أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

في برنامج “هذه شهادتي”.. الشيخ كمال خطيب يواصل روايته حول محطات مفصلية في حياته الدعوية والشخصية

 

  • بدايات التحول في خطاب المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش.. مهرجان الفن الإسلامي.. انتفاضة الحجارة وحملات الإغاثة

 

طه اغبارية، عبد الإله معلواني

كشف الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليًا، عن رفضه لمحاولات استمالته بالمال على يد أحد أعضاء الكنيست العرب، وكان ذلك عام 87، كما تحدث خطيب عن بدايات التحول في خطاب الشيخ المرحوم عبد الله نمر درويش، وقاد في نهاية الأمر إلى انقسام الحركة الإسلامية حول المشاركة في انتخابات الكنيست.

جاء ذلك في حلقة أخرى ضمن برنامج “هذه شهادتي”، مع الإعلامي عبد الإله معلواني، وذلك عبر شاشة “موطني 48”.

 

القلم في خدمة المشروع

  عن بداياته في الكتابة عبر الصحف والنشرات، بيّن الشيخ كمال أن باكورة مقالاته كانت في مجلة “الصراط” التي صدرت في البداية كنشرة محلية في مدينة أم الفحم ثمّ توسعت لاحقا على الصعيد القُطري، ثمّ مع انطلاقة صحيفة “صوت الحق والحرية” بدأ بكتابة مقال أسبوعي ثابت حتى حظرها عام 2015، كما كتب في مجلة “إشراقة” وغيرها من الدوريات التي أصدرتها الحركة الإسلامية، هذا إلى جانب مقالات عديدة كتبها في مختلف الصحف العربية في البلاد.

وعقّب على حظر “صوت الحق والحرية” في أن المؤسسة الإسرائيلية تتعاطى مع حرية التعبير عن الرأي فيما يخص العرب، مثل أنظمة الاستبداد في العالم العربي والعالم.

ودعا إلى دعم الإعلام الملتزم حتى يتسنى له القيام برسالته في ظل بحر هائج من الإعلام الهابط.

 

“الفن الإسلامي”

ثمّ تطرق نائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، إلى مهرجانات الفن الإسلامي التي نظمتها الحركة الإسلامية في بداياتها حتى عام 90. وكان المهرجان الأول في مدينة أم الفحم ولاقى تفاعلا كبيرا بين أبناء الداخل الفلسطيني ما حدا بالحركة الإسلامية إلى تنظيم مهرجانات أخرى كان آخرها في العام 1990 في بلدة تل السبع في النقب.

وقال إن مهرجان الفن الإسلامي والذي انطلق بنسخته الأولى منتصف الثمانينات، استضاف نخبة من أهل الفن والنشيد وسائر الفنون من مختلف البلدات العربية والقدس والضفة وغزة، مشيرا إلى أن زخم المهرجان ساهم في تعزيز حضور الحركة الإسلامية كتيار مركزي في الداخل الفلسطيني، موضحًا أن “العديد من الظروف ومن بينها التمايز في الواقع السياسي بين الداخل وغزة والضفة واندلاع انتفاضة الحجارة عام 87، أدّت إلى وقف المهرجان ليختتم في نسخته الأخيرة عام 90”.

 

ذروة النشاط

جدّد الشيخ كمال خطيب، تأكيده على أن الصحوة الإسلامية في الداخل، انطلقت قبيل انخراطه الفعلي فيها، ولكنها اقتصرت على مبادرات محلية أو مناطقية، غير أن انطلاقتها المنظمة باسم “الحركة الإسلامية” وكان أحد المبادرين إليها، خرجت إلى العلن منتصف الثمانينات.

وأشار إلى أن حراكه الدعوي بدأ بعد استقراره في كفر كنا، إماما لمسجد عمر بن الخطاب، متنقلا وزوجته “أم معاذ” للوعظ وإلقاء الدروس في العديد من البلدات في منطقة الجليل.

تطرق إلى السنوات التي شهدت ذروة العمل الإسلامي، وبناء المساجد في العديد من البلدات، وكيف ساهم الأهل في كفر كنا تطوعا في بناء المساجد من خلال الجهد البدني أو التبرع بالمعدّات، لافتا إلى أن الكثير من البلدات خلت من مسجد واحد، غير أن أبناء المشروع الإسلامي بادروا إلى إقامة المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في مختلف المناطق.

 

المواجهة مع الحزب الشيوعي

تابع الشيخ كمال خطيب بالقول، إن نجاحات الحركة الإسلامية وتمددها في مختلف البلدات العربية، جعلتها في مواجهة مع مخلفات الأحزاب التي نشأت في ظل الأحزاب الصهيونية، ومنها الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وكان الأكثر حدّة في مهاجمة أبناء المشروع الإسلامي وقد جرى استهدافه بالتحريض وكيل الاتهامات من قبل الشيوعيين مثل اتهامه بأنه “خوميني الجليل” بعد نجاح الثورة الإسلامية في ايران بنحو ست سنوات.

وأكمل “المفارقة هنا، أن من عيرونا بأننا “خمينيون” هم اليوم- الحزب الشيوعي- أكثر من يشيدون بإيران بسبب دعمها للنظام الطائفي في سوريا. رغم علمانيتهم يمتدحون اليوم إيران، ولكن في الحقيقة هي حرب على الإسلام دعما للمجرم بشار الأسد المعادي للإسلام”.

عن مصير الثورة السورية بعد 11 عاما، تابع خطيب “هذه الثورة لم ولن تنتهي، ولن تطول الأيام على هؤلاء الطغاة، أمثال: بشار، والـ سعود، والسيسي، والـ زايد وغيرهم. قضية الشعب السوري وسائر الشعوب العربية التي ترزح تحت أنظمة الاستبداد بما فيها شعبنا، منتصرة بإذن الله”.

 

مع الشيخ أحمد ياسين

استعاد خطيب، يوم لقائه بالشهيد الشيخ أحمد ياسين عام 86 في منزل السيد محسن الشاعر بمدينة شفاعمرو، حيث كان الشاعر من أوائل من شبوّا على خدمة المشروع الإسلامي وكان- كما قال- كثير التواصل مع قيادات العمل الإسلامي في الضفة وغزة.

يقول عن اللقاء “إنه لقاء لا ينسى وقد كان عمري 24 عاما، وجدت رجلا يجلس على كرسي لذوي حالات الخاصة، عرفت أنه الشيخ أحمد ياسين وكان في جولة دعوية في الداخل، إذ سمحت الظروف حينها بدخوله إلى البلاد”. كما تطرق إلى لقاء آخر جمعه والشيخ رائد صلاح بالشيخ ياسين عام 97 في مستشفى بالمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك حين أفرجت السلطات الإسرائيلية عن ياسين بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للقيادي خالد مشعل.

 

انتفاضة الحجارة وحملات الإغاثة

كذلك استعاد نائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، ذكرياته مع أحداث انتفاضة الحجارة التي اندلعت عام 1987 والانتفاضة الثانية عام 2000 لمّا دنّس شارون المسجد الأقصى. وقال إنها محطات مهمة في تاريخ شعبنا، أدخلت مصطلح “انتفاضة” في القاموس العالمي، متابعا “صحيح أن أهل الداخل لم ينخرطوا في هذه الأحداث بصورة مباشرة ومتواصلة، لكن سرعان ما وجدوا أنفسهم في زخمها والتفاعل معها من خلال حملات الإغاثة. في تلك المرحلة جرى تشكيل لجنة الإغاثة المنبثقة عن الحركة الإسلامية التي نظمت الحملات حتى وصلت إلى مشروع كفالة الأيتام بكفالة نحو 22 ألف يتيم من أهلنا في الضفة وغزة، ثم امتدت حملات الإغاثة إلى المنكوبين في العالم الإسلامي، في البوسنة والسودان والشيشان”.

وفي ردّه على المغرضين والمهاجمين اليوم لحملات الإغاثة للاجئين السوريين وزعمهم أن “شعبنا أولى”، قال الشيخ كمال خطيب “لا يستحق هؤلاء ان نجيبهم لأننا مسلمون والإسلام لنا هوية عالمية، فكما اغثنا أهلنا في الضفة وغزة والبوسنة والشيشان نغيث أهلنا في سوريا، هذا دورنا وواجبنا، فللشعب السوري فضل كبير على شعبنا بعد النكبة باستضافة اللاجئين”.

اعتبر الشيخ كمال أن العاملين في حقل الإغاثة “ملائكة الله على الأرض”، مثمنا جهود الإغاثة الكبيرة لإسناد اللاجئين السوريين لا سيما الحملة التي جمعت العام الفائت، نحو 10 ملايين دولار”، مضيفا “هذه الحملات المباركة تدل على أن شعبنا بخير وأمتنا بخير. وسيرجع اللاجئ بإذن الله إلى وطنه ويتخلص من هؤلاء الظلمة والطواغيت”.

 

لقاء القامات الإسلامية 

 تطرق خطيب إلى لقاءات جمعته على مدار السنين بالعديد من القيادات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، من بينهم: المرشد العام الأسبق للإخوان المسلمين في مصر محمد حامد أبو النصر، والمرشد الأسبق مصطفى مشهور، والمرشد الأسبق مأمون الهضيبي، والمرشد السابق محمد مهدي عاكف، والمرشد محمد بديع، والدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ محمد الغزالي والدكتور عصام العريان، معتبرا أن هذه اللقاءات “مكرمة عليه من الله”.

 

عالم منافق

تعقيبا على زج سلطات الانقلاب في مصر لعشرات الآلاف من النخب في السجون، اتهم رئيس “الحريات” العالم الغربي والمجتمع الدولي بالنفاق، وقال “عالم منافق لا يعرف إلا لغة المصالح، أما الحديث عن الإنسانية وحقوق الانسان ما هي إلا شعارات يزين بها هذا العالم وجهه القبيح، وإلا كيف يتعاملون مع انقلاب اسود على رئيس شرعي”.

 

الشيخ درويش والتحولات في الخطاب

في استعراضه لبداية التحولات في خطاب المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش، قال خطيب “لا شك هناك صعوبة في الحديث عمن سبقونا إلى الآخرة، ولكن لأن القضية ليست شراكة في مصلحة، بل حول طرح الحركة الإسلامية والتباين في الآراء، تطرقت إلى هذا الموضوع في كتابي “نبش الذاكرة””.

وأضاف “بدايات التحول عند المرحوم الشيخ عبد الله كانت فيما كتبه بمجلة الصراط، كنا نشتم أن ما يطرحه جديد ولا يتم الحديث عنه في اجتماعاتنا، ثم وأثناء انتفاضة الحجارة، استضافته القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي وذهب معهم إلى روضة أطفال في كفر قاسم، وهناك سأل الطلاب “هل تحبون من يلقي الحجارة”- في إشارة إلى الانتفاضة وعدم تأييد ما يحدث-. حاول بعد ذلك تفسير ما قاله ولم يكن مقنعا. مع تراكم الأحداث والتصريحات ومنها ما فيه لمز وهمز بحق رموز إسلامية كبيرة، رأينا التحول الجديد، لكن هذا لم يجعلنا نستعجل في وضع النقاط على الحروف. لاحقا تطورت الأمور إلى مواقف أخرى مغايرة لرؤيتنا وأدركنا اننا أمام عدم انسجام كامل حتى كان القول الفصل عام 1996 في موضوع الكنيست”.

وأكمل أنّ التبابين مع الشيخ عبد الله نمر درويش تصاعد في اعقاب اتفاق أوسلو وما حصل عام 1992 بعد فوز اسحق رابين وتشكيل كتلة مانعة في الكنيست من خلال المرحوم توفيق زياد وعضو الكنيست عبد الوهاب دراوشة، حيث تبين لاحقا أن قطاعات من الحركة الإسلامية بتوجيه من الشيخ عبد الله صوتت لحزب دراوشة دون علم قيادة الحركة الإسلامية.

 

“ليست كل الطيور تعلف”

في ختام هذه الحلقة من سلسلة “هذه شهادتي” كشف الشيخ كمال خطيب، عن زيارة عضو كنيست عربي إلى بيته في كفر كنا عام 1987، وأنه رغم معرفة هذا العضو بموقف خطيب من انتخابات الكنيست، قدّم إليه تبرعا مقداره 5 آلاف دولار، وقال “هذا لك”، فاعتذر خطيب، فقال عضو الكنيست “ليست لك شخصيا، ولكن دعما لروضات الأطفال الإسلامية في كفر كنا”، غير أن خطيب أصرّ على رفضه بأخذ المال.

وعقّب الشيخ كمال على هذه الحادثة بالقول “أحمد الله أنّ رفضي كان حازما وصارما، ولاحقا قلت انه من توفيق الله، فلو ضعفت أمام هذا الاغراء، ما كان أمامي في يوم من الأيام أن انتقد هذا الرجل. بالتالي ليست كل الطيور تعلف، وأنصح الدعاة بالابتعاد عن هذه الأمور لأن الأموال يمكن أن تفسد النفوس وتخرس الألسن”.

    لمشاهدة الحلقة ..

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى