مقال بفورين بوليسي: إنهاء عزلة كوريا الشمالية هو الحل الوحيد المتبقي
يرى الكاتب هوارد فرنش في مقاله بمجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) أن إنهاء عزلة كوريا الشمالية هو الحل الوحيد المتبقي بعد عقود من التوترات والعداوات مع الغرب ومع جارتها الجنوبية، وأن الوقت قد حان للنظر في تجربة ما لم يُجرب من قبل.
ويشير الكاتب إلى أنه كان شاهدا على أسلوب تعامل الولايات المتحدة معها في الوقت الذي كان يتابع فيه الأحداث في شرق آسيا منذ أكثر من عقد من التغطية من القواعد العسكرية في اليابان والصين، وذلك ابتداء من أواخر التسعينيات.
وقال إنه شاهد آنذاك ضم الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش كوريا الشمالية إلى ما أطلق عليه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 “محور الشر”، مما أدى إلى اتباع واشنطن نهجا متشددا تجاه بيونغ يانغ. وطوال هذه السنوات شاهد المراسل كوريا الشمالية تطلق صواريخ ذات قدرات متزايدة، وتجري تجارب على أسلحة باليستية قادرة على ضرب أي جزء من الولايات المتحدة.
وبعد ذلك عايش نهج الرئيس دونالد ترامب الذي بدا فيه كمن لم يحضّر جيدا ما يريد القيام به تجاه كوريا الشمالية، واتبع حدسه عندما التقى كيم جونغ أون حفيد مؤسس الدولة في المنطقة منزوعة السلاح والواقعة بين الكوريتين، وتحدث عن تبادل رسائل الحب مع محاوره الكوري الشاب.
وذكر الكاتب أن هذه الدبلوماسية مثل كل ما سبقها تلاشت. وعلق بأن الوقت قد حان للاعتراف بأنه مهما كانت الرغبة في نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، ومهما كان إلحاح تلك المسألة، فإنه لا أحد -على الأقل في واشنطن- لديه القدرة على جعل هذا البلد يتخلى عن برنامجه النووي، وأشار الكاتب إلى أن تكرار التهديد باستخدام القوة لن يحقق ذلك، ولن يحققه التحالف مع جيران بيونغ يانغ، ولا سياسة عرض الجزرة من حين لآخر، ولا طلب مساعدة الصينيين، ولا حتى العقوبات الاقتصادية الصارمة.
وبسبب كل ما سبق، يرى الكاتب أن الوقت قد حان للنظر فيما لم يسبق تجربته من قبل، ألا وهو إنهاء حالة العداء بين واشنطن وبيونغ يانغ، والتي كانت الدافع وراء سعي كوريا الشمالية لامتلاك السلاح النووي.
وأضاف الكاتب أن معظم الأميركيين غير مدركين لاستمرار حالة الحرب الرسمية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، التي لم توقع قط اتفاقية سلام تنهي الحرب الكورية.
وقال إن هذا يجب أن يكون هدفا واضحا للدبلوماسية الأميركية مع دولة وصفت منذ فترة طويلة بأنها واحدة من أكثر الدول عزلة في العالم.
ويعتقد الكاتب أنه يمكن طرح هدف تخفيض الأسلحة النووية وربما إزالتها في نهاية المطاف في شبه الجزيرة الكورية لبعض الوقت، ولكن الشيء الوحيد المتبقي للمحاولة الآن هو الحد بحزم من العداء والتوتر.
وأضاف أن هذا لا يعني نزع السلاح من جانب واحد من قبل الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية، بل يجب أن يعني إعادة الارتباط خطوة بخطوة مع بيونغ يانغ بهدف إنهاء عزلتها الاقتصادية، وتمكينها تدريجيا من إنشاء مجتمع كوري شمالي أكثر ازدهارا من خلال التجارة، وتكثيف الاتصال البشري بالعالم الخارجي.
وأوضح الكاتب أن الكثير من الناس سيستهجنون هذه الفكرة باعتبارها استرضاء لكوريا الشمالية ولن تؤدي إلا لتعزيز قدرتها العسكرية بشكل أكبر.
ويؤكد الكاتب أن الجهود القائمة على العقوبات والعزلة لم تجد شيئا، ولم تمنع بيونغ يانغ من تطوير قدرة قتالية نووية مدمرة.
وفي ختام مقاله، أبرز الكاتب أن أفضل أمل في السلام ربما يكمن في إقناع كوريا الشمالية بأنه ليس لديها الكثير لتخافه من العالم الخارجي، وبالتالي يمكنها أن تخفض تدريجيا من تشددها في موقفها، وربما حتى أن تطبع علاقاتها مع الدول الأجنبية.