الشهيد وسيم أبو خليفة.. وقصة العشاء الأخير الذي لم يتم
قدر للشاب وسيم أبو خليفة (20 عامًا) أن يستشهد في نفس المكان الذي أصيب فيه العام الماضي، قرب مقام يوسف في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
شقيقه محمد يقول: “كنا نتجهز لتناول العشاء، وحين سمع أن الاحتلال اقتحم نابلس، من الشرق، خرج لمعرفة ما جرى، فقنصه جندي إسرائيلي برصاصتين إحداهما في الرقبة، والأخرى في الصدر”.
أشبال وشبّان مخيم بلاطة تجمعوا أمام ثلاجة الموتى في مشفى رفيديا، لإلقاء نظرة الوداع عليه تمهيدًا لنقله وتشييعه في المخيم عصرًا.
وأكد شقيقه أنه لم يكن يشكل أي خطر على جنود الاحتلال الذين أمطروا المنطقة بالرصاص، وأنه قتل بدم بارد.
وفي وصفه لشقيقه الشهيد يقول محمد، “هو أكبر مني، طيب جدًّا، ومحب لعمله، يحب الوطن، كان مطيعا لوالديه، ويحبنا كثيرًا”.
والدته المكلومة، لم تستوعب ما حصل لابنها، تقول: قتلوا ابني وهو لم يشكل أي خطر عليهم، كان يتجهز لطعام العشاء، وما أن خرج من المنزل حتى قتلوه.
تبكي بحرقة شديدة، فلذة كبدها الذي طالما حلمت أن تراه عريسًا، ويحقق أمانيه وأحلامه التي طالما عمل على تحقيقها، إلا أن الاحتلال في فلسطين يعمل دومًا على دفن الأحلام.
ويعمل وسيم في محل لبيع مواد البناء، ويقضي جلَّ يومه في العمل، ومع نهاية النهار يعود لمنزله في مخيم بلاطة، ليقضي ما تبقى من اليوم مع أهله، ثم يخرج لرؤية أصدقائه، عاش حياة بسيطة عادية أنهتها رصاصتان.
والشهيد أبو خليفة هو الشهيد الثامن عشر الذي قتلته “إسرائيل” في مدينة نابلس وحدها منذ بداية هذا العام.
ما حدث أمس؟
ومساء أمس، استشهد شاب وأصيب 31 آخرون على الأقل، خلال مواجهات شديدة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت قبر يوسف بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت مصادر طبية في المستشفى العربي بنابلس استشهاد الشاب وسيم نصر خليفة (20 عاما) من مخيم بلاطة، متأثرا بجراحه الخطيرة برصاصة في الصدر.
ووفق مصادر محلية؛ فإن خليفة أصيب بجروح حرجة جراء إطلاق قناصة الاحتلال عيارا ناريا مباشرا تجاهه، ونقل إلى المستشفى العربي، وحاول الأطباء إنقاذ حياته، إلا أنه استشهد.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، شارعي القدس وعمان، ومحيط مقام يوسف شرق نابلس، ومخيمي عسكر وبلاطة، وسط مواجهات قوية أطلقت خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت.