حراك فلسطيني في مواجهة إقامة عشرات البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية
بدأ نشطاء فلسطينيون في المقاومة الشعبية، فعاليات ضد بدء جمعية “نحالا” الاستيطانية مخططا لإقامة 25 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية، في ظل دعوات فلسطينية لرصد التحركات الاستيطانية من أجل التصدي لها.
واحتج عشرات النشطاء في لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية رفقة متضامنين على قرار جمعية “نحالا” الاستيطانية، بتظاهرات قرب شوارع يمر منها مستوطنون، فيما تجمهر عدد من المستوطنين قرابة الفعاليات ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، وحاولوا التهجم على النشطاء تحت حماية جيش الاحتلال.
وقرب أحد مداخل قرية بيتللو غرب رام الله وسط الضفة الغربية نظم النشطاء تظاهرة، حيث كان يتجمهر عدد من المستوطنين، قرب إحدى النقاط المتوقعة لإقامة بؤرة استيطانية، فقد أعلن المستوطنون نيتهم إقامة 3 بؤر في الضفة واحدة في الوسط قرب رام الله، وأخرى في جنوب الضفة الغربية وثالثة في شمالها.
ورفع المشاركون أعلام فلسطين، وشعارات ضد الاحتلال والاستيطان، فيما رفع المستوطنون الأعلام الإسرائيلية قبالتهم وسط تواجد جيش الاحتلال الذي حماهم رغم استفزازاتهم للفلسطينيين، وقام أحد المستوطنين برش قارورة من المياه على المتظاهرين، فيما حاول آخر سرقة هاتف محمول لأحدهم، وقام جيش الاحتلال بدفع النشطاء إلى داخل قرية بيتللو لإبعادهم عن المدخل وعن تجمع المستوطنين.
وانتقل المتظاهرون إلى دوار على الشارع الذي يمر منه مستوطنون قرب مدخلي قريتي دير عمار وخربثا بني حارث غرب رام الله، وقام المتظاهرون برفع علم فلسطين على أعلى نجمة سداسية إسرائيلية وسط الدوار، ليحضر بعدها جيش الاحتلال الذي حاول إبعاد المتظاهرين، ثم حمى مستوطنين تجمهروا بالأعلام الإسرائيلية، وقاموا بإزالة علم فلسطين فور مغادرة النشطاء الفلسطينيين المكان.
محاولة قمع رفع الصوت الفلسطيني
وقال مدير العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية عبد الله أبو رحمة للعربي الجديد، “إن الفعاليات جاءت للرد على دعوة المستوطنين لبناء عشرات البؤر على الأراضي الفلسطينية، والتي إحداها الأراضي القريبة من مدخل قرية بيتللو”.
وأضاف أبو رحمة، “إن النشطاء وجدوا المستوطنين متجمعين قرب المدخل، وجيش الاحتلال يساندهم ويحميهم، ويحاول قمع رفع الصوت الفلسطيني”، مؤكداً الاستمرار في التظاهر ورفع الصوت ضد الاستيطان ودولة الاحتلال.
من جانب آخر، نصب مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، عدة خيام على أراض لعائلة جابر الفلسطينية بالقرب من مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي شرق مدينة الخليل جنوب الضفة، تمهيداً للاستيلاء عليها وإقامة بؤرة استيطانية جديدة هناك.
إلى ذلك، تجمع مستوطنون بالقرب من منطقة العيون البيض، أي قرب الطريق المؤدي لمناطق المفقرة والركيز في مسافر يطا جنوب الخليل.
وتجمع مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، عند مداخل وطرق بلدات وقرى غرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، عقب الإعلان عن مخططات ودعوات من قبل جمعيات استيطانية، لإقامة بؤر استيطانية جديدة على أراضي محافظة سلفيت.
من جهة أخرى، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة بالقرب من مستوطنة “بسجوت” المقامة على أراضي مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله.
في الأثناء، حذر مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة من خطورة مخطط إقامة عشرات البؤر التي رصدت لها ملايين الشواكل (عملة إسرائيلية)، بهدف إنشاء تواصل بين المستوطنات والسيطرة على مساحات شاسعة، بمعنى أن لا أمل في إقامة دولة فلسطينية.
بدوره، قال الناشط في لجان المقاومة الشعبية منذر عميرة، “إن هناك محاولات لوضع بؤر، وقد أعد لها من كل أنحاء دولة الاحتلال، لكن الفلسطينيين سيحاولون بكل ما أوتوا من قوة منعهم”.
البؤر الاستيطانية وزيارة بايدن
وحول طبيعة الحركة الاستيطانية المعلن عنها، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، “إن الجمعية الاستيطانية أعلنت قبل شهر ونصف نيتها إقامة عشر بؤر استيطانية بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن؛ تحت اسم عشر (أفيتارات) نسبة لبؤرة (أفيتار) المقامة على جبل صبيح في بيتا جنوب نابلس شمال الضفة، رداً على إخلائها وعدم السماح لهم بالمكوث داخلها بقرار من حكومة الاحتلال إثر مقاومة فلسطينية من الأهالي”، وبحسب شعبان، فقد أعلنت الجمعية أول أمس، عن نية إقامة أكثر من عشرين بؤرة، ستبدأ في مرحلتها الأولى بثلاث.
ودعا شعبان الأهالي والمجالس القروية والفصائل واللجان الشعبية لرصد التحركات للتصدي لإقامة أي بؤرة في حال الإقدام على ذلك.
والبؤر الاستيطانية هي مواقع استيطانية صغيرة تدعي حكومة الاحتلال أنها لم تحصل على الاعتراف بها كمستوطنات شرعية، رغم ما تحظى به من حماية أمنية وتوفير للخدمات، وهي عادة ما تتخذ التلال مكانا لها، ويهدف المستوطنون من خلال إقامتها كأبنية محدودة المساحة إلى توسيع مستوطنة قائمة حيث يتم الربط بينهما، ما يعني قضم مساحات شاسعة، أو إقامة مستوطنات جديدة مكانها مستقبلاً.
يأتي ذلك، في ظل اعتداءات للمستوطنين، أمس، بينها إتلاف مستوطنين عشرات أشجار الكرمة في أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة، بعد رشها بالمبيدات السامة، وفق تصريحات للناشط أحمد صلاح.
واعتدت مجموعة من المستوطنين اليوم الخميس، على رعاة أغنام في منطقة “الجوايا” بمسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة، وطردوهم من المراعي، وفق تصريحات لمنسق لجان الحماية والصمود جنوب الخليل فؤاد العمور.
كما اعتدى مستوطنو مستوطنة “افيقال” الليلة الماضية، على خيمة للمواطن إبراهيم سليمان العمور، غرب قرية التواني بمسافر يطا، ودمروها.