إيران تتهم السعودية بتمويل شبكات إعلامية لتأجيج الاحتجاجات
تستمر الاحتجاجات في إيران، اليوم الجمعة، مع قربها من دخول شهر كامل منذ وفاة الفتاة مهسا أميني، بعد ثلاثة أيام اعتقال من “شرطة الأخلاق” بدعوى “لباسها غير المحتشم”.
وخرجت مظاهرات احتجاجية في “أراك” وفي “الأهواز”، وردد المتظاهرون هتافات مثل: “المرأة، الحیاة، الحرية”، وتجمع متظاهرون في منطقة “شهرزيبا” ورددوا شعارات مناهضة للحكومة الإيرانية، بحسب “إيران إنترناشيونال”.
ودعت مجموعة “شباب أحياء طهران” التي تعمل على تنسيق الاحتجاجات ضد الحكومة الإيرانية، جميع الشباب وأهالي أحياء عواصم المحافظات والمدن إلى التجمع غدا السبت الساعة 12 ظهرا، في جميع الأماكن التي لا يوجد فيها “المرتزقة والظالمون”، وترديد شعار “الموت للديكتاتور”.
اتهامات للسعودية
واتهم وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، السعودية بدعم المحتجين عبر شبكة ناطقة باللغة الفارسية تابعة للرياض.
وقال وحيدي؛ إنه “من المثير للاهتمام أن أولئك الذين انتقدوا إيران لدعمها غزة ولبنان، يكيّفون عملهم الآن مع شبكة ناطقة باللغة الفارسية تابعة للسعودية، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
وأضاف: “السعودية التي قطعت رؤوس 82 شخصا في يوم واحد، أو بسبب تقطيع أوصال أحد الصحفيين، تسببت في العديد من الفضائح التي لم يستطع حتى الأمريكيون تغطيتها”.
وأفاد بأن “بعض الضالعين في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد قد تلقوا تدريبات في الخارج، وكانت الأموال تُرسل إليهم من الخارج باستمرار”، مشيرا إلى “دور الإعلام المعادي في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد”.
وفي إشارة إلى الجهود الإعلامية للغرب وأمريكا، قال وحيدي: “هذه هي الطريقة التي يعمل بها العدو، فهو يظهر الكثير من الأكاذيب على أنها حقائق بحيث يصدقها بعض الأفراد. في اليوم الأكثر ازدحاما في الاحتجاجات الأخيرة، بلغ إجمالي عدد المشاركين في كل أنحاء البلاد 45 ألف شخص، بما في ذلك عدد كبير من الشباب المنساقين وراء أحاسيس آنية. طبعا بعضهم كانوا منظمين ومدربين ويتصرفون بقسوة شديدة، وقد قال بعض الجرحى الذين التقينا بهم؛ بأن هؤلاء الأفراد المنظمين والمدربين هددوهم بأنهم سيقتلعون عيونهم وحاولوا القيام بذلك”.
حماية الفتيات
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش“؛ إن طالبات المدراس في إيران يواجهون خطرا قد يكون الموت، مشيرة إلى أن عشرات الفيديوهات أظهرت تلميذات يحتججن في مدارسهن والشوارع وهن يهتفن، ويلوّحن بحجاباتهن ويُحرِقنها، خلال الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران بعد وفاة مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر؛ إثر اعتقالها بموجب سياسة متعلقة بالآداب لارتدائها الحجاب “بشكل غير لائق”.
ورصدت المنظمة مقتل فتاتين شاركتا بالاحتجاجات الإيرانية، حيث شوهدت نيكا شاكرمي (16 عاما) لآخر مرة على قيد الحياة في 20 أيلول/سبتمبر، بينما كانت قوات الأمن تلاحقها، لكن الحكومة الإيرانية تزعم أن الفتاة سقطت من مبنى.
وهو المصير ذاته لمتظاهرة أخرى، هي سارينا إسماعيل زاده، التي كان عمرها 16 عاما أيضا، والتي يُزعم أنها سقطت وماتت في كرج غرب العاصمة في 24 أيلول/ سبتمبر.
وبحسب تقارير إعلامية، تعرّضت العائلتان لضغوط حتى لا تقولا ما يتعارض مع الرواية الرسمية.
ورأت المنظمة الحقوقية أن القمع القاتل قد أجّج غضب الشباب، في حين يرى مسؤولون كبار أن الشباب “وقعوا في شراك” ما تعرضه الإنترنت.
واعتبرت أنه في بلد قد يؤدي فيه تعبير المرأة عن استقلالها إلى الموت، فإن تصرفات هؤلاء التلميذات للمطالبة بالحرية والمساواة هي في غاية الشجاعة.
وطالبت السلطات الإيرانية بالاستجابة لمطالبهن، وضمان سلامتهن وأمنهن، ومنع قوات الأمن من دخول المدارس لترهيب الطالبات أو اعتقالهن، والإفراج الفوري عن جميع الأطفال الموقوفين بسبب الاحتجاجات السلمية.
إحصائية القتلى الأطفال
كذلك ذكرت “منظمة العفو الدولية-إيران” في بيان أن ما لا يقل عن 23 طفلا “قتلوا بصورة غير قانونية بأيدي قوات الأمن الإيرانية” موضحة أن “عمر الضحايا يراوح بين 11 و17 عاما”.
غير أن الحصيلة قد تكون أعلى من ذلك بحسب منظمات غير حكومية.
وأعلنت جمعية حماية حقوق الطفل في إيران هذا الاسبوع مقتل ما لا يقل عن 28 طفلا “معظمهم في محافظة سيستان بلوشستان المحرومة” التي تسكنها أقلية البلوش السنية في جنوب شرق البلاد.
كذلك، ذكرت الجمعية التي تتخذ مقرا في إيران: “عدم إبلاغ العائلات بمكان تواجد أطفالها وإدارة ملفاتهم في غياب محامين وعدم وجود شرطة وقضاة متخصصين بملفات الأطفال”.
وأفادت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا أن ما لا يقل عن 18 شابا قتلوا منذ منتصف أيلول/ سبتمبر، وكان أصغرهم سنا في الثانية عشرة.
وحذر حسن رئيسي المحامي الإيراني في مجال حقوق الإنسان، من أن بعض الفتيان محتجزون في مراكز للبالغين المحكومين في قضايا مخدرات.
قال إن هذه المعلومات “مقلقة للغاية” مشددا على أن الأفراد “الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا لا يجوز على الإطلاق احتجازهم مع مجرمين فوق سن الـ18.. إنه واجب قانوني وليس توصية”.
ونقل موقع “إيران واير” الإخباري عن المحامي الأربعاء أن “نحو 300 شخص تراوح أعمارهم بين 12 و13 سنة و18 و19 سنة محتجزون لدى الشرطة”.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الاثنين، إنها “قلقة للغاية” جراء التقارير التي تحدثت عن “مقتل وجرح واعتقال أطفال ومراهقين” في إيران.
وأقر وزير التعليم يوسف نوري بوقت سابق، بتوقيف تلاميذ في الشارع أو داخل مدارسهم.