تحليلات | لقاء عبّاس هنية: برتوكولي فقط ولا يمكن البناء عليه
خلصت تحليلات فلسطينية إلى أن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، في الجزائر، يوم أمس الثلاثاء، كان “بروتوكوليا بحتا ولن ينجم عنه أي تطورات” لها علاقة بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية.
ومساء الثلاثاء، عقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لقاءً جمع عباس مع هنية، في قصر المؤتمرات غرب العاصمة الجزائر على هامش مشاركتهما في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال البلاد عن فرنسا في 5 تموز/ يوليو 1962.
وكان “عباس” قد وصل إلى الجزائر، الإثنين، فيما سبقه هنية إلى هناك، مساء الأحد، للمشاركة بالاحتفالات. ويعدّ هذا اللقاء الذي جمع عباس بهنية، الأول من نوعه، منذ 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حينما النقيا في العاصمة القطرية، الدوحة.
“لقاء شكلي”
وفي هذا السياق، قال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، منير الجاغوب، إن اللقاء الذي جمع عباس وهنية في الجزائر، “شكلي ولم يتم التطرق خلاله للملف الفلسطيني الداخلي”.
وأضاف أنه “لم يتم الحديث حول أي شيء خلال اللقاء له علاقة بملف المصالحة، أو الوضع الفلسطيني الداخلي”.
بدوره، قال مصدر في حركة “حماس”، إن هذا اللقاء “بروتوكولي، وجاء بطلب خاص من الرئيس الجزائري”. وأضاف المصدر أنه “لم يترتب على اللقاء أي نتائج، وليس له أي امتدادات أو تداعيات”.
ونفى المصدر وجود أي جهود جديدة على صعيد إحياء ملف المصالحة الفلسطينية.
“لا ترتيبات جديدة”
من جانبه، نفى المتحدث باسم حركة حماس في قطاع غزة، حازم قاسم، وجود أي ترتيبات لعقد لقاء ثنائي بين عباس وهنية.
وأوضح أن “لقاء أمس كان على هامش حضور احتفالات الجزائر، وتقديرا للدور الجزائري المُميز لصالح القضية الفلسطينية”.
بدوره، قال المحلل السياسي ومدير عام مؤسسة فيميد للإعلام، إبراهيم المدهون، إن “الوضع الفلسطيني معقّد، ولا يمكن أن يتم حلّه من خلال لقاء أو أكثر”.
وأضاف المدهون أن اللقاء الأخير كان “وديا، وجاء بطلب من الرئاسة الجزائرية”.
واعتبر أنه “من المبكر الحديث عن أي نتائج لهذا اللقاء، الذي يعدّ اختراقا بحيث لم يُتح لأحد منذ سنوات، جمع قيادات على هذا المستوى الرفيع، كما أنه تجاوز حالة الجمود وربما حل بعض الإشكاليات”.
في المقابل، قال إن “الوصول إلى خارطة طريق للحل المشكلات الفلسطينية، والذهاب للانتخابات وترتيب البيت الفلسطيني، بحاجة إلى المزيد من الوقت”.
“مجاملة للجزائر”
من جانبه، يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، أن اللقاء الذي جمع عباس وهنية في الجزائر، لا يشير إلى وجود أي تقدم في ملف المصالحة.
وتابع أن “هذه الصور التي تم نشرها عن اللقاء، هي مجاملة للقيادة الجزائرية، ولا تُحدث تقدما في ملف المصالحة”.
واستبعد الشوبكي إحداث أي اختراق في ملف المصالحة، بعد هذا اللقاء، وقال إن “الإشكاليات الموجودة في هذا الملف، مُتجذّرة، ولا يمكن حلها من خلال لقاء النخب السياسية”.
وأضاف أن “هناك انقساما مؤسساتيا وأمنيا، الانقسام في كافة نواحي الحياة، لا تتم المصالحة إلا بالتوافق والمناقشة وليس بالمجاملات”.
ويتفق رئيس مركز القدس للدارسات المستقبلية في جامعة القدس، أحمد رفيق عوض، مع الشوبكي، وكرر أن هذ اللقاء “لا يؤسس لانطلاقة حقيقية لاستعادة مفاوضات المصالحة كما أنه لا يشكّل خطوة دراماتيكية يمكن البناء عليها”.
وأضاف “اللقاء بروتوكولي فرضته اللحظة والمكان والمجاملة”. وأوضح أن هذا اللقاء لا يمكن “إدراجه ضمن جهود المصالحة الفلسطينية”، ومن غير المتوقع أن يترتب عليه “أي نتائج”.