5 أعوام على هبة الأسباط ومخاطر متزايدة تهدد الأقصى
تمر الذكرى الخامسة لهبة “باب الأسباط” بمدينة القدس المحتلة، في وقت تتزايد فيه المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى، جراء تواصل حفريات الاحتلال ومخططات التهويد.
وانتفض المقدسيون قبل 5 أعوام في تاريخ 14 تموز/ يوليو 2017، ضد قرار سلطات الاحتلال نصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، في محاولة لفرض واقع جديد ضمن مساعي فرض السيطرة المطلقة على الأقصى.
ورفض المقدسيون العبور عبر البوابات، لمواجهة سياسات الاحتلال ومخططات التهويد، وأمام صمود المقدسيين وإصراراهم؛ تراجع الاحتلال واضطر إلى الانصياع وأزال البوابات الإلكترونية بتاريخ 24 تموز/ يوليو 2017.
بداية المعركة
بدأت معركة “البوابات الإلكترونية” حينما أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى بالكامل، ومنعت المصلين من دخوله لأداء صلاة الجمعة في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال القدس عام 1967، عقب عملية نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم، وأسفرت عن استشهادهم ومقتل اثنين من جنود الاحتلال وإصابة آخر.
وعقب إغلاق الاحتلال للأقصى يومين، قررت حكومة الاحتلال إعادة فتح أبواب المسجد للصلاة فيه، لكن مع استمرار تركيب البوابات الإلكترونية لفحص المصلين الداخلين للصلاة، إلا أن الفلسطينيين والمؤسسات والمرجعيات الدينية كافة رفضت هذه الخطوة.
وبدأت المواجهات والاعتصامات والتجمعات الكبيرة وأداء الصلوات على أبواب الأقصى وفي الشوارع المحيطة، وخاصة باب الأسباط الذي أصبح أيقونة لتلك الهبة.
وأثبتت الهبة أن الزخم الشعبي والصمود المقدسي فعّال في التصدي لعنجهية الاحتلال وغطرسته، وإرغامه على التراجع عن إجراءاته التهويدية في الأقصى.
وشكّل الردع الجماهيري وسيلة لحماية الأقصى من مخططات الاحتلال في استهدافه، ومحاولات طمس هويته الإسلامية، وتزوير الحقائق على الأرض.
مخاطر متزايدة
مثّلت هبة باب الأسباط منطلقاً لهبات أخرى مثل باب الرحمة، وباب العامود، والشيخ جراح، لمواجهة إجراءات الاحتلال العنصرية كافة، ومحاولاته الحثيثة لفرض سيادته الكاملة على القدس والأقصى، وإحداث تغيير جوهري في المكان، وكذلك تهجير السكان المقدسيين من منازلهم لصالح المستوطنين.
وكشفت مصادر مقدسية أمس الأربعاء، عن تآكل جديد في جدران مصلى الأقصى القديم، بسبب تواصل حفريات الاحتلال.
وتساقطت الأتربة من أعمدة مصلى الأقصى القديم، جراء تواصل حفريات الاحتلال الإسرائيلي في محيط وأسفل المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
وتماطل سلطات الاحتلال بالسماح لفريق فني تابع لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، لفحص ما يجري في محيط السور الجنوبي للمسجد الأقصى، وذلك بعد تساقُط قطعٍ من الحجارة من أعمدة بالأقصى.
وفي منتصف حزيران/ يونيو الماضي، سقط حجر من الحجارة الداخلية للسور الجنوبي للمسجد الأقصى داخل التسوية المعروفة بمصلى الأقصى القديم.
وحذر مختصون في شؤون المسجد الأقصى المبارك من خطورة استغلال الاحتلال للفراغات الموجود أسفل المسجد، والعبث فيها بحفريات تهدد أساساته.