غانتس يجهز الجيش لأي تصعيد محتمل مع لبنان بسبب تدهور مفاوضات ترسيم الحدود البحرية
دعا وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، اليوم الخميس، الجيش الإسرائيلي إلى الاستعداد للتصعيد على الجبهة الشمالية، بسبب تدهور المفاوضات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، وخطط بدء إنتاج الغاز في حقل كاريش، بحسب ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن قيادات الجيش الإسرائيلي أعلنت رفع حالة التأهب في صفوفها، حيث طلبت من سلاح البحرية وسلاح الجو والقوات الهجومية والدفاعية الاستعداد لأي طارئ على الحدود الشمالية.
ونقلت مصادر مقربة من غانتس أنه “في التقييم الأسبوعي للوضع الذي يقوده وزير الأمن، بني غانتس، وبمشاركة رئيس الأركان والمدير العام لوزارة الأمن، ورئيس قسم العمليات، أصدر وزير الأمن تعليمات للجيش الإسرائيلي تقضي باستعداده لسيناريو تصعيد في الشمال، وتسخير الجهود الهجومية والدفاعية، في ضوء التطورات في المفاوضات بمسألة الحدود البحرية”.
ووفق توجيهات غانتس، ستكون القوات الجوية والبحرية والقوات البرية تحت قيادة المنطقة الشمالية مستعدة لسيناريو تصعيد محتمل ضد حزب الله، على خلفية تهديدات حسن نصر الله بمهاجمة منصة كاريش إذا بدأت إسرائيل إنتاج الغاز منها قبل إبرام اتفاق مع لبنان.
في غضون ذلك، قال عضو بارز في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، لموقع “والا” الإسرائيلي، إنّ المحادثات بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية “وصلت إلى نقطة حرجة”، لكن الإدارة تعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق.
وأضاف المسؤول الأميركي أن “المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن، عاموس هوكشتاين، يواصل محادثات مكثفة مع الأطراف لإنهاء المفاوضات حول الحدود البحرية”، مؤكداً أن “الفجوات ضاقت، وما زلنا ملتزمين التوصل إلى اتفاق، ونعتقد أنّه يمكن التوصل إلى حل وسط”.
يأتي هذا التصعيد بعد أن رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي التعديلات التي طلبها لبنان على مقترح ترسيم الحدود الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ رئيس وزراء الاحتلال يئير لبيد، رفض طلبات المراجعة، موضحاً أنّ أي مفاوضات أخرى ستتوقف إذا هدّد “حزب الله” المدعوم من إيران منصة التنقيب عن الغاز في حقل كاريش.
وحظيت مسودة الاتفاق، التي لم تُعلَن تفاصيلها، بترحيب مبدئي من جانب لبنان والاحتلال الإسرائيلي عند تسلمها من الوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين، مطلع الأسبوع، ولكن كانت هناك معارضة داخلية عند الجانبين. وقدم لبنان طلبات تعديل تسلمتها إسرائيل، اليوم الخميس.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه جرى إخطار رئيس الوزراء يئير لبيد “بالتفصيل بشأن التغييرات الجوهرية التي يطلب لبنان إدخالها على الاتفاق، ووجه فريق التفاوض لرفضها”.
وبالتوازي مع المحادثات غير المباشرة، تواصل إسرائيل الاستعداد لتشغيل منصة غاز حقل كاريش، المتنازع عليه. وسبق أن حذر “حزب الله” اللبناني من التنقيب في كاريش، الأمر الذي ضغط لتسريع المسار الدبلوماسي.
واعتبرت إسرائيل أن مسودة الاتفاق مع لبنان، في حال إنجازه، ضمانة لتأمين كاريش، إلا أنّ هذا الموقف تغير اليوم.