الشيخ كمال خطيب يدلي بشهادته حول مسيرة العمل الإسلامي في الداخل الفلسطيني
- خريج الثانوية الأهلية المسيحية يدرس الشريعة
- متى تعرف على الشيخ رائد صلاح؟
- ماذا سيقول للشيخ عبد الله نمر درويش لو كان حيّا؟
- واقعة نجاته من الموت خلال دراسته الجامعية
موطني48/ طه اغبارية، عبد الإله معلواني
بدأ الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، في الإدلاء بشهادته ضمن برنامج “هذه شهادتي” الذي يبث عبر شاشة “موطني 48” ويقدّمه الإعلامي عبد الإله معلواني.
“نبش الذاكرة..”
في الحلقة الأولى من “هذه شهادتي”، بيّن الشيخ كمال خطيب الأسباب التي استدعته لكتابة مذكراته الشخصية والتي صدرت أخيرا في كتابه “نبش الذاكرة- سيرة داعية ومسيرة دعوة”، مشيرا إلى أنه لم يخطر بباله أن يُصدر كتابا يتمحور حول موضوعات بعينها، وأن إصداراته السابقة- قبل الكتاب الأخير- وهي 27 كتابا حوت مقالاته التي كتبها في وسائط الإعلام خلال عشرات السنين.
وأضاف أنه لطالما كان يُلح عليه بالكتابة المنهجية لكن انشغالاته الكثيرة حالت دون ذلك، ولم يفعل هذا إلا بداية عام 2020 مع بدء انتشار جائحة كورونا في البلاد، حيث اشارت عليه ابنتاه صفا ومروة- تحديدا- باستغلال الوقت- في ظل قيود كورونا- لكتابة مذكراته الشخصية.
واعترف خطيب أن “البداية كانت صعبة” فمسألة “نبش الذاكرة” ليست سهلة، غير أن الله تعالى يسر له ذلك ووفقه لإنهاء الكتاب في غضون سنة.
وأكد على أنه فيما يخص فصول الكتاب (نبش الذاكرة) التي تناولت مسيرته وانخراطه في العمل الإسلامي استشعر قول الله تعالى: “… سَتُكْتَبُ شَهَٰدَتُهُمْ وَيُسْـَٔلُونَ”. وقال “فهي معلومات تخصني وتخص غيري وأنا مسؤول عنها أمام الله، وأجزم أنني كنت صادقا، لذلك دعوت الله أن يجنبني الزلل، وكان يعزيني أنّ المشروع الإسلامي ليس ملكا لي أو لاي ممن تحدثت عنهم، بل هو مشروع ملأ الدنيا”.
“الثانوية” والرغبة بدراسة الشريعة
أمّا عن بدايات علاقته بالمشروع الإسلامي، فلفت خطيب إلى أنها تعود لنهاية دراسته في المرحلة الثانوية “بسبب ميل لم استطع تفسيره، خاصّة وأنّ كمال كان طالبا في مدرسة أهلية مسيحية (تراسنطة -الناصرة)”. كما قال.
وتابع “بالتأكيد الميول الفطرية كانت قائمة فقد ترعرعت في بيت محافظ، ولكن ملامح الصحوة الإسلامية في منطقة الجليل بتلك الفترة، نحو عام 1979، لم تكن قد ظهرت بعد”.
لم يتردد والد ووالدة الشيخ كمال- كما يقول- في الموافقة على رغبته في دراسة الشريعة على الرغم من أن دراسة علوم الشريعة كانت نادرة في ذلك الحين، منوّها إلى أنه “جرى تصنيفي في الثانوية ضمن القسم العلمي (فيزياء)، ولكن تركت القسم بعد فترة والتحقت بالقسم الأدبي لأن ميولي كانت هكذا”.
وتابع أن حماسة المرحوم والده لدراسة ابنه كمال للشريعة جعلته يحاول إلحاقه بالأزهر الشريف بعد انخراط السادات في علاقات مع إسرائيل وزيارته المشؤومة إلى البلاد، لكن هذه المحاولة-يقول- فشلت بادّعاء ان “العلاقات المصرية الإسرائيلية لا زالت في بدايتها”.
مع الشيخ رائد صلاح
في العام 1980 بدأ الشيخ كمال خطيب دراسته في كلية الشريعة بجامعة الخليل، وقال في سياق شهادته “في هذه المرحلة تعرفت على شخصيات من الضفة والداخل، خلفيتها الإسلامية ساهمت في نضوجي الفكري والسياسي”.
تعرف خطيب على الشيخ رائد صلاح في الأشهر الأولى من دراسته الجامعية موضحًا “بعد نحو شهرين من التحاقي بالجامعة- عام 1980-، جاء إلى كلية الشريعة شاب اسمه رائد صلاح من أم الفحم، أراد أن يودّع المدرسين بعد تخرجه، وحين علم بوجود طلاب من الداخل التقانا وهذه كانت بداية معرفتي بأخي الشيخ رائد”.
حين سُئل عن شخصية الشيخ رائد، أجاب “يُمكن أن يظن بوجود مبالغة في الحديث عن هذا الأخ الفاضل الحبيب، فقد جمعنا الحب في الله والعلاقة الأخوية على مدار 42 عاما ونسأل الله تعالى أن يميتنا على هذا الميثاق في خدمة دين الله. التقيت وأخي الشيخ رائد بشكل تنظيمي منذ العام 1984، وقبل ذلك كنت أتابع أخبار الصحوة الإسلامية وما وقع في ملف “أسرة الجهاد” من اعتقالات للعديد من الشخصيات في الداخل ومنهم الشيخ رائد والشيخ عبد الله نمر درويش- رحمه الله- وغيرهما، وبرأيي أن قضية “أسرة الجهاد” انطوت على نظرة وعمل غير صحيح بالرغم من الحماسة والرغبة في خدمة الدين”.
وأضاف أنه والشيخ رائد التقيا بشكل تنظيمي فيما بات يعرف بعدها بالحركة الإسلامية منذ العام 1984، وأنهما مع الشيخ عبد الله نمر درويش وآخرين كانوا ضمن المجموعة التي عقدت الجلسة الأولى للإعلان عن انطلاق الحركة الإسلامية.
وتابع بالقول “بعد عام 1996 كنت أنا وأخي الشيخ رائد في نفس السفينة وتعاهدنا أن نصحح مسار المشروع الإسلامي إلى أن حصل ما حصل بحظر الحركة الإسلامية عام 2015”.
يؤكد خطيب أن “الشيخ رائد خرج عن دائرة الشخصية المحلية الفلسطينية وانتقل الى الشخصية العالمية، لأنه سبق الجميع بتسليط الضوء على مخاطر كثيرة لا سيما في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ساهمنا برفع منسوب الوعي عند الأمة بالمخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى، وكان للشيخ رائد الدور العظيم في هذا الباب”.
الشيخ عبد الله نمر درويش
في حديثه عن تاريخ العلاقة التي جمعته بالمرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش، قال خطيب “بدأت أعرف أكثر عن الحراك الإسلامي للشيخ عبد الله نمر درويش بعد انتقالي للعمل إماما لمسجد عمر ابن الخطاب في كفر كنا، من خلال الأخوة في لجنة المسجد، وكان ذلك عام 1983 (السنة التي تزوج فيها أيضا) قبل انهائي للسنة الرابعة في الجامعة. وقد قمت برفقة وفد كبير من كفر كنا بزيارة الشيخ عبد الله (أوائل عام 1984) في بيته لتهنئته بالتحرر من السجن، وكانت هذه بداية العلاقة التي تطورت لاحقا من خلال تشكيل إدارة للحركة الإسلامية وكنت أحد أعضائها وقد استمرت العلاقة مدة 12 عاما”.
عن قراءته لشخصية درويش، تابع خطيب “لقد أكرمه ربنا بالسبق في ميدان الدعوة إلى الله وكان فعلا صاحب البدايات الأولى في المشروع الإسلامي وانصبّ عمله في تلك المرحلة في منطقة المثلث الجنوبي والمثلث الشمالي، ثمّ انطلقنا معا في العام 1984 في بناء المشروع الإسلامي في الجليل والنقب”.
عمّا سيقول له لو كان حيّا، ردّ خطيب “بما أنني أمام شهادة لله والتاريخ، وفي ظل ما يجري الآن من إساءة للمشروع الإسلامي على يد من روّجوا لأنفسهم كحاملي لواء فكر الشيخ عبد الله، فلو قدّر لي الحديث معه لقلت: سامحك الله يا شيخ، هذا الزرع الذي زرعته عام 1996، كان زرعا في أرض غير مناسبة وأتى أُكله شوكا وليس ثمرًا، فقد أصبح المشروع الإسلامي محل تندر وتطاول من غير الإسلاميين بسبب الأداء والمواقف والسياسات التي يمارسها من يعتبرون أنفسهم يحملون فكر الشيخ عبد الله. اعتقد لو كان موجودا لم يكن ليسمح أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم”.
نجاته من الموت
روى الشيخ كمال خطيب في شهادته، واقعة حدثت معه خلال دراسته الجامعية حين دخلت مجموعة يهودية عام 1983 إلى حرم الجامعة وارتكبت مجزرة أسفرت عن استشهاد ثلاثة طلاب وجرح 33 آخرين. يقول خطيب “كنا حينها في استراحة وكنت وعدد من الطلاب نجلس بالقرب من مدخل الجامعة، فلمّا سمعنا صوت إطلاق الرصاص وانفجار قنابل، تبين أن مصدرها منطقة حرشية قريبة من الجامعة. ثم دخلنا إلى مبنى الجامعة ولاحقا تبين أن الكرسي الذي كنت أجلس عليه تحطم بشكل كلي جراء تعرضه لرصاص كثيف أطلقته هذه المجموعة اليهودية”.