اليمن: الحوثيون يبلغون الأمم المتحدة رفضهم فتح الطرق في تعز
أبلغت جماعة الحوثيين الأمم المتحدة تمسكها بمقترحها بشأن فتح الطرق بمدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، في رفض غير مباشر لمقترح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الذي أعلنه عقب انتهاء محادثات عمان بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين في 6 يونيو/ حزيران، بعد جولتين استمرتا أسبوعين.
وأكد مصدران، للعربي الجديد، رد الحوثيين رسمياً برسالة من رئيس وفد الحوثيين يحيى الرزامي، أمس الثلاثاء، إلى مكتب المبعوث الأممي، والتي تضمنت رفضاً لمقترح غروندبرغ، والذي يقضي بإعادة فتح أربعة طرق إلى مدينة تعز، بما فيها خط رئيسي، بالإضافة إلى طريق آخر بمحافظة أخرى بهدف رفع المعاناة عن المدنيين.
وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ قد قال في إحاطته لمجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، إنه قدّم مقترحًا لفتح طريق تعز تدريجيًا، مؤكدًا التعاطي الإيجابي من قبل الحكومة الشرعية.
وأكد المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي، رد الحوثيين، وقال: “رد أنصار الله (الحوثيين) بالأمس على اقتراح الأمم المتحدة بفتح طرق في تعز والمحافظات الأخرى، ويسعى مكتب المبعوث الخاص لبعض الإيضاحات قبل مناقشة الخطوات المقبلة مع الأطراف”.
وخلال مفاوضات عمان بين الحوثيين والحكومة اليمنية، تمسك وفد الحوثيين بمقترحهم منذ بدء المفاوضات والذي يقضي بفتح ثلاثة طرق فرعية وعرة، والتي لا تلبي مطالبات السكان في تسهيل تنقلهم، بعد حصار دام أكثر من ست سنوات للمدينة من قبل الحوثيين.
وقال مصدر مطلع في جماعة الحوثيين، إن “رد الحوثيين لم يتطرق إلى مقترح المبعوث الأممي، بل أكد على تنفيذ مقترح الوفد الحوثي بفتح ثلاثة طرق بتعز، مقابل فتح طريق في محافظة الضالع (جنوب)، بالإضافة إلى طريق رئيس يربط صنعاء بمحافظة مأرب على مرحلتين”.
وأضاف أن “الرسالة تضمنت رفض فتح الطريق الرئيسي الى مدينة تعز، لأنه يحتاج إلى المزيد من الدارسة والنقاش الذي سيتم طرحه في اللقاء مع المبعوث الأممي إلى اليمن في اللقاء القادم (لم يحدده)”، وأشار إلى أن الجماعة “أبدت استعدادها لفتح طريق واحد فقط من طرف واحد في حال فشل الاتفاق”، بحسب المصدر الحوثي.
ورغم رفض الحوثيين مقترح غروندبرغ الذي اعتبره منقحاً ويراعي متطلبات الطرفين، فإن الفريق الحكومي الذي وافق على المقترح، باعتبار أنه يلبي الحد الأدنى من مطالب أبناء مدينة تعز، في حين أن بنود الهدنة الأممية التي تعلن تمديدها شهرين إضافيين في 2 يونيو/ حزيران، تضمنت فتح الطرق نحو مدينة تعز باعتباره ضمن البنود الإنسانية، بالإضافة إلى بنود أخرى تشمل السماح بدخول المشتقات النفطية وإطلاق رحلتين من مطار صنعاء.
ويهدد رفض الحوثيين إنهاء الحصار عن مدينة تعز الهدنة الأممية برمتها، رغم أنها ما زالت صامدة، لكن غروندبرغ حذر في آخر إحاطة لمجلس الأمن من أن “الأسابيع الماضية كشفت عن هشاشة الهدنة وأظهرت أنَّ التأخير في تنفيذ بنودها قد يهدد بهدمها بالكامل، كما أن اللجوء إلى سياسة المقايضة والتهديد بتعليق تنفيذ عنصر ما من الهدنة يقوض الهدنة”.
ووصلت الأربعاء، إلى مطار صنعاء الدولي الرحلة الأسبوعية المقررة من ضمن بنود الهدنة السارية، قادمة من عمان، والتي ما زالت مستمرة منذ إعلان أول رحلة في منتصف مايو/أيار الماضي، في حين توقفت الرحلة الأخرى الأسبوعية بين صنعاء والقاهرة، ولم تصل إلا رحلة واحدة فقط.
وفي سياق آخر، دعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إلى استمرار التعبئة العامة والجهوزية والاستعداد للتصدي لكل أشكال الاستهداف، وكشف أن جماعته أحبطت خلال الأشهر الماضية مخططا لتفجيرات بالسيارات المفخخة في صنعاء، ولم يعلن عن بعضها لأسباب أمنية، على حد قوله.
وجاء حديث الحوثي في خطاب عبر دائرة تلفزيونية لوجهات في صنعاء، وقال تعليقاً على حالة من الاحتقان في الشارع نتيجة تردي الأوضاع المعيشية مع ارتفاع الأسعار، وقضايا الفساد للمسؤولين، إنه “ليست هناك أي أولوية تماثل أولوية التصدي للعدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) إذا أراد البعض جعل أي إشكال أو تقصير أولوية للتحريض وإثارة الفتنة في صنعاء فهو إما بوق للعدوان أو مغفل لا يملك الوعي تجاه الأولويات”، على حد تعبيره.
وأضاف: “يجب أن نكون في نشاط وتعبئة مستمرة، وأن نبقى في جهوزية واستعداد دائم والتصدي لكل أشكال الاستهداف والحرص في استمرار التحشيد والتجنيد وكل أشكال الاستعداد العسكري والجهوزية”، وأشار إلى أن “هناك توجهات وتجهيزات عدوانية واضحة”، في إشاره للمجلس الرئاسة اليمني المدعوم من التحالف الذي تقوده السعودية.
ويأتي خطاب التصعيد والتوجس لزعيم الحوثيين بالتزامن مع تحركات دبلوماسية دولية واسعة لتثبت الهدنة الأممية في اليمن والبدء بالمفاوضات في الملفات الأخرى من أجل الوصول إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية خلال الشهر المقبل، ومن ضمن ملفات الزيارة النقاش حول إنهاء الحرب في اليمن.