السفير الأميركي: تقدم باتجاه التطبيع الإسرائيلي مع السعودية
اعتبر السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نيديس، أن زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى السعودية “كانت ناجحة ومؤثرة وحققت ما خطط له الجانب الأميركي”، في سياق جهود الوساطة التي تسعى من خلالها واشنطن للتقريب بين السعودية وإسرائيل وإطلاق إجراءات تدريجية تنتهي بتطبيع العلاقات بين الجانبين.
جاء ذلك بحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية أشارت من خلاله إلى أن السفير الأميركي لدى إسرائيل اجتمع، الثلاثاء، مع مجموعة من أعضاء الكنيست من الكتل الضاغطة (لوبي) للدفع بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية في الكنيست سواء من الائتلاف أو المعارضة.
وبحسب التقرير، فإن نيديس أجرى مباحثات مع لوبي العلاقات الإسرائيلية – الأميركية في الكنيست لمشاركتهم انطباعاته عن زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، والتي بدأت يوم الأربعاء الماضي في إسرائيل التي غادرها بايدن عبر مطار بن غوريون، يوم الجمعة الماضي، متوجها إلى السعودية، قبل أن يطير عائدا إلى واشنطن، مساء السبت.
وشدد السفير الأميركي على التوجه الإيجابي للسعودية للتقدم نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل على الرغم من التصريحات النافية التي صدرت عن المسؤولين السعوديين في هذا الشأن، مشيرا إلى أن العملية ستكون تدريجية وقد تستغرق وقتا وتتبلور بعيدا عن وسائل الإعلام.
وقال نيديس لأعضاء الكنيست: “لا تصدقوا ما يكتب في الصحف أو للنغمة في وسائل الإعلام الأميركية. زيارة الرئيس للسعودية جاءت كما توقعنا تماما. حتى البشائر جاءت تماما من هناك كما توقعناها”. وشدد على أن الحديث عن “خيبة الأمل غير صحيح على الإطلاق”.
وأضاف أنه “كنا نعلم أن عملية التطبيع مع إسرائيل ستكون محسوبة وبطيئة، لكن هذا هو الاتجاه بالتأكيد”.
وبحسب القناة 12، فإن السفير الأميركي تطرق في محادثاته كذلك إلى عدد من القضايا، بما في ذلك القضية الفلسطينية، وادعى أن بايدن “لم يتجاهل” هذا الملف، وأنه “يعتقد بصدق” أن حل الدولتين هو السبيل الصحيح والوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي – العربي/ الفلسطيني.
وأضاف نيديس، بحسب ما أكد ثلاثة أعضاء كنيست شاركوا في اللقاء مع السفير الأميركي، أنه “بسبب الوضع السياسي في إسرائيل، من المستحيل الدفع بهذا الاتجاه، لكن هدف الإدارة يبقى كما هو، وهو التقريب بين الأطراف، حتى تنضج الظروف للعودة إلى مفاوضات”.
كما أشار السفير الأميركي إلى استطلاعات الرأي العام الجديدة المنشورة في الولايات المتحدة والتي تظهر “تغييرًا تاريخيًا” في موقف الأميركيين تجاه إسرائيل؛ وقال السفير إنه “قلق للغاية من هذه المعطيات” وقال إنه “يجب تغيير الموقف تجاه إسرائيل من خلال الأفعال”.
يأتي ذلك في ظل الاستطلاعات التي نشرت مؤخرا في الولايات المتحدة، وأظهرت تراجع تأييد إسرائيل في المجتمع الأميركي، وأبرزها استطلاع أجراه معهد “بيو” (Pew) للأبحاث، وأظهر أن إسرائيل فقدت تعاطف معظم الأميركيين الذين يناصرون الحزب الديمقراطي. كما بيّن أن غالبية الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ30 عاما، ينظرون إلى إسرائيل “بشكل سلبي”.
ورفضت السفارة الأميركية في إسرائيل، نفي أو تأكيد ما ورد على لسان السفير الأميركي خلال اجتماعه مع أعضاء الكنيست، في تقرير القناة 12 الإسرائيلية.