب “ميرتس” في ملصق يظهر فيه نتنياهو والنائب اليميني المتشدد ايتمار بن غفير “إذا لم يكن هناك ميرتس سيحصلون على 61، صوتك يقرر”.
و61 هو الحد الأدنى من مقاعد الكنيست المطلوبة لتشكيل حكومة تحظى بثقة الكنيست.
وفي ملصق آخر تم تثبيته على حافلة كتبت “ميرتس”: “61 معهم (نتنياهو وبن غفير) أو 61 مع ميرتس”.
وبعكس هذه الشعارات، فإن حزب “الليكود” يدعو من خلال لافتاته الناخبين للتصويت له.
ويقول في إحدى دعاياته: “وحده الليكود يستطيع تشكيل حكومة يمينية مستقرة لمدة 4 سنوات. الأمر بين يديك”.
وفي إشارة إلى أن مقعد إضافي واحد كفيل بإعادة الليكود إلى الحكم لمدة 4 سنوات فإنه يقول في دعاية له “1+1=4”.
إعلام سياسي
وفي سياق الدعاية الانتخابية، يذهب نتنياهو في تغريدة له على تويتر إلى القول: “إما اليمين أو فلسطين، من يريد حكومة اليمين يصوت فقط لحزب الليكود”.
ويقول نتنياهو في دعاية أخرى: “أيها الأصدقاء استيقظوا! يصوت ناخبو الليكود أقل من الناخبين اليساريين. إذا لم نصوت، فسنحصل على حكومة لابيد غانتس وعباس (منصور عباس زعيم القائمة العربية الموحدة). إذا ذهبنا للتصويت، سنحصل على حكومة يمينية لمدة 4 سنوات. هذه المرة لن نبقى في المنزل”.
وبدوره فإن حزب “هناك مستقبل” برئاسة رئيس الوزراء يائير لابيد يدعو الناخبين للإدلاء بأصواتهم من أجل رفع كتلة التغيير بـ 3 مقاعد بما يمكنها من الوصول إلى عتبة 61 صوتا المطلوبة لتشكيل حكومة.
ويقول في دعاية له: “3 من أجلكم، 3 أسباب للتصويت لـ “هناك مستقبل”: لقد أثبت رئيس الوزراء لابيد مرارا وتكرارا إنه سيعمل دائما من أجل مصلحة البلاد، التغيير الذي بدأ العام الماضي يجب أن يستمر من أجل مستقبل أطفالنا، هناك مستقبل يعد بإسرائيل ليبرالية وتقدمية تتجنب حكومة بن غفير وسموتريتش المتطرفة”.
ويتسابق المرشحون لمنح مقابلات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، كما يشاركون في تجمعات انتخابية في المدن والبلدات وفي بعض الأحيان يزورون الأسواق التجارية الكبيرة للحديث مع الناخبين.
غير أن المرشحين يعتمدون أيضا بشكل مكثف على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إيصال رسائلهم الانتخابية إلى الإسرائيليين.
كما يوجه مرشحون رسائل نصية عبر الأجهزة الخلوية لتصل إلى المتدينين اليهود الذين لا يستخدمون الهواتف الذكية.
أحزاب عربية
وبعد أن كانت الأحزاب العربية الأربعة موحدة في القائمة المشتركة، منذ عدة سنوات، فإنها تخوض الانتخابات الأسبوع المقبل في 3 قوائم.
فللمرة الثانية على التوالي، تخوض القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس الانتخابات منفصلة عن باقي الأحزاب العربية.
وللمرة الأولى منذ الوحدة، يخوض التجمع الوطني الديمقراطي الانتخابات منفصلا عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية للتغيير.
وفي حين تتوقع استطلاعات الرأي العام حصول تحالف الجبهة والتغيير على 4 مقاعد والقائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد فإنها تشير إلى أن التجمع الوطني قد لا يتخطى نسبة الحسم للفوز.
ولذلك قال التجمع في رسائل نصية: “معطيات هامة من الاستطلاعات الأخيرة، الموحدة والجبهة عبروا نسبة الحسم بحصول كل حزب على 4 مقاعد”.
وأضاف: “التجمع يقترب من نسبة الحسم، التصويت للتجمع يعني زيادة 4 نواب عرب، 4+4+4=12”.
ونسبة الحسم هي 3.25 بالمئة من عدد الأصوات الصحيحة المشاركة بالانتخابات.
وتخوض 40 قائمة الانتخابات لكن استطلاعات الرأي العام تتوقع نجاح 11 منها بالوصول إلى مقاعد الكنيست.