الشيخ كمال خطيب يتحدث في “هذه شهادتي”..
الشيخ كمال خطيب في “هذه شهادتي”..
- تحدث عن دور المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش في “اتفاقية جنيف” والتي نصّت على “حق” لليهود في الأقصى والاعتراف بسيادتهم على حائط البراق
- نهج منصور عباس يؤكد على صواب موقفنا.. وأحمد الله على نعمة الانقسام لأننا بهذا حافظنا على صفاء المشروع الإسلامي
طه اغبارية، عبد الإله معلواني
أكمل الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، استدعاء محطات في مسيرته الدعوية والسياسية، كان قد تطرق إليها في كتابه “نبش الذاكرة – سيرة داعية ومسيرة دعوة”.
جاء ذلك، في حلقة جديدة من سلسلة حلقات برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني، الذي يبثُّ عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.
الحرب على الحجاب
عاد خطيب بذاكرته إلى شهر رمضان عام 1999 حين قدمت كوكبة من قراء القرآن الكريم من مصر إلى البلاد، وقال إن استضافتهم في عدد من مساجد البلاد في تلك السنة خلال الشهر الكريم، وإمامتهم للناس في صلاة التراويح زاد رمضان تألقا.
إلى ذلك، تطرق إلى ما حدث مع عضو البرلمان التركي المحجبة مروة قاوقجي حين انتخبت عام 1999 ومنعها الرئيس التركي حينها (سليمان ديميريل) من دخول البرلمان بسبب حجابها ثم سحبت منها الجنسية التركية وجرت ملاحقتها ما أجبرها على الهجرة. يقول خطيب عن تلك الحقبة “حارب العلمانيون في تركيا الحجاب، وقامت الدنيا ولم تقعد حينها في تركيا، ولكن دارت الأيام ودخلت المحجبات في تركيا إلى البرلمان بطمأنينة، بل دخل الحجاب إلى كل بيت في تركيا. ولأن الحجاب هوية وعقيدة حاربه العلمانيون في تركيا والغرب. لماذا يحق للمرأة ألا تلبس شيئا في عرف الغرب أو للراهبة أن تلبس ما يشبه الحجاب؟!، ولكن إن لبست المسلمة الحجاب تصبح متطرفة. للأسف معاييرهم مشوهة وحربهم على الحجاب فشلت واليوم ترتديه نساؤنا وبناتنا في كل مكان”.
وتوجّه بنصيحة للمحجبات بالقول “الحجاب هوية ولا يجوز أن يصدر عمن ترتديه سلوكيات تتناقض مع هذه الهوية، وآمل ان لا يتم التعاطي مع الحجاب كموضة. رغم هذا أنا لا أنفي ان هناك من البنات والنساء غير المحجبات من هنَّ قمة في الذوق والأخلاق ويبقى الحجاب خطوة يجب أن يتقدمن باتجاهها”.
عام 2000 واقتحام شارون للأقصى
في الحديث عن المحطات المفصلية في تاريخ شعبنا عام 2000، تطرق الشيخ كمال خطيب إلى الاحداث التي أعقبت اقتحام أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى، وقال “مهم هنا ان نذكر أن إسرائيل في تلك المرحلة وقبلها كانت تعيش نشوة قطف ثمار “أوسلو”. بعد فوز ايهود باراك برئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 1999 في الانتخابات المباشرة بأصوات عربية وبدعوة أحزاب عربية الناس إلى التصويت من خلال سماعات المساجد، لم تمر بعدها إلا فترة قصيرة واقتحم شارون إلى الأقصى واندلعت الانتفاضة وارتقى الآلاف من أبناء شعبنا من بينهم 13 كلهم ارتقوا برصاص الجنرال باراك. يومها كان مهرجان الأقصى في خطر قد بلغ ذروته، وخرجت الأصوات التحريضية بأنه بسبب هذا الشعار الذي رفعته الحركة الإسلامية”.
وأضاف “في خضم انتفاضة الأقصى أجريتُ عدة لقاءات صحفية مع مراسلين لوكالات أخبار أجنبية، أكدت فيها أن إسرائيل راهنت منذ النكبة انها استطاعت ترويض شعبنا، لكن هبة شعبنا رفضا للممارسات الاحتلالية في الأقصى مثّلت ذروة فشل المشروع الصهيوني عبر التحام شعبنا في الداخل مع باقي مكونات شعبنا الفلسطيني”.
كذلك تطرق الشيخ كمال إلى ذكرياته مع وفاة والده في العام 2000، وقال “أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، كل إنسان حين يفقد الوالد السند يشعر بقيمة الخسران، وبعد فضل الله هيأ لي الوالد الظرف لدراسة الشريعة وخدمة الدين، فأسال الله أن أكون صدقة جارية للوالد والوالدة (توفيت عام 2006) وأن يجعل لهما الثواب”.
مكتب العلاقات الخارجية
بعد هبة القدس والأقصى أقامت الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا مكتبا للعلاقات الخارجية، يقول خطيب عن هذه المحطة “كل ما قامت به الحركة الإسلامية التي حظرت، كان محل اعجاب وتقدير من العرب والمسلمين في الخارج، وزاد عليه قراءتنا- الحمد لله- الصحيحة للمخاطر المحدقة بالمسجد الاقصى، كما زاد عليه موقفنا من عدم المشاركة في انتخابات الكنيست الصهيوني. هذا جعل الجميع على مستوى قوى عربية وإسلامية وجمعيات يريدون أن يطّلعوا أكثر على أوضاعنا وما نتعرض له، فكان لا بد من وجود جسم يرتب أمر الدعوات التي كنا نتلقاها من الجهات الخارجية المعنية بالتواصل معنا. وقد أشرف مكتب العلاقات الخارجية على تنظيم زيارتنا إلى الخارج”.
زيارة فرنسا
توقف الشيخ كمال خطيب عند زيارته ووفد إلى جانب فرقتي النور والاعتصام إلى باريس عام 2002، للمشاركة في مؤتمر اتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا، لافتا إلى إلقاء محاضرات في تلك الزيارة أمام حشود بعشرات الآلاف في مقر المعارض الكبير في العاصمة الفرنسية باريس، كما التقى العديد من قيادات العمل الإسلامي كان من بينهم: عبد الله مسفر من السعودية (زج به محمد بن سلمان في السجن بسبب آرائه المناهضة لسياسات النظام)، كما التقى الشيخ الغنوشي والشيخ محفوظ نحناح والمنشد أبو راتب وغيرهم.
وكان من ضمن من التقى بهم خطيب في فرنسا، عمر خالد. يقول عنه “يومها سطع نجمه على الشاشات وكان له حضور كبير. ولكن دارت الأيام بعدما حصل في مصر وانحاز إلى الظالمين والقتلة يمجدهم، وقد قمت بتمزيق كل صوري وإياه، فأنا أحب بالله وأبغض في الله، وقد أبغضت هذا الشخص لما تواطأ مع الظالمين والقتلة، في حين يبقى أمثال عبد الله مسفر في سويداء القلب وهو الذي يقبع في السجون بسبب موقفه المناهض لسياسات محمد بن سلمان والنظام السعودي”.
وتابع الشيخ كمال خطيب متوجها إلى الدعاة في هذه المرحلة “الأصل أن يكون الداعية الملح الذي يصلح المجتمع كما يصلح الملح الطعام، أعلم أن مهمة الدعاة ليست سهلة فهم يسبحون عكس التيار ومواقفهم تغضب الظالمين”.
هذا وتزامنت هذه الحلقة من برنامج “هذه شهادتي” مع وفاة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، وقد استعاد الشيخ كمال محطات عديدة التقى فيها المرحوم القرضاوي كانت أولها عام 1996 خلال أحداث البوسنة والهرسك. يقول “حينما بلغني خبر وفاته، حزنت بطبيعة الحال مع اطمئناني في أن من معه هذا الزاد الوافر في خدمة الإسلام، فهو في رحمة الله”.
المرحوم عبد الله نمر درويش و”اتفاقية جنيف”
تطرق الشيخ كمال خطيب إلى دور المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش فيما يسمى “اتفاقية جنيف” إحدى الاتفاقيات التي وقعتها شخصيات فلسطينية على رأسها وزير الإعلام الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه، مع وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين في سويسرا في 1 ديسمبر/كانون الثاني 2003.
يقول خطيب “اعترف أننا قبل يوم 3/12/2003، لم نكن نعرف ماذا جرى؟! كنا نعرف أنَّ الأقصى في خطر ودفعنا ثمنا على ذلك، كنا نعرف أنَّ هناك من يناكفنا ويقول “إن الأقصى بخير”. إلى أن كانت مقابلة في صحيفة “هآرتس” في تاريخ 3/12/2003 مع المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش، يفتخر فيها انه نجح بمساعدة رجال دين مسلمين- لم يسمهم- في التأثير على طرفي المفاوضات (الإسرائيلي والفلسطيني) من أجل التوقيع على اتفاقية جنيف، وفيها تم تليين المواقف. ونصّت الاتفاقية في أحد البنود أن تكون السيادة على حائط البراق لإسرائيل، كما ذكرت أنه وبما ان للشعب اليهودي علاقة بالأقصى، فيجب ان لا تتم أية اعمال ترميم فيه الا باتفاق الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني)”.
يضيف “هذا إقرار أنَّ لهم علاقة وحق بالأقصى وهذا يتنافى مع ايمانا وعقديتنا. كان كلام المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش في المقابلة صادما. ويبدو أنّ ما حصل ما بين الانقسام (في الحركة الإسلامية) وما حصل عام 2003 كان يشير إلى أمور غير طبيعية تحصل بين السلطة الفلسطينية وقيادات إسلامية في الداخل الفلسطيني”.
وأردف الشيخ كمال “هذا التوجه للمرحوم الشيخ عبد الله كنا نعرفه ونعلم بعض الأشياء عن علاقته مع شمعون بيرس. ومع عرفات تطور الأمر. وسمعنا عما يسمى مركز “آدم” لحوار الأديان والعلاقة الوثيقة مع الحاخام ملكيور”.
وعن كون نهج منصور عباس هو امتداد لتوجهات المرحوم درويش، يقول خطيب “لما سئل منصور عباس عن الحاخام ملكيور قال “هو شيخي”، وذهب إلى الراف دروكمان ليقنعه حتى يقنع بن غفير ليكون مع منصور في حكومة واحدة مع نتنياهو. منصور قام بقفزات غير عادية وتوج الأمر بالحديث عن الأقصى أنَّه (الهيكل) وعن حائط البراق بأنه (الكوتل). إذن ما حدث أيام المرحوم الشيخ عبد الله كان يمثل بدايات، واليوم يتم الحصاد، هذا التوجه من منصور عباس بالائتلاف مع نتنياهو او لبيد يؤكد على صواب موقفنا، والحمد لله على نعمة الانقسام لأننا بهذا حافظنا على صفاء المشروع الإسلامي”.
حول موقفه من الأصوات التي انطلقت مؤخرا من قلب الحركة الجنوبية تطالب بإعادة النظر في مسألة الانخراط في الكنيست، قال الشيخ كمال “لا أريد أن أخوض بما يجري عندهم في الداخل. هناك الكثير من الأخوة الخيرين الغيورين ممن أدركوا حجم الانحراف، وأدعو الله أن يمنحهم الجرأة لتدارك الوضع- قبل أن يتردى أكثر- لوقف هذا الانحدار والتردي”.
شاهد الحلقة هنا: