نقلة نوعية لمقاطعي انتخابات الكنيست
الاعلامي أحمد حازم
بالرغم من علاقتي الجيدة (الشخصية وليست السياسية) مع بعض أعضاء الكنيست العرب، إلا أني أقولها بكل صراحة وهذا موقفي الثابت، إنني لست من المؤيدين لانتخابات الكنيست، وأرفع شعار “المقاطعة” لقناعتي بأن هذه المؤسسة التي وجدت بناءً على مبادئ وتعاليم صهيونية، لا يمكن أن تخدم المواطنين العرب الفلسطينيين في هذه البلاد. ولذلك أتساءل دائمًا في نفسي: كيف يمكن للعربي أن ينخدع بالكنيست ويتأمل منه ما يعود إليه بالفائدة؟
المرشحون للكنيست يعرفون ذلك. يعرفون تمامًا أنه منذ تأسيس الكنيست وضم أعضاء عرب فيه ولغاية الآن، لم نسمع بأي حل لمشاكل حارقة في المجتمع العربي، باستثناء خدمات بسيطة ليست أكثر من خدمات قسم شؤون اجتماعية في دولة أوروبية للمواطنين. وبالرغم من أن أعمال الطخ والقتل والابتزاز والزعرنات، هي حديث الشارع بشكل عام، لكن انتخابات الكنيست هي حديث المعنيين بها في هذه الأيام، لأن موعدها المحدد في مطلع الشهر المقبل يقترب تدريجيا. أنا شخصيا لا أثق كثيرًا بمؤسسات استطلاع الرأي، لكن لنفترض هذه المرة أن نتائجها صادقة، فماذا تقول نتائج بعض هذه الاستطلاعات.
تقول نتائج استطلاع أجرته قناة كان العبرية، بالتعاون مع معهد الابحاث ستات نت، إن نسبة التصويت في المجتمع العربي تراجعت من 43.5 بالمئة قبل اسبوعين الى 39.2 الآن، أي حوالي خمسة بالمائة، وهذا يعني أنَّ 60.8 بالمئة من المواطنين العرب لن يذهبوا لصناديق الاقتراع، الأمر الذي يعتبر نقلة نوعية في نسبة مقاطعي انتخابات الكنيست، وتحوّل جديد في أفكار الناس من مؤيد للكنيست إلى معارض.
إذًا، الأحزاب العربية المرشحة للكنيست تشعر بأنها في حالة خطر الفشل بسبب هذه النسبة، وبدأت ترتجف خوفًا على امتيازاتها ومصالحها. فماذا تفعل هذه الأحزاب إزاء معطيات تحمل تهديدا على وجودها في الكنيست؟ هم، وحسب المعلومات يفكرون في إبرام اتفاق فائض أصوات. لكن السؤال المطروح: إذا كان هناك خطر يهدد بفشل جميع الأحزاب المرشحة فكيف سيكون فائض أصوات؟ وفي هذه الحالة ماذا يقول المستطلعة آراؤهم؟ فهل هم مع اتفاق فاض الأصوات؟ وفق نتائج استطلاع قناة (كان) فإن 29 بالمئة يرون أنَّه لا حاجة لتوقيع اتفاقية فائض اصوات بين الاحزاب العربية، بينما يؤيد 21 بالمئة توقيع الاتفاقية بين التجمع والمشتركة الثنائية، و18 بالمئة يرون انه يجب توقيع الاتفاقية بين التجمع والموحدة، ونفس النسبة تؤيد توقيع هذه الاتفاقية بين القائمة المشتركة والموحدة. إذًا كافة النسب ضئيلة جدًا.
الأحزاب العربية المرشحة، تعتقد بأن اتفاق فائض أصوات بينها سيساعدها على عبور نسبة الحسم. المشتركة الثلاثية اختلفت وتفككت بسبب الكراسي، واتفاق فائض أصوات (إن حصل) يرون فيه إنقاذًا للكرسي “يا سلام ع المبادئ”. على كل حال، نسبة المقاطعين في ارتفاع مستمر، وهذا يعتبر بدون شك خطوة لها دلالة سياسية قوية، وإذا ما استمرت نسبة المقاطعين في الارتفاع بشكل ملحوظ، فإن الكنيست سيصبح يومًا ما خاليًا من أصحاب الامتيازات. فمتى نعيش هذه الحالة. قولوا معي: قريبًا إن شاء الله.