روسيا تحضر لعملية جديدة لإحكام السيطرة على دونباس
واصلت القوات الروسية قصف منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، بالتزامن مع تحضيرات الجيش الروسي “لشن عمليات جديدة” في المنطقة، بعد أربعة أشهر ونصف شهر من بدء الحرب الأوكرانية.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إنستغرام، السبت، أن “أعين جميع الحركات والأنظمة السياسية العدوانية في العالم شاخصة الآن لترى ما تفعله روسيا بنا”.
وتساءل/”هل سيتمكن العالم من إحالة مجرمي الحرب الحقيقيين على القضاء؟” محذرًا من خطر “مئات الهجمات الأخرى” في حال لم يحصل ذلك.
ودوت صفارات الإنذار جنوب أوكرانيا، إثر هجوم صاروخي من القوات الروسية على بلدة دروجكيفكا الصغيرة الواقعة جنوب كراماتورسك.
وتستهدف القوات الروسية منطقة دونيتسك لإحكام سيطرتها على حوض دونباس بكامله، الذي يسيطر عليه جزئيًا منذ عام 2014 الانفصاليون المدعومون من موسكو بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية السبت عن قصف روسي في الشرق وعلى خاركيف ولكن من دون هجوم بري.
وأدى قصف روسي إلى سقوط قتيل وجريحين على الأقل في كريفي ريغ مسقط رأس زيلينسكي الذي تفقد الجمعة المواقع الأوكرانية في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط شرق).
من جانبه أكد الجيش الروسي أنه ألحق أضرارًا جسيمة بالجيش الأوكراني وعتاده في منطقتي ميكولايف (جنوبا) ودنيبروبتروفسك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيانها إنها شنت أيضا ضربات على منطقتي دونيتسك وخاركيف حيث أصيب ستة مدنيين، بحسب مكتب المدعي العام الأوكراني المحلي.
وتتهم السلطات الانفصالية كييف بقطع الغاز عن منطقة زابوريجيا (جنوب شرق).
والجمعة، أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو على تلغرام أن الجيش الروسي “يعيد جمع صفوفه ويعد لعمليات جديدة في سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت”.
وأوضح أن “خط الجبهة بكامله يتعرض لقصف متواصل”. وصباح السبت أشار إلى مقتل خمسة مدنيين الجمعة وجرح سبعة.
وقال حاكم لوغانسك سيرغي غيداي، السبت، إن القوات الروسية تستهدف منطقة دونيتسك من قواعدها في منطقة لوغانسك، حيث “لا احتلال كاملا” و”قتال متواصل”.
واتهم حاكما خاركيف ودونيتسك القوات الروسية بالتسبب بحرائق في الحقول جراء قصفها. وقال حاكم دونيتسك الجمعة: “يحاولون تدمير المحاصيل الزراعية بكل الوسائل”.
وفي الجنوب، أعلنت شرطة منطقة خيرسون البدء بملاحقات جنائية بعد تدمير القوات الروسية للمحاصيل.
في منطقة ميكولايف التي تنطلق منها محاولات لشن هجوم مضاد على خيرسون المدينة المحتلة منذ الأيام الأولى للحرب، أفاد رئيس البلدية بأن دوي انفجارات سمع ليلا، وطالب السكان بالبقاء في الملاجئ.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك دعوة سكان المناطق التي يحتلها الجيش الروسي إلى مغادرتها بكل الوسائل الممكنة، محذرة: “إنها ستشهد معارك طاحنة”.
وفي ما بدا تغييرا طبيعيا للطواقم، أنهى زيلينسكي مهمة خمسة سفراء أوكرانيين في الخارج بينهم اندريه ميلنيك، السفير في برلين، الذي سبق أن انتقد دعم المانيا المحدود لبلاده.
ومساء الجمعة، أعلنت واشنطن رزمة مساعدات عسكرية جديدة لاوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، تشمل أربع منظومات لإطلاق صواريخ هيمارس وألف قذيفة عيار 155 ملم. ومن شأن هذه المساعدة أن تحسن القدرات الأوكرانية على استهداف مخازن الأسلحة لدى الجيش الروسي وسلاسل إمداده.
وحتى الآن، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بقيمة 6,9 مليارات دولار إلى كييف منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير.
كما مارست الولايات المتحدة ضغوطًا دبلوماسية خلال اجتماع وزاري لمجموعة العشرين الجمعة في إندونيسيا.
وطلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من نظيره الصيني وانغ يي خلال اجتماع السبت أن تنأى بكين بنفسها من موسكو وتدين “العدوان” الروسي على أوكرانيا.
وفي مواجهة سيل الإدانات الغربية للغزو الروسي لأوكرانيا، غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ظهر الجمعة اجتماع مجموعة العشرين.
من جهتها، أعلنت المملكة المتحدة السبت وصول دفعة أولى من الجنود الأوكرانيين في إطار “برنامج تدريبي جديد طموح” يتولاه 1050 جنديًا بريطانيًا، كشف النقاب عنه في 17 حزيران/ يونيو في كييف رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون.