الكوليرا تتسلل إلى مخيمات الشمال السوري وسط تحذيرات من تفشيها
شهدت الأيام القليلة الماضية ظهور عدة إصابات بمرض الكوليرا في مخيمات النازحين شمالي سوريا، وسط تحذيرات منظمات محلية من تفشّي المرض وخروجه عن السيطرة في ظل انعدام البنية التحتية.
والأحد أصدرت منظمة “منسقو استجابة سوريا” (محلية)، بيانًا حذّرت فيه من “تسجيل حالات إضافية ضمن المخيمات المنتشرة شمالي سوريا وتحوّلها إلى بؤرة كبيرة للوباء يصعب السيطرة عليها”.
وطالبت المنظمة الوكالات الدولية “ببذل المزيد من الجهد بدعم القطاع الذي قد يتهاوى تحت الضغط الإضافي الذي سببه تسجيل الإصابات بالكوليرا”.
وأفاد الدكتور محمد سالم، مدير برنامج اللقاح بوحدة تنسيق الدعم “ACU” (منظمة محلية) للأناضول، أنه “تم تسجيل 19 إصابة مؤكدة إضافة إلى 152 حالة مشتبه بها في مخيمات النازحين شمالي سوريا”.
وأشار إلى “هشاشة البنية التحتية من ناحية المياه الصالحة للشرب، ومن ناحية كمية المياه المخصصة للفرد، ومن ناحية إجراءات الأمن والسلامة للحصول على الماء”.
وأضاف سالم، أن “الصرف الصحي مكشوف ومعظمه يستخدم في ري الخضروات ما سوف يسهم بزيادة الإصابات”.
وأكد أن “معظم حالات الإصابة نتجت عن أكل الخضروات غير المغسولة بشكل سليم”.
وأشار سالم، إلى أن “عدد المخيمات التي شهدت إصابات بالكوليرا نحو 30 مخيمًا من أصل 1400 مخيم شماليّ سوريا، وهو ما يثير المخاوف بازدياد الإصابات بالكوليرا واتساع مساحة انتشارها”.
وشدد على ضرورة “غسل الخضروات والفواكه بشكل جيد بالمياه والصابون، أو من خلال نقعها في الخل أو محلول الكلور 0.5 في المئة لمدة نصف ساعة ثم غسلها بالمياه قبل تناولها”.
ولفت سالم، إلى أن “المنظمات زادت نسبة الكلور بالمياه في المنطقة”، وأن “على السكان في المخيمات اتباع قواعد النظافة الشخصية وتغطية الأطعمة الزائدة بشكل جيد لتجنب ازدياد الإصابة بهذا المرض”.
وأضاف أن “خطورة المرض في المخيمات هي أنها قد توصل للذروة بشكل سريع جداً، ومن الممكن خلال أقل من شهر أن تتضاعف الإصابات بشكل كبير جدًا”.
ولفت إلى أن ذلك قد ينجم عن “الكثافة السكانية، والبنية التحتية الهشة، وانتشار سوء التغذية والظروف المعيشية الصعبة، ما يجعل انتشار هذا المرض في المخيمات أخطر وأسرع بكثير من انتشاره في بقية المناطق”.
وبدأ انتشار الكوليرا قبل نحو شهر في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث أوضحت وزارة الصحة، الأسبوع الماضي، أن عدد الإصابات المثبتة بالكوليرا عبر الاختبار السريع بلغ 338، فيما وصل عدد الوفيات 29.
والرقم المذكور للإصابات والوفيات هو الأكبر منذ عقود في سوريا التي كانت من البلدان الخالية من هذا المرض.
والكوليرا مرض ينتقل عن طريق المياه، ويسبب إسهالاً حادًّا يهدد الحياة إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتقلّ أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة به.