إدلب.. عيد أضحى آخر بلا فرح
– ظروف مادية صعبة، جعلت غالبيتهم العظمى عاجزين عن شراء الأضاحي.
– ينتظرون المساعدات القادمة من العالم وتركيا لتعينهم على إحياء أجواء العيد ولو جزئيا.
– ضعف القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الصرف الدولار، أدى لكساد في سوق الأضاحي.
يقبل عيد أضحى آخر على ملايين النازحين في إدلب شمالي سوريا وهم بعيدين عن ديارهم، و في ظروف مادية صعبة، جعلت غالبيتهم العظمى عاجزين عن شراء الأضاحي.
وبالرغم من جو الأمان النسبي الذي تعيشه المحافظة في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا في مارس/ آذار 2020، إلا أن البعد عن الديار وفقر الحال يسلب من النازحين فرحتهم بالعيد.
وينتظر النازحون المساعدات القادمة من العالم وتركيا لتعينهم على إحياء أجواء العيد ولو جزئيا، وإن لم يكن لأجلهم فلأجل أطفالهم.
وأدى ضعف القدرة الشرائية لسكان المحافظة التي يشكل النازحين غالبيتهم، وارتفاع أسعار الصرف بالنسبة للدولار، إلى كساد في سوق الأضاحي.
تاجر الأضاحي في إدلب، خالد أبو محمد، أفاد للأناضول، بأن ارتفاع سعر صرف الدولار أدى إلى ارتفاع أسعار الأضاحي، مشيرا أن المبيعات هذه العام أقل بكثير من العام الماضي مع انخفاض القوة الشرائية للمواطنين.
ولفت أبو محمد، أن الكيلو غرام الواحد من خاروف الأضاحي يباع بين 47 و 55 ليرة تركية (نحو 3 دولارات)، ويمثل هذا السعر خسارة للتاجر.
نعسان صدام، تاجر أضاحي آخر في سوق “معرة مصرين” بريف إدلب، اشتكى من ارتفاع أسعار الأعلاف وتأثير ذلك على التجار، مشيرا أن الإقبال على سوق الأضاحي هذا العام أضعف بكثير من الأعوام السابقة.
أما مربي المواشي أحمد خالد، فقال إن “جهود مربي المواشي ذهبت هباءاً هذا العام، حيث أنهم استدانوا طيلة العام لتربية مواشيهم، ليواجهوا حركة إقبال ضعيفة بسبب غلاء الأسعار”.
ولفت خالد، أن ارتفاع سعر الأعلاف المستوردة سبب رئيسي في ارتفاع الأسعار، وزاد الطين بلة الظروف الاقتصادية الصعبة للمواطنين.
واستطرد قائلا: “حتى لو بعت الكيلو غرام من أضحية الخاروف بـ 55 ليرة تركية فإني أخسر”.
** الوضع في إدلب
اتفقت تركيا وروسيا وإيران خلال اجتماعات أستانة عام 2017، على إنشاء 4 مناطق لخفض التصعيد في مناطق سيطرة النظام السوري.
رغم ذلك واصل النظام السوري وروسيا والميليشيات الإرهابية هجماتهم واستولوا على 3 من مناطق خفض التصعيد الأربعة.
في سبتمبر/ أيلول 2018، توصلت تركيا وروسيا لاتفاق حول مذكرة تفاهم إضافية لتعزيز وقف إطلاق النار، إلا أن النظام كثف هجماته على إدلب في 2019.
وفي 5 مايو/ أيار 2020، توصلت موسكو وأنقرة لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في إدلب.
وفي الفترة بين 2017 و 2020، وصل عدد الفارين من هجمات النظام السوري إلى مليوني مدني نزحوا إلى الأماكن القريبة من الحدود التركية.