السودان: إجراءات أمنية مشدّدة في الذكرى الثالثة لمجزرة فض الاعتصام
كثف الجيش السوداني انتشاره، اليوم الجمعة، في محيط قيادته العامة بالخرطوم، كما أغلق بالكتل الخرسانية كل الطرق المؤدية إليها تحسباً من تظاهرات إحياء الذكرى الثالثة لمجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في يونيو/حزيران عام 2019.
وجاءت الخطوة ضمن حزمة من الإجراءات الأمنية المشددة في ذكرى مجزرة فض اعتصام محيط القيادة قبل 3 سنوات، والتي تصادف في الـ3 من يونيو/حزيران.
أعلنت السلطات إغلاق كل الجسور أمام حركة المرور المؤدية إلى العاصمة الخرطوم عدا جسري الحلفايا وسوبا، ما أدى إلى ازدحام كثيف في حركة السير على الجسرين.
ونتيجة لإغلاق الجسور، وجد المواطنون صعوبة في الوصول إلى منطقة وسط الخرطوم، خصوصاً مع الانتشار الكثيف لقوات الشرطة وبقية القوات الأمنية، فضلاً عن إغلاق عدد من الشوارع من بينها شارع المطار.
وأعلنت تنسيقيات لجان المقاومة في الخرطوم تنظيم تظاهرات، الجمعة، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة، حيث يتوقع أن تشهد الشوارع حرقاً للإطارات وإغلاقاً للطرق بالمتاريس، وتسيير تظاهرات عقب صلاة الجمعة، على أن تنتهي باعتصام اليوم الواحد، حسب تنسيقيات لجان المقاومة.
وحددت لجان مقاومة مدينة الخرطوم ولجان أحياء بحري ولجان مقاومة أم درمان القديمة “محطة سبعة” في الخرطوم، و”لفة جنوب شمبات” و”صينية الأزهري” بأم درمان، وجهات للتظاهرات المرتقبة.
🔵 في ذكرى #مجزرة_القيادة_العامة تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم تعلن عن تتريس شامل في جميع الشوارع الرئيسية، وبعدها عند الساعة (١١) ستنطلق المواكب نحو محطة سبعة لتأدية صلاة الجمعة ومنها سيتم إعلان إعتصام اليوم الواحد من قبل اللجنة الميدانية في المنصة .#مليونية3يونيو pic.twitter.com/3T1mmqY4aW
— ذوالكــفـل ® (@HkZuk) June 2, 2022
وتخرج تظاهرات اليوم، إلى جانب إحياء الذكرى الثالثة لمجزرة فض الاعتصام، للتنديد أيضاً بالانقلاب العسكري لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ وقوع المجزرة قبل 3 سنوات، لم تتمكن لجنة وطنية مستقلة، شُكلت بغرض التحقيق فيها، من تحديد المتورطين في الواقعة وتقديمهم للمحاكمة.
وحول الأمر، قال رئيس اللجنة نبيل أديب، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن اللجنة واجهت جملة من المشكلات والمعوقات آخرها فراغ منصب رئيس الوزراء باستقالة عبد الله حمدوك في يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكداً التزام اللجنة بإنجاز مهمتها وتقديم ملفات جنائية متماسكة أمام القضاء.
وفي بيان لدول “الترويكا”(النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) في مناسبة ذكرى فض الاعتصام، دعت الدول الثلاث إلى تسريع التحقيق الذي عينته الحكومة في المذبحة والكشف عن النتائج للرأي العام.
وحثت هذه الدول السلطات العسكرية على محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم ضد المتظاهرين المدنيين السلميين.
كما دعا البيان السلطات إلى اتخاذ المزيد من التدابير لبناء الثقة، ودعم العملية السياسية الميسرة بين بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وهيئة إيغاد، وتعزيز سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، والامتناع عن الإفراط العنف ضد المتظاهرين السلميين.