حفل استقبال حاشد للأسير المحرر بكر أبو ربيع من الناصرة
– قضى 20 عاما في السجون بتهم أمنية
– الشيخ كمال خطيب لا تفريط في الاقصى والثوابت مهما كان الثمن
– الشيخ رائد صلاح: كلنا أسرى سنتذوق الحرية بزوال الاحتلال عن القدس والاقصى
طه اغبارية
شارك جمع غفير السبت الفائت، في حفل استقبال الأسير المحرر بكر أبو ربيع من مدينة الناصرة، بعد قضائه نحو 20 عاما في السجون الإسرائيلية بتهم أمنية، وأقيم الحفل في قاعة “آدم” (منطقة “صفورية) بالقرب من مدينة الناصرة.
وبرز من بين المشاركين، الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، والشيخ رائد صلاح، شيخ الأقصى ومركز عمل لجان “إفشاء السلام” في الداخل الفلسطيني، والأستاذ حسام أبو ليل، رئيس حزب الوفاء والإصلاح، والأستاذ محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعدد من القيادات المحلية في الناصرة.
استهل الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم وتولى عرافته الشيخ فتحي أبو ناصر، من القيادات المحلية في مدينة الناصرة، وهو أسير محرر سابق.
وبدأت فقرات الحفل بمداخلة مقتضبة للأسير المحرر بكر أبو ربيع، شكر فيها الحضور الحاشد الذي جاء للاحتفاء بتحريره، منوها إلى أنه تركه وراءه “رجال هم صفوة الرجال ومعنا هنا أخوة كانوا معي في الأسرى من مختلف البلدات في الداخل الفلسطيني فلهم الف تحية وأسال الله الفرج والحرية لكل أسرانا”، كما قال.
الشيخ كمال خطيب: لن نساوم على ثوابتنا مهما كان الثمن
ثم تحدث رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، الشيخ كمال خطيب، وبارك للأسير حريته، باسم “الحريات” والشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الأسرى هم أهل الطهر والشرف قائلا: “هؤلاء زكوا أعمارهم لما قضوا منها سنين طوال خلف القضبان يدفعون ضريبة الانتماء للهوية والوطن والشرف والدين، من تركهم الأسير بكر خلفه، وعددهم 6500 أسير وأسيرة، لم يكونوا على هامش الحياة ومن اليائسين والعاطلين عن العمل، لم يكونوا بلا هدف ولا مشروع، بل منهم المثقفون والأكاديميون واصحاب شهادات والدرجات العالية، وحين استدعاهم الواجب لخدمة الدين والوطن أدوا هذا الدور الذي بالتأكيد لا يرضي الظالم والمتغطرس”.
وفي تأكيده على معنى أن يسجن المرء من أجل المبادئ، قال خطيب “حين يكون الخيار بين الشرف والكرامة والمبادئ ودفع ثمن الحفاظ عليها وعدم التفريط بها والمساومة عليها، يختار العاقل الحر دفع الثمن بلا تردد، كما قال يوسف عليه السلام حين خيّروه بين السجن أو يركع للجاه والشهوة فاختار السجن والكرامة”.
وتطرق إلى الحالة الراهنة للشعب الفلسطيني، وكيف يساوم الأحرار على قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم، من أجل الاعتراف بحق مزعوم للاحتلال الاسرائيلي فيه، مؤكدا: “ونحن نقول لا، ولأننا نقول لا يكون منا اسرى وجرحى وشهداء، لأننا نريد الثبات على المبدأ والموقف ولا نريد ان نساوم على قضية عقيدة اسمها الاقصى المبارك لذلك ذلك يكون الثمن، فليكن الثمن الذي لا يمكن ان نساوم عليه” فالأقصى غير قابل للقسمة، حتى لو ارادت السعودية والامارات والاردن وكل الدنيا ذلك، لن يساوم شعبنا على وحدانية حقنا في المسجد الاقصى المبارك”.
واستدعى الشيخ كمال خطيب في ختام كلمته، موقف الإمام أحمد ابن حنبل في “فتنة خلق القرآن” حين انحاز علماء السلاطين لموقف الخليفة حينها وتأييده للقول بـ “خلق القرآن”، إلا أن الإمام رفض ذلك ودفع الثمن سجنا وتنكيلا، وحكم عليه بالسجن و18 ألف جلدة، لكنه لم يتنازل مستفيدا من أسير معه في السجن، وكان مجرما، حين قال له “يا إمام انا لم اتنازل وانا على الباطل فهل تتنازل وانت على الحق”.
ودعا الشيخ كمال خطيب في كلمته الحضور وأبناء الداخل الفلسطيني عموما، إلى المزيد من شد الرحال للمسجد الأقصى، محذرا من القعود والاكتفاء بمتابعة الاحداث عند أبواب الاقصى من خلال الصور وما تنقله شاشات التلفاز، مبشرا أن ليل الظالمين اقترب من نهايته وقال: “نحن في الفترة القريبة، من ابواب الفرج والحرية، ولا يمكن أن يظل شعبنا وامتنا تحت اقدام العبيد، ولكن مع الأمل هناك حاجة لأن يؤدي كل منا دوره”
الشيخ رائد صلاح: كلنا أسرى وسنتذوق الحرية عند زوال الاحتلال عن القدس والاقصى
وقال الشيخ رائد صلاح، في كلمته بحفل استقبال الأسير أبو ربيع، إن الله وحده قادر على أن يجزي الأسير المحرر خير الجزاء على ما قدّم وضحى به من أجل الحفاظ على الثوابت وانتصارا لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: “ألف تحية لك يا اخانا بكر والف تحية لزوجك الحرة الصابرة، والف تحية لذريتك الاحرار والحرائر الصابرين، الذين ضلوا رافعي الرؤوس 20 عاما وانت خلف القضبان، وهم محرومون من عطف الابوة في ليلهم ونهارهم وصيفهم وشتائهم وفي رمضان وقبله وبعده”.
ونوّه إلى حقيقة يجب أن تكون واضحة للجميع، كما قال، وهي “اننا كلنا اسرى، الرجال اسرى والنساء اسرى ولنعلم اننا لن ننعم بطعم الحرية ما دام المسجد الاقصى أسيرا، لن ننعم بالحرية ما دامت القدس اسيرة، لن ننعم بطعم الحرية الا في اليوم الذي نحتفل فيه بزوال الاحتلال الاسرائيلي عن القدس والمسجد الاقصى المباركين، وهذا سيكون قريبا بإذن الله رب العالمين”.
وأكد أن شعبنا لا يحب السجون، ولكن حين يساوم على المبادئ والثوابت “نقولها بلا تردد مرحبا بالسجون لو فتحوا لنا الف سجن، نحن امناء باسم الامة العربية والاسلامية والشعب الفلسطيني، على حق اسمه القدس المباركة وعلى حق اسمه المسجد الاقصى المبارك، ممنوع ان نقول تعبنا حتى لو سجنا مرات عديدة، لن يأتي يوم من الايام نقول فيه تعبنا، ولن يأتي يوم نعتذر فيه لأننا دخلنا السجون، بل القاعدة هي القاعدة: نحن مع قدسنا واقصانا نبقى نصرخ في وجه الاحتلال: “الاقصى في خطر” ونقول له: انت احتلال باطل ومرفوض بلا سيادة وبلا شرعية، اظلم كما تشاء، ابطش كما تشاء اقتل واسجن كما تشاء فانت الى زوال قريب انت الى زوال قريب”.
وختم الشيخ رائد كلمته بتحية إلى المرابطين عند أبواب الأقصى، وخاطبهم قائلا: “لكم الله فلا زلتم صابرين رغم الشهداء والجرحى، تخلى عنكم الحكام، وقال بعض علماء السلاطين عنكم ما قالوا، ولا زلتم صابرين، ابشروا بنصر قريب كما قال رسول الله صلى الله عليه ” واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا “.
وتخلل الحفل وجبة عشاء للمشاركين على شرف الأسير المحرر، كما زف الأسير المحرر ورفع على الاكتاف على وقع الاناشيد والتصفيق في صفوف منتظمة.