أخبار رئيسيةعرب ودوليومضات

ما أسباب تصاعد التوتر بين تركيا واليونان في بحر إيجة؟

تشهد العلاقات التركية اليونانية توترا متصاعدا بسبب تسليح أثينا للجزر في بحر إيجة، وسط تهديدات تركية بمناقشة “سيادة اليونان للجزر” وتحذيرات وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وحذر الرئيس التركي، اليونان وطالبها بالابتعاد عن “التصرفات والأحلام التي ستؤول إلى الندم”، داعيا إياها للتخلي عن تسليح الجزر غير العسكرية في بحر إيجة.

وقال أردوغان: “نحذر اليونان كي تتحلى بالحكمة وتبتعد عن التصرفات والأحلام التي ستؤول إلى الندم”.

وأكد أن تركيا لن تتنازل عن حقوقها في بحر إيجة، ولن تتوانى عن استخدام الصلاحيات المعترف بها في الاتفاقيات الدولية بشأن تسليح الجزر.

تجدد التوتر بين البلدين الجارتين، يأتي على خلفية الخطاب الذي أدلى به رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في الكونغرس الأمريكي بشأن منح الولايات المتحدة المقاتلات “أف16” لتركيا، ولا تعد مسألة تسليح اليونان للجزر مسألة جديدة لكنها أثيرت وسط امتعاض تركي من تزايد القواعد الأمريكية في اليونان.

الكاتب التركي في صحيفة “خبر ترك” كورشات زورلو، أشار إلى أن موقف اليونان الذي يعمق الخلاف في بحر إيجة والمتمثل بتوسيع نطاق مياهها الإقليمية وصلاحياتها الجوية والبحرية ليس جديدا، فقد كانت تتحرك نحو هذا الهدف على مستويات مختلفة منذ فترة طويلة.

وأضاف أن السلطات اليونانية التي تتجاهل قرارات اتفاقيتي لوزان وباريس بشأن نزع السلاح، تحاول الرد على معارضة تركيا بشأن هذه المسألة بـ 16 خريطة منذ عام 1923.

ونشرت وزارة الخارجية اليونانية على موقعها في الإنترنت 16 خريطة تتهم فيها “محاولات تركيا لتغيير الوضع الراهن، وانتهاك القانون الدولي” في منطقتي بحر إيجة وشرق البحر المتوسط.

ووفقا لأوساط عسكرية تركية، فإن الزيادة الكبيرة بالقوات والقدرات العسكرية اليونانية التي تنشر في الجزر لافتة للانتباه، مع وجود أمريكي بتسع قواعد.

الكاتب التركي أوضح أنه لا يمكن أن تقبل تركيا هذا النهج اليوناني المنافي للواقع القانوني والسياسي، وإذا استمرت بهذا الاتجاه فهذا يعني حبسها في شريطها الساحلي في بحر إيجة وشرق المتوسط.

وأوضح أن المعضلة لا تقف عند هذا القدر، لأن الموقف اليوناني الحالي له دور فعال في الحد من عدد من الخطوات التي يمكن أن تتخذها تركيا في سوريا وليبيا وأوكرانيا وجنوب القوقاز. كما أن هناك جانبا آخر مهما للتوتر المتزايد مع اليونان وهو العلاقات التركية الأمريكية التي تمر بواحدة من أسوأ الفترات في تاريخهما، كما أن دعم دول الاتحاد الأوروبي لا سيما فرنسا لليونان لم يعد مخفيا.

وتريد الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في أراضي اليونان، وزيادة مساحة ردعها من جهة واختبار توسعها في بحر إيجة بشكل غير قانوني من جهة أخرى كما يذكر الكاتب التركي الذي يتساءل: “إذا كان الناتو تحالفًا عسكريا / دفاعيا مشتركا، فلماذا تتسلح دولة عضو في الناتو ضد عضو آخر في الحلف؟”.

وفي تقييمه للتطورات في بحر إيجة وتعزيز التعاون اليوناني الأمريكي، قال الأميرال المتقاعد جيم غوردينيز إن الهدف منه أن يتم إظهار أن أثينا ستكون في ظل الولايات المتحدة عندما تطرح مصالحها الجيوسياسية في بحر إيجة وشرق المتوسط في المستقبل، والضغط على تركيا في منطقة “الوطن الأزرق” في حال قامت بعملية محتملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.

الجنرال التركي المتقاعد جوشكن باشبوغ، رأى أن الولايات المتحدة تسعى لاستغلال اليونان ضد تركيا في حال قيامها بعملية عسكرية في الشمال السوري.

ونهاية الشهر الماضي، ذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في تصريحات لصحفيين، أن اليونان خالفت القانون الدولي من خلال زعزعة وضع الجزر بموجب اتفاقية لوزان لعام 1923 واتفاقية باريس للسلام لعام 1947.

وأشار إلى أن اليونان قامت بتسليح الجزر منذ عام 1960، وإذا لم تتخل عن ذلك، فسنبدأ النقاش بشأن سيادتها على الجزر، ونحن جادون للغاية.

وأوضح باشبوغ أن الولايات المتحدة ترى أن ميتسوتاكيس هو زيلينسكي جديد لها، واليونان كمنظمة العمال الكردستاني، ورئيس الوزراء اليوناني يجر بلاده إلى مغامرة لا يعرف إلى أين ستنتهي.

وتابع بأن أنقرة إذا حققت النتائج المرجوة في عملياتها في سوريا وأنهت “الوجود الإرهابي” في سوريا والعراق، فإن الولايات المتحدة “ستضع فخاخا قذرة لجعل اليونان تقاتل ضد تركيا”، وتحريضها على توسيع المياه الإقليمية إلى 12 ميلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى