فشل يهدد المشاورات اليمنية التي تستضيفها عمّان حول فتح الطرق في تعز
يهدد الفشل المشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، الجارية في العاصمة الأردنية عمّان، بشأن فتح الطرق في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) تنفيذاً لبنود الهدنة الأممية التي تقترب من نهاية موعدها المحدد بشهرين في الثاني من يونيو/حزيران المقبل.
وهدّد وفد الحكومة الشرعية في اليمن بوقف التفاوض مع الحوثيين حال عدم فتحهم طرق تعز مع المحافظات حتى مساء اليوم الجمعة، بسبب ما وصفه بتعنت الحوثيين، وعدم الاستجابة للمطالب المحلية والأممية بفك الحصار.
وقال رئيس الفريق المفاوض عن الحكومة الشرعية عبد الكريم شيبان، في بيان اليوم الجمعة: “قدّمنا تصوّرنا عن الطرق والخطط المراد فتحها، وهي الطريق الرسمية المعروفة التي كانت مفتوحة قبل عام 2015، وهي طريق تعز، الحوبان صنعاء، وطريق تعز الحوبان عدن”.
وأكد أنّ الحوثيين، وبعد يومين من النقاشات الشاقة، “لم يستجيبوا مطلقاً، إذ قدموا اقتراحاً هو عبارة عن ممر جبلي قديم كان معداً لمرور الحمير والجمال، وهو معبر يبعد عن المدينة 30 كيلومتراً”، مشيراً إلى أنّ هذا الاقتراح الذي اعتبره الحوثيون “هدية لأبناء تعز”، “لا يرفع معاناة الناس ولو بنسبة 10%”.
ولفت شيبان إلى “تعنّت الحوثيين وعدم جديتهم” في رفع المعاناة عن 5 ملايين يمني من أبناء محافظة تعز، رغم أنهم حصلوا على كل ما يريدون من فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وفرض عشرات المليارات من الضرائب، واعتمادات جوازات السفر التي كان يفترض أن تتزامن مع فك الحصار.
شيبان: الحوثيون قدموا اقتراحاً هو عبارة عن ممر جبلي قديم كان معداً لمرور الحمير والجمال، وهو معبر يبعد عن تعز 30 كيلومتراً
من جهتها، قالت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، إنها قدمت مبادرة بشأن فتح الطرق في مدينة تعز إلى الحكومة اليمنية المعترف بها، في المفاوضات الجارية بالعاصمة الأردنية عمّان برعاية الأمم المتحدة.
وأضاف القيادي الحوثي المعيّن نائباً لوزير الخارجية في حكومة الجماعة حسين العزي، في تغريدة على “تويتر” أمس الخميس: “لجنتنا العسكرية بقيادة اللواء يحيى عبد الله الرزامي قدّمت مبادرة بفتح طريقين مهمين في تعز إلى جانب مناقشة فتح طرق أخرى في محافظات أخرى حسب اتفاق الهدنة نصاً وروحاً”، من دون تسمية تلك الطرق.
لجنتناالعسكرية بقيادة اللواء/الرزامي قدمت مبادرة بفتح طريقين مهمين في تعز الى جانب مناقشة فتح طرق اخرى في محافظات أخرى حسب اتفاق الهدنة نصا وروحا
ومع أن النقاش يجرى في أجواء ودية يسودها الحرص
ع التخفيف من المعاناة العامة إلا أن ممثلي الطرف الاخر من ناحيةعملية مازالوا مترددين ولم— حسين العزي (@hussinalezzi5) May 26, 2022
وقال إنّ “النقاش يجرى في أجواء ودية، إلا أنّ الطرف الآخر (الحكومة اليمنية) لا يزال متردداً، ولم يرد على ما قدمه وفد الحوثيين لا سلباً ولا إيجاباً”.
واتهم العزي ممثلي الحكومة اليمنية في اجتماع عمّان بعدم امتلاك قرارهم، وقال: “هذا التردد يعود في الحقيقة لطبيعة التعقيدات وتباينات الفصائل المتعددة في تركيبة الطرف الآخر، خاصة أنّ ممثليه كما يبدو غير مخولين بما يكفي للبت في ما طرح”.
وتابع “الأمل أن يتلقوا من مركز قرارهم المتمثل في دول العدوان (في إشارة إلى التحالف بقيادة السعودية) رداً سريعاً وإيجابياً للبدء بالتعاون في التنفيذ”.
وحاول “العربي الجديد” التواصل مع مكتب المبعوث الأممي في اليمن هانس غروندبرغ لمعرفة تفاصيل سير المشاورات، لكن من دون نتيجة.
وتعد هذه المشاورات امتداداً لبنود الهدنة الأممية في اليمن التي أعلنت في 2 إبريل/نيسان الماضي لمدة شهرين قابلة للتمديد، حيث أعلن فيها وقف إطلاق النار الشامل في جميع الجبهات، والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وانطلاق رحلتين أسبوعياً من مطار صنعاء، وفتح الطرق إلى مدينة تعز.
وتعثر ملف فتح الطرق إلى مدينة تعز خلال الفترة الماضية كما جاء في الهدنة الأممية، في الوقت الذي نفذت بقية البنود الأخرى رغم الاتهامات المتبادلة بالخروقات العسكرية. ويحاصر الحوثيون المدينة منذ العام 2016، إذ يعد هذا الملف من أهم البنود الإنسانية بسبب تكبد المدنيين خسائر فادحة في التنقل عبر طرق وعرة وطويلة، تستغرق نحو خمس ساعات مقارنة بما كان قبل الحصار بمدة لا تتجاوز 10 دقائق.
ويسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن غروندبرغ إلى تمديد الهدنة في اليمن أشهراً إضافية. وسبق أن تقدم بطلب إلى الأطراف اليمنية خلال الأسبوع الماضي، عقب إحاطته إلى مجلس الأمن في 17 مايو/أيار الجاري، حيث أكد استمرار مشاوراته مع الأطراف اليمنية لضمان تمديد الهدنة التي تنتهي الأسبوع المقبل.