العراق.. تحقيق مشترك: هجمات حقل “كورمور” انطلقت من داخل كردستان
– وزير الخارجية العراقي: من يقصف إقليم كردستان يريد خلق أزمة بين بغداد وأربيل
– مسؤول البيشمركة: الصواريخ على حقل “كورمور” تنطلق من أماكن تقع في مناطق تحت سيطرة فصائل مسلحة
– المتحدث باسم “كتائب حزب الله العراق”: مجموعات مارقة تسكن في قضاء طوزخورماتو هي من تقوم بقصف حقول كردستان
خلصت لجنة التحقيق المشتركة بين الجيش العراقي ووزارة البيشمركة في إقليم كردستان شمالي البلاد إلى أنّ الهجمات الصاروخية على حقل الغاز “كورمور” انطلقت من داخل أراضي الإقليم من خلف تمركز اللواء 16 التابع لقوات البيشمركة.
ونشرت مواقع إخبارية محلية نص نتائج لجنة التحقيق المشتركة في الهجمات الصاروخية الثلاث، فيما قالت إن هذه النتائج تسربت عبر وسائل إعلام كردية، ولم يتسنَ للأناضول التحقق منها.
وكان حقل “كورمور” قد تعرض السبت الماضي، لثالث هجوم صاروخي خلال أقل من أسبوع.
وتعرض الحقل لهجوم صاروخي للمرة الأولى الأربعاء 22 يونيو/ حزيران الجاري، فيما تعرض لهجوم ثانٍ مساء يوم الجمعة الماضي لم يسفر عن أية أضرار، بحسب تصريحات لوكيل وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم، أحمد المفتي.
وذكرت وسائل إعلام عراقية أنّ نص التحقيق بيّن “أنّ جميع الصواريخ التي أطلقت على كورمور أتت من نفس الاتجاه أي من الشرق إلى الغرب”.
وحقل كورمور مُحاط بثلاث دوائر حماية أمنية “الدائرة الأولى والثانية شركات أمنية خاصة، والدائرة الثالثة هي من مسؤولية قوات البيشمركة”.
وبحسب نص نتائج التحقيق، فان “أقرب نقطة لسقوط الصواريخ تبعد حوالي 30 كيلومترا عن قوات الحكومة الاتحادية، وتبلغ الفجوة الأمنية بين القوات الاتحادية والبيشمركة حوالي 9 إلى 10 كيلومترات”.
ولم تُعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها عن الهجمات التي تعرض لها حقل “كورمور” لاستخراج وإنتاج الغاز، لكن بعض المسؤولين في الإقليم اتهموا جماعات مسلحة مقربة من إيران بالمسؤولية عن هجمات سابقة مماثلة تعرضت لها بعض المنشآت النفطية في الإقليم، والقنصلية الأمريكية وقاعدة حرير في أربيل (شمال).
واعتبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مقابلة متلفزة مع إحدى الفضائيات العربية، الخميس، أن “من يقصف إقليم كردستان يريد خلق أزمة بين بغداد وأربيل، وفي داخل الإقليم”، وأنّ “القصف على الإقليم سيتوقف مؤقتاً”.
فيما كشف نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني، الأربعاء، خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس وزراء الإقليم، إنه “يمتلك معلومات كاملة عن منفذي الهجمات على حقل كورمور للغاز، وأنه تم إجراء تحقيق شامل لاتخاذ إجراءات بحقهم”.
وأضاف طالباني، أن “الهجوم استهدف مشروع توسعة حقل كورمور، وليس الجزء الذي ينتج الغاز الآن لتلبية احتياجات المواطنين”.
وأعلنت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها نيد برايس في بيان، أن واشنطن تقف مع “شركائها في إدانة الهجمات الصاروخية الثلاث على البُنية التحتية للنفط والغاز في السليمانية في الأربعة أيام الماضية”.
واعتبر برايس، أن الهجمات “تهدف إلى تقويض الاستقرار الاقتصادي وتحدي السيادة العراقية”، داعياً إلى “التحقيق في هذه الهجمات ومحاكمة المسؤولين عنها”.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، استُهدفت عدة مواقع على صلة بإنتاج النفط والغاز في الإقليم بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة لم تتبنَ أي جهة المسؤولية عنها.
وتتجه أصابع الاتهام إلى فصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران بالوقوف وراء مثل تلك الهجمات.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن مسؤول أمني في قوات البيشمركة قوله، أن “الصواريخ (على حقل كورمور) تنطلق في الأساس من أماكن تقع في مناطق تحت سيطرة فصائل مسلحة أبرزها (عصائب أهل الحق) و(كتائب حزب الله)، وفصيل محلي تم تشكيله من أبناء منطقة طوزخورماتو (جنوب السليمانية)، وهذه الأماكن تقع على مسافة أقل من 25 كيلومتراً من الحقل”.
لكن قيادات في الفصائل ينفون مثل تلك الاتهامات.
واتهم المتحدث باسم “كتائب حزب الله العراق” جعفر الحسيني عبر صفحته الرسمية في “تويتر” ما سماها “مجموعات مارقة تسكن في قضاء طوزخورماتو” (التابع إداريا لمحافظة صلاح الدين)، على ارتباط بجهات خارجية بقصف حقول كردستان.
ويُعد حقل “كورمور” من أكبر حقول الغاز الخاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان لتزويد محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالغاز الطبيعي المسال، إضافة إلى تأمين حاجة السكان من الغاز للطبخ والتدفئة.
وتتولى شركة “دانة غاز” الإماراتية مهمة إنتاج وتسويق النفط والغاز من حقلي “كورمور” و”جمجمال” في محافظة السليمانية، إحدى محافظات الإقليم الثلاث.