الرئاسة الفلسطينيّة تطالب بوقف “الجنون” الإسرائيليّ: استهداف الطواقم الطبيّة تطوّر خطير
أدانت الرئاسة الفلسطينية، “الجريمة الجديدة” التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين صباح اليوم الجمعة، وأسفرت عن استشهاد شخصين أحدهما طبيب، فيما أكدت الحكومة، أن “استهداف الطواقم الطبية تطور خطير يستدعي تدخلا عاجلا من المنظمات الإنسانية الدولية”.
واستشهد اليوم، الطبيب عبد الله الأحمد “أبو التين” (43 عاما)، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، كما استشهد الشاب متين ضبايا (20 عاما)، برصاص الاحتلال التي اقتحمت قواته مدينة جنين وأطراف مخيمها، واعتقلت عدة أشخاص، وأصابت آخرين بالرصاص الحي.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن “حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الخطوط الحمراء من خلال إصرارها على المضي بسياسة القتل والإعدامات الميدانية، وفرض العقوبات الجماعية على أبناء شعبنا وممتلكاتهم، ومواصلة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على أبناء شعبنا في الشيخ جراح من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين، وهو ما لن نقبل به، ولن نسمح باستمراره أبدا”.
وحذر أبو ردينة من أن “صمت المجتمع الدولي وعجزه عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، يعطي الضوء الأخضر لهذا الاحتلال ليصعد من عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، الذي يواجه حربا إسرائيلية متواصلة ضد أرضه ومقدساته، سواء في جنين، أو القدس، أو نابلس، أو غزة، وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي في حال استمرارها ستدخل المنطقة في دوامة العنف والدمار”.
وقال إنه “آن الأوان أن تتدخل الإدارة الأميركية لوقف هذا الجنون الإسرائيلي بحق شعبنا ومقدساتنا وأرضنا، قبل فوات الأوان، لأن استمرار الوضع الحالي ينذر بتفجر الأوضاع، الأمر الذي تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال التي تريد استغلال الدم الفلسطيني في حساباتها الانتخابية الرخيصة”.
من جانبه، نعى رئيس الحكومة، محمد اشتية، الطبيب الشهيد عبد الله أبو التين، مؤكدا أن “قتل الطبيب أبو التين واستهداف الطواقم الطبية، تطور خطير، يستدعي تدخلا عاجلا من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية”.
وطالب اشتية تلك المنظمات “بإدانة استهداف الطبيب أبو التين، وإصابة ضابطي إسعاف بجروح، أثناء قيامهما بواجبهما الإنساني داخل المستشفى لإنقاذ الشاب متين ضبايا، الذي ارتقى برصاصة قناص بعد أن عرقل جنود الاحتلال تقديم الإسعاف السريع له”.
وذكر اشتية أن “شعور الجناة بالإفلات من العقاب يدفعهم لارتكاب المزيد من الجرائم:، داعيا المجتمع الدولي إلى “التوقف عن سياسة المعايير المزدوجة، والعمل على لجم الجرائم المرتكبة بحق أبناء شعبنا، التي ترتفع وتيرتها، في إطار المنافسة بالانتخابات الإسرائيلية المرتقبة”.
وتقدم اشتية “بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة، من والدي الشهيد وزوجته وأطفاله الثلاثة، ومن زملائه الأطباء، ومن جميع الكوادر الطبية، مستذكرا سجايا الشهيد وخصاله، ومواقفه الوطنية والإنسانية، كما تقدم بالعزاء من ذوي الشهيد متين ضبايا، متمنيا للمصابين من الطواقم الطبية والمواطنين الشفاء العاجل”.
بدورها، نعت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، الشهيد الطبيب الأحمد، متحدثة عن تفانيه في مهمته الإنسانية وعمله في مساعدة المرضى والجرحى.
وأكدت أن “هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف بها الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الطبية الذين يقومون بأداء عملهم”، مشددة على أنه “سيكون هناك وقفات ورسائل للصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الحقوقية، وسنطالب بحماية دولية للطواقم”.
وشددت الكيلة على أنه “ستكون هناك متابعة قانونية حثيثة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الطواقم الطبية التي يتم استهدافها بشكل متعمد ومستمر”.
وفي وقت سابق اليوم، قال مدير الإسعاف والطوارئ في جنين، محمود السعدي، في تصريحات صحافية: “حاولنا تقديم الإسعاف لبعض المصابين ولم نستطع، بسبب إطلاق النار المباشر من الاحتلال، وأصيب مسعفان اثنين بشظايا جراء إطلاق النار، ومنعهم من الوصول لأحد المصابين”.