تخوف إسرائيلي أمام نجاح متصاعد لحركة “BDS” بجامعات أمريكا
في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للتأثير في الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني/ نوفمبر، من خلال ترجيح كفة المؤيدين لها، وسط تراجع شعبيتها في أوساط الحزب الديمقراطي الحاكم، فقد أظهر استطلاع أولي أجرته وزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية في الجامعات الأمريكية أن أكثر من نصف الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة تعرضوا لدعوات حركة المقاطعة ضد إسرائيل.
وأوضحت أن 28 في المئة منهم يدعمون حركات المقاطعة، ما دفع بوزارة خارجية الاحتلال للتأكيد أنها أمام “وضع مقلق”.
وأكد إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “الاستطلاع الأول من نوعه الذي تجريه وزارة الخارجية الإسرائيلية بين الطلاب الجامعيين الأمريكيين جاء في ضوء فهمها بأن حركات المقاطعة المناهضة لدولة الاحتلال تعمل بشكل أساسي في المؤسسات الجامعية، باعتبارها ساحة مهمة بالنسبة لإسرائيل”.
لكن الاستطلاع كشف عن “نتيجة مقلقة” للاحتلال، مفادها أن 49 في المئة من الطلاب الأمريكيين تعرضوا لدعوات المقاطعة، وأغلبهم يؤيدونها، وفق الخارجية الإسرائيلية.
وأضاف في تقرير، أن “النسب الدقيقة جاءت على النحو التالي، ومفادها أن 56 في المئة من جميع الطلاب الأمريكيين تعرفوا على حركات المقاطعة، و28 في المئة منهم يدعمونها، فيما يرى 48 في المئة منهم أن إسرائيل مصدر قوة، وقد شمل الاستطلاع عينة عشوائية من 513 طالبا جامعيا، وتم تنفيذه باستخدام منصة “Survey Monkey” بدعوة من نائب وزير الخارجية إيدان رول، كجزء من جهوده لزيادة الدعم لإسرائيل بين مختلف الجماهير في الولايات المتحدة”.
ونقل عن رول قوله إن “هذه النتائج مقلقة بالنسبة إسرائيل، ما يشير إلى أن منظمات BDS نجحت في التأثير على المجموعات الطلابية وداخل الحرم الجامعي”.
وأضاف: “صحيح أن 50 في المئة من الطلاب متعاطفون مع إسرائيل، لكن 36 في المئة أفادوا بعدم التعاطف.. وفيما يرى 48 في المئة أن إسرائيل مصدر قوة للولايات المتحدة، فإن 24 في المئة لا يرونها كذلك”.
ولاحظ أنه “مع تقدم عمر الطلاب يزداد التعاطف مع إسرائيل بعكس الجيل الصاعد، فيما يتعاطف الطلاب الذكور مع إسرائيل أكثر من الطالبات الإناث، كما أن مستوى تعاطف الطلاب أقل بقليل من مستوى التعاطف مع إسرائيل بين عامة الأمريكيين”.
ولعل ما دفع الخارجية الإسرائيلية للقيام بهذه الخطوة أن المعطيات المتوفرة لديها تفيد بأن الطلاب الجامعيين الأمريكيين غالبا ما يكونون جمهورا صارما وتقدميا وليبراليا، وينتقدون إسرائيل، حتى من يتعاطفون معها، فإنهم يريدون منها أن تتصرف مع الفلسطينيين بطريقة مختلفة، ويعتقدون أن المقاطعة ضدها طريقة مناسبة وصحيحة.
فيما يخشى المزيد من الطلاب اليهود المؤيدين لإسرائيل التحدث بصوت عال، بزعم أنهم يتعرضون للتمييز من معارضي إسرائيل الذين يستولون على الفضاء العام.
وفي الوقت ذاته، تزعم الأوساط الدبلوماسية الإسرائيلية أن الطلاب الجامعيين الأمريكيين يتعرضون “لأخبار تشويهية” ضد دولة الاحتلال، خاصة في أوقات حملات العدوان التي تشنها على الفلسطينيين، وهي أخبار تغذيها حركات المقاطعة.
الأمر دفع نائب وزير الخارجية إيدان رول لزيارة جامعة “USC” في لوس أنجلوس، والتحدث مع الطلاب، والخروج بخلاصة مفادها أن الوضع في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة “مقلق”، حيث تستثمر المنظمات المعادية للصهيونية موارد ضخمة لتشويه سمعة إسرائيل، وتشجيع المقاطعة ضدها، وفق قوله.
وبالتزامن مع الاستطلاع الإسرائيلي، فقد كشف تقرير أمريكي عن تحول في رؤية الأجيال الصاعدة في الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، وتوصل إلى أن الجيل الأصغر لديه تصورات وانطباعات أفضل عنها، وأن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور كبير في هذا التحول.
وغيرت وسائل التواصل الطريقة التي ينظر بها الجميع للأحداث، وكيف يتلقون الأخبار، حتى إن أعداد الضحايا الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة في 2014 أثرت على الطريقة التي رأى بها الأمريكيون الصراع، حيث لم تكن رواية الدفاع عن النفس التي قدمتها إسرائيل مقبولة بشكل كبير.
أما مركز “بيو” للأبحاث، فقد أجرى استطلاعا في آذار/ مارس الماضي، كشف فيه أن 61 في المئة من الشباب الأمريكيين تحت 30 عاما يمتلكون نظرة إيجابية نحو الشعب الفلسطيني.
وقال إن هذه النسبة تنتشر بشكل أكبر بين الديمقراطيين، حيث ساهم انتشار الحركات الحقوقية حول العالم بتعريف الشباب الأمريكيين بالقضية الفلسطينية بصورة أفضل، مع تنظيم الكثير من الفعاليات مؤخرا في الولايات المتحدة ضد سياسات الاحتلال، أبرزها مظاهرات أمام مقري شركتي “أمازون” و”غوغل” للتنديد بمشاركتهما في مشروع “نيمبوس” للذكاء الاصطناعي الذي يعمل عليه الاحتلال.