نتنياهو للجنة التحقيق: لا أعلم سبب حادث الجرمق المأساوي
ادعى رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه لا يعلم بشكل واضح سبب الحادث المأساوي في جبل الجرمق، عندما لقي 45 شخصا حتفهم خلال احتفال ديني يهودي، في 30 نيسان/أبريل من العام الماضي، وكان يتولى حينها منصب رئيس الحكومة طوال 12 سنة متتالية.
وجاءت أقوال نتنياهو خلال إفادته أمام لجنة التحقيق الرسمية في الحادث المأساوي. وقالت رئيسة لجنة التحقيق، القاضية دفورا برلينر، لنتنياهو إن “الكارثة كانت متوقعة منذ سنوات طويلة ولم يُعنى بذلك، وأنا أتحدث عن توجهات وُجهت إليك”، وأضافت “أنني أبحث عن شيء محدد كان بإمكانه منع الكارثة”.
وأجاب نتنياهو أنه “بإمكانكم أن تقولوا ماذا كان بالإمكان فعله، ولا يزال من غير الواضح لي ماذا أدى إلى الكارثة. وأعلم فقط أن مسؤوليتي هي اتخاذ القرارات المطلوبة بموجب الأمور التي تُقدم إليّ”.
وقال نتنياهو إنه “لم أكن أعلم أنه توجد مشكلة أمان خطيرة جدا”. وبعد أن قالت برلينر إنه صدرت تقارير كثيرة حول الموضوع في وسائل الإعلام، قال نتنياهو إنه “لا أستقي معلومات من الصحافة”.
وسأل عضو لجنة التحقيق، شلومو يناي، وهو ضابط برتبة لواء في الاحتياط، نتنياهو “هل ترى نفسك مسؤولا عاما عن هذه الكارثة؟”. وأجاب نتنياهو أنه “أتحمل مسؤولية عما كان ماثلا أمامي وهو الكارثة الوبائية (فيروس كورونا) التي منعناها. وبعد أن حدث ما حدث فقد وقعت هنا كارثة رهيبة تؤسفني، لكن لو كنت أعلم أنه لم يتم تنفيذ القرارات التي اتخذناها لاعتنيت بذلك، بكل تأكيد”.
وأضاف نتنياهو أنه “لا يمكنك تحمل مسؤولية عن شيء لا تعلم به. وعندما تدرك أنه توجد مشكلة فإنك تعنى بها. ولم يكن الوضع بهذا الشكل”.
إلا أن برلينر أكدت لنتنياهو أن المفتش العام السابق للشرطة، روني ألشيخ، حذر من مخاطر الأمان في موقع الاحتفال الديني في الجرمق، من خلال وثيقة قدمها إلى مكتب رئيس الحكومة، في العام 2016. وادعى نتنياهو أنه لم يطلع على هذه الوثيقة، وسأل: “لمن قُدمت في مكتب رئيس الحكومة؟”.
وأضاف نتنياهو “أنني أقول الحقيقة، ولا أريد أن أنفي، لم أتناول موضوع الأمان. وتطرقت إلى الموضوع من الناحية الوبائية. ولو لم يكن هناك فيروس كورونا لما تدخلت في الموضوع”.
وسألت برلينر نتنياهو حول وجوده في رئاسة الحكومة 12 عاما من دون معالجة المخاطر في الجرمق. وأجاب نتنياهو “أنني لا أوافق على هذه الفرضية”. وادعى أنه “رئيس الحكومة الوحيد الذي اعتنى بالموضوع. وقمت بذلك لأنهك قدموا لي تقارير مراقب الدولة. والحكومات برئاستي هي الوحيدة التي فعلت شيئا في هذا الموضوع”.
وأشارت برلينر إلى ملاحظات رئيس الحكومة على تقرير مراقبة الدولة، في العام 2011، حول وجود مخاطر شديدة بما يتعلق بالأمان في جبل الجرمق، لكن نتنياهو قال إن “هذه تسمى ملاحظات رئيس الحكومة، لكن يكتبها طاقم الموظفين الذي يرد على أسئلة. ولا توجد إمكانية فعلية أن يصل هذا إلى رئيس الحكومة. وهذا لم يتنامَ إلى علمي. وما تبلغت به هو تطبيق توصيات مراقب الدولة. ورئيس الحكومة لا يشارك في جميع المداولات لكن وضعوا ذلك أمامي كي يكون هناك مسؤول يعنى بأمور الأمان وغيرها”.
وطلبت برلينر تعقيب نتنياهو على إفادة مساعد وزير الداخلية حينها، أرييه درعي، الذي قال فيها إنه مورست ضغوط على نتنياهو كي لا تكون قيود على الدخول إلى الجرمق. وقال نتنياهو إنه “لا أذكر وجوده في أي اجتماع. ربما هو يحصل على المعلومات من وسائل الإعلام. وكنت موضوعيا جدا، وأدرت الأمور بأعصاب باردة وليس استنادا إلى ضغوط”.
اقرأ/ي أيضًا |44 قتيلًا على الأقل في احتفال يهودي على جبل الجرمق
وتأتي إفادة نتنياهو بعد استقالة قائد منطقة الشمال في الشرطة، شمعون لافي. وبرر لافي استقالته بتحمل المسؤولية عن الحادث المأساوي في الجرمق، لكن يرجح أنه أراد بذلك استباق عواقب رسالة تحذير ستصدر عن لجنة التحقيق.
ويأتي استدعاء نتنياهو للإدلاء بشهادته، بعد أن تحدث عدد من الشهود أمام لجنة التحقيق حول ضلوع نتنياهو بقرار عدم تقييد الدخول إلى مكان الاحتفال في الجرمق. وأدلى جميع السياسيين الذي كانوا ضالعين في اتخاذ القرار قبل الحادث، وبضمنهم وزراء وأعضاء كنيست، بشهاداتهم أمام لجنة التحقيق.
ومن شأن شهادة نتنياهو أن تجعل لجنة التحقيق ترى أنه مسؤول عن جوانب في المصادقة لإقامة الحفل الديني في الجرمق حينها، وإرسالها رسالة تحذير، تشير فيها إلى أنه قد يتضرر من استنتاجاتها.
ونتنياهو آخر الشهود أمام لجنة التحقيق، التي يتوقع أن ترسل رسائل التحذير إلى الشهود خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر المقبلين، أي خلال فترة الانتخابات للكنيست.
وقال شهود أمام اللجنة إن نتنياهو كان ضالعا في اتخاذ القرارات بشأن الحفل الديني في الجرمق خلال مداولات بين الحكومة والشرطة، وأنه دفع باتجاه إقامة الحفل، رغم تحذيرات الشرطة من أنها لن تتمكن من إنفاذ أنظمة فيروس كورونا بسبب العدد الكبير للمشاركين في الحفل.
وأفاد الوزيران في حينه، أمير أوحانا وأرييه درعي، بأن نتنياهو أجرى مداولات تقرر فيها خطة تقضي بـ”جبل مفتوح” أي عدم فرض قيود على عدد المشاركين.