أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

في برنامج “هذه شهادتي”.. الشيخ كمال خطيب يواصل استدعاء محطات في مسيرته الدعوية والسياسية في الداخل الفلسطيني

– تحدث عن: زيارته لجنوب أفريقيا، وملف رهائن الأقصى، زيارة مصر ولقاء المرشد عاكف، اغتيال الشيخ ياسين والرنتيسي، فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية..

 

طه اغبارية، عبد الإله معلواني

واصل الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، استعراض محطات مفصلية في تاريخ شعبنا ومنها ما ساهمت فيه الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، وكان لها الدور الطلائعي كأحد التيارات المركزية في المجتمع العربي، علما أن خطيب تطرق إلى هذه المحطات في كتابه “نبش الذاكرة – سيرة داعية ومسيرة دعوة”.

جاء ذلك، في حلقة جديدة ضمن سلسلة حلقات برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني، الذي يبثُّ عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.

 

استهتار لبيد بالوصاية الهاشمية

بدأ خطيب من حيث انتهى في الحلقة السابقة، خلال حديثه عن “اتفاقية جنيف” والتي تورطت فيها جهات في السلطة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي وضلوع المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش فيها، وتطلعها إلى تقاسم الأقصى بين المسلمين واليهود، وعقّب على تداعيات تلك الاتفاقية في الفترة الراهنة من زيادة الاطماع الإسرائيلية بتنفيذ مخططات تهويد وتقسيم الأقصى، الأمر الذي جعل شخصية علمانية مثل يائير لبيد رئيس الحكومة الإسرائيلية يرفض أن تُدخل الأردن مصحف تاريخيا إلى المسجد الأقصى رغم الوصاية الهاشمية المفترضة على المسجد والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة. يقول خطيب “حتى العلماني لبيد لا يريد ان ينسلخ من جلده وهويته الدينية، وبمنعه الأردن من إدخال المصحف إلى الأقصى ضرب الوصاية الهاشمية بعرض الحائط، ما يشير إلى ضعف الأردن والسلطة وسائر الدول العربية وعجزها ان تضغط على الاحتلال في أي شيء، فكيف بالحري ان تضغط عليه كي يوقف إجرامه على شعبنا وأقصانا”.

 

“رهائن الأقصى”

إلى ذلك، عاد الشيخ كمال خطيب لعام 2003، يوم اعتقلت السلطات الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح والدكتور سليمان أحمد وآخرين من قيادات ونشطاء الحركة الإسلامية فيما عرف بـ “ملف رهائن الأقصى”، وعقَّب على ما جرى حينها بالقول “هذه الاعتقالات كانت جزءا من محاولة معاقبة الحركة الإسلامية على دورها في المسجد الأقصى المبارك، وهؤلاء الأخوة اعتقلوا بسبب مواقفهم المناصرة للقدس والأقصى، ويومها- أيضا- أغلقت السلطات لجنة الإغاثة، وبدأت منذ ذلك الوقت أصوت إسرائيلية حاقدة تطالب بحظر الحركة الإسلامية حتى جاء نتنياهو عام 2015 وكان الحظر الظالم”.

 

محطات من عام 2004

تطرق الشيخ كمال خطيب إلى أحداث هامة وقعت عام 2004، وفي مقدمتها اغتيال إسرائيل لمؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين وبعده بنحو شهر جرى اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. يقول عن هذه الأحداث “ما قامت به إسرائيل لا يحدث إلا في عالم الوحوش، وبعد اغتيال الياسين والرنتيسي بدأوا الترتيب لاغتيال ياسر عرفات بأياد عملت لصالح إسرائيل”.

وأضاف “هذه الاعتداءات الإسرائيلية كانت بسبب زهو إسرائيل باتفاقية العار والشنار “أوسلو”، التي كان مهندسها محمود عباس رئيس سلطة رام الله، والذي لم يتوان مؤخرا، عن تهنئة وزير الدم بيني غانتس بمناسبة الأعياد اليهودية. وهذا أمر مخز جدا لا سيما في ظل الانتهاكات الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلنا في الضفة والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى”.

في سياق آخر، استعاد الشيخ كمال يوم رحيل الشيخ جمال عدوي من قرية طرعان عام 2004، وكان أحد قيادات العمل الإسلامي، وقال “عرفته رحمه الله لما كان طالبا في الثانوية، وقد أوقف حياته منذ ذلك الوقت في خدمة دعوة الله. لا زلت أذكر يوم أن دُعينا مرة إلى عقيقة في طرعان وكانت لي كلمة، مازحت خلالها المرحوم قائلا “إن شاء الله إن رُزق الشيخ جمال ببنت سيسميها رابعة- على اعتبار رابعة العدوية وعائلة عدوي- وفعلا رزقه الله ببنت وأسماها رابعة إلى جانب شقيقها البكر محمد. فراق المرحوم الأخ جمال كان صعبا جدا عليّ وعلى كل من عرفه”.

لقاء عاكف وقيادات من العمل الإسلامي في مصر:

تطرق نائب رئيس الحركة قبل حظرها، إلى زيارة قام بها إلى مقر الجامعة العربية في مصر عام 2004 ضمن وفد من قيادات الداخل الفلسطيني، وذلك في أعقاب استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا واستفحال مخاطر الاحتلال على المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الوفد التقى أمين عام الجامعة العربية حينها عمرو موسى، لاطلاعه على المخططات الاحتلالية الإسرائيلية، ساخرا “كأنهم كانوا لا يعرفون بما يجري!!”.

وتابع “خلال إقامتي في الفندق اتصل بي احد موظفي الاستقبال وقال “هناك من يريد مقابلتك”- لم يكن هناك ترتيب للقاءات- فلما نزلت وجدت أخوين اتضح انهما المرحوم د. عصام العريان والدكتور عمرو دراج وهما من قيادات “الاخوان المسلمين”. ثمّ جرى ترتيب زيارة لي إلى منزل المرشد العام لجماعة الاخوان حينها المرحوم الدكتور محمد مهدي عاكف (توفاه الله في سجون السيسي)”.

يتابع “تشرفت بلقاء هذه القامات التي لوحقت وتعرضت للاعتقال والإيذاء مثل عشرات الآلاف من الأخيار في عهد الانقلابي المجرم السيسي. دماؤهم لن تذهب هدرا، ففي مصر كنوز من الخيّرين وما يقوم به هذا المجرم سيعجّل بزواله. فصبرا أهلنا في مصر”.

 

دور الحركة في وأد فتنة المغار عام 2005

في محطة أخرى تعود إلى العام 2005، عاد خطيب بذاكرته إلى ما وقع من فتنة في قرية المغار بين الأهل الدروز والأهل المسيحيين، وعقّب بالقول “كانت هذه حالة غير معتادة على شعبنا، وهي ظاهرة تكاد تكون نادرة. ما كان منا حينها إلا أن نهب لوأد الفتنة، لأن شعبنا هو الخاسر منها. زرنا البلدة والتقينا الأطراف ورئيس المجلس السيد زياد دغش، وقدّمنا مبلغ 200 ألف شيكل لإدارة المجلس ولجنة المغار لترميم التلفيات التي وقعت نتيجة الاحداث المؤسفة. نعتبر ما قمنا به هو أقل الواجب للحفاظ على نسيج شعبنا، هكذا كانت الحركة الإسلامية وأبناء المشروع الإسلامي دائما”.

 

الحراك ضد الإساءة لرسول الله

في سياق آخر، تحدث الشيخ كمال، عن حراك الحركة الإسلامية عام 2005، لما تطاولت صحيفة دنماركية بالإساءة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، عبر رسوم حاقدة ثم تبعتها صحف فرنسية وأوروبية أخرى “هذه الإساءات لشخص النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أحدثت غضبا جارفا في العالم الإسلامي، ونحن كنا جزءا من هذا الحراك، نظّمنا المظاهرات الغاضبة وكان أضخمها مظاهرة في مدينة الناصرة بمشاركة من أهل مسيحيين حتى ان المهرجان المركزي في ختام المظاهرة عقد في ساحة لإخواننا من عائلة أبو العسل، قدّموها انتصارا لنبينا صلى الله عليه وسلم، هكذا هم أبناء شعبنا”. يقول خطيب.

 

فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية

عن فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 والتآمر على حكومة إسماعيل هنية، قال الشيخ كمال خطيب “حين كنّا نتابع أحداث الربيع العربي نهاية 2010 ومطلع 2011، كنت أقول إن بداية “الربيع العربي” كانت عام 2006 في الضفة وغزة، فحين فازت حماس بالانتخابات بنسبة 68% رفضت حركة فتح وسلطة أوسلو القبول بنتائجها وأفشلت حكومة إسماعيل هنية، إلى أن حسمت حركة حماس الأمر في غزة لصالح الشرعية الفلسطينية. وفي رأيي أن إسرائيل كان ضالعة في التحريض على إفشال نتائج الانتخابات بتحريك أزلامها في السلطة”.

يرى خطيب أنَّ “شعبنا يستحق قيادة غير هذه القيادة (أبو مازن وسلطة أوسلو)، ولكن بما أن إسرائيل مستفيدة من وجود هؤلاء فهي تقدم لهم كل الدعم. وفي نفس الوقت إيانا ان نقع في الفخ الذي يريد لنا الاحتلال ان نغرق فيه وهو إشغال أبناء شعبنا في الضفة في فتن داخلية، مع قناعتي أن الحل لا يمكن ان يكون إلا من خلال إعطاء الحرية لشعبنا في اختيار من يتقدمه عبر انتخابات نزيهة”.

 

في قطر

من المحطات التي يستذكرها الشيخ كمال خطيب زيارته لدولة قطر عام 2006 وكانت أول زيارة له بدعوة من قناة الجزيرة لإجراء لقاء صحفي، وقال إنه التقى بالعديد من العاملين في القناة من بينهم وضاح خنفر وأحمد الشيخ، كما زار حينها المرحوم العلامة يوسف القرضاوي في منزله، منوّها إلى ما لمسه من حب في قلوب القطريين للشعب الفلسطيني.

 

العلاقات مع المسلمين في جنوب أفريقيا

في الحديث عن زيارته لجنوب أفريقيا عام 2006، ذكر الشيخ كمال خطيب أن بداية العلاقات مع قيادات مسلمي جنوب أفريقيا تعود إلى عام 2002، حين شارك وفد منهم في “مهرجان الأقصى في خطر”، وكان لهم كلمة ألقاها بالعربية رئيس الوفد المرحوم إحسان هندركس وكانت كلمة مؤثرة، مشيرا إلى أنه بعد هذه المشاركة في مهرجان الأقصى، كانت مشاركات شبه دائمة في المهرجان لوفد من مسلمي جنوب أفريقيا.

وتابع أنه في العام 2005 زار الشيخ رائد صلاح ووفد من الحركة جنوب أفريقيا بدعوة من القيادات الإسلامية هناك، في حين زار هو-خطيب- جنوب افريقيا على رأس وفد عام 2006، وأردف انه خلال الزيارة جال في عدة مدن وألقى محاضرات حول القضية الفلسطينية والمخاطر التي تتهدد القدس والمسجد الأقصى المبارك. حول انطباعاته يقول “لم أر مشاعر دافئة وصادقة تجاه الشعب الفلسطيني وقضية المسجد الأقصى كما رأيت لدى المسلمين في جنوب أفريقيا، لدرجة أنه في إحدى المدن أقاموا مسجدا اسموه “مسجد القدس” يقيمون فيه إفطارا جماعيا كل خميس، عنوانه “حتى تحرير القدس””.

كما تحدّث عن زيارته إلى جزيرة “روبن” في جنوب أفريقيا التي اعتقل في احد سجونها الزعيم الراحل نلسون مانديلا، لافتا إلى أن السجن يمثل قمة في الاذلال للإنسان، وأضاف أنه فوجئ بوجود مسجد في تلك الجزيرة (روبن) وقد دفن بالقرب منه رجل مسلم اسمه أمين وكان أحد المناصرين لنلسون مانديلا وسجن معه وتوفي ودفن في الجزيرة.

ويرى الشيخ كمال خطيب أن “الزعيم الراحل نلسون مانديلا، يمثّل أيقونة في الحرية لأهل أفريقيا وكل الشعوب المستضعفة التي تسعى للتخلص من نير الاحتلال”، وذكر أن أحد أبناء مانديلا يعتبر اليوم من أكبر المناصرين للشعب الفلسطيني.

ونوّه إلى أنَّ علاقات الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا تطورت مع المسلمين في جنوب أفريقيا بصورة مطردة مع السنين، وذكر أن القيادات الإسلامية في جنوب افريقيا- التي ارتبطت بعلاقات وثيقة مع الحركة الإسلامية- كان لها مساهمات مباركة في إغاثة الشعب السوري هذا إلى جانب دعمهم الدائم للمسجد الأقصى المبارك وقضية الشعب الفلسطيني بشكل عام، وذكر من بين القيادات: المرحوم احسان هندريكس، والمرحوم الطبيب إبراهيم اكوجي والحاج يونس وغيرهم.

 

شاهد الحلقة هنا:

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى