مقال بمجلة تايم: امتلاك السلاح أمر مقدس بالنسبة للمسيحيين القوميين بأميركا
يقول الأستاذ المشارك في علم الاجتماع بجامعة أوكلاهوما الأميركية صمويل بيري إن استمرار حوادث العنف بالمدارس الأميركية ومعارضة التحكم في الأسلحة وتقييدها يكشف عن أن امتلاك السلاح بالنسبة لليمين المسيحي الأميركي هو -حرفيا- أمر مقدس.
وأورد بيري في مقال له بمجلة تايم (Time) الأميركية بعض التصريحات من قادة اليمين المسيحي بالكونغرس وخارجه التي تؤكد ما ذهب إليه.
ونقل الكاتب عن النائبة الأميركية لورين بويبرت (جمهورية من كولورادو) قولها بعد مقتل 19 طفلا بإحدى المدارس بولاية تكساس الثلاثاء الماضي؛ “على الأميركيين اللجوء إلى الله من أجل الراحة والشفاء”، بدل الدعوة لتقييد امتلاك الأسلحة.
كذلك نقل عن النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين من جورجيا قولها “تحتاج أمتنا إلى إلقاء نظرة جادة على حالة الصحة العقلية اليوم. لسنا بحاجة إلى المزيد من السيطرة على السلاح، نحن بحاجة للعودة إلى الله”.
امتلاك السلاح عبادة
وقال بيري إن امتلاك البنادق عنصر من عناصر العبادة في كنيسة القومية المسيحية البيضاء، ولذلك نجدهم يدافعون عن حقوق السلاح بأي ثمن.
وأشار إلى أنه وزملاءه بقسم علم الاجتماع بالجامعة أجروا استطلاعا شمل أكثر من 1600 أميركي في فبراير/شباط 2020، أظهر أنه من بين الأميركيين البيض الذين وافقوا بشدة على ضرورة إعلان الولايات المتحدة دولة مسيحية، رفض أكثر من الثلثين فكرة سن قوانين أكثر صرامة بشأن الأسلحة.
وأضاف الكاتب أن الأسلحة ضرورية للهوية الأساسية لأميركا بالنسبة للمسيحيين القوميين، وأن حقوق السلاح مقدسة فوق أي حق آخر، بل هي أهم الحقوق؛ أهم من حرية التعبير، وحق التصويت وحرية الدين.
امتلاك السلاح أهم من حق التصويت
ونسب إلى المحرض اليميني المسيحي مات والش تغريدة على تويتر تقول “ملكية السلاح حق أكثر أهمية من التصويت؛ التصويت ليس حقا من حقوق الإنسان على الإطلاق ولكنه امتياز يجب الاحتفاظ به لأولئك المؤهلين للقيام بذلك بشكل صحيح. يجب أن يكون شراء السلاح أسهل من التصويت”.
وأضاف أن القومية المسيحية البيضاء تهدف في النهاية إلى التحكم في الذين يمكنهم الوصول إلى السلطة الثقافية والسياسية، وبالتالي فهي معادية للديمقراطية بشكل أساسي، ولا تستطيع الوصول إلى هدفها هذا إلا بالقوة المسلحة.
تحذير من استمرار الموت الرهيب
وتوقع بيري أن يعارض المسيحيون القوميون بشدة جهود الرئيس جو بايدن والديمقراطيين في الكونغرس لتمرير “تشريع الحس السليم للسلاح”، وستأتي معارضتهم من الحماسة الدينية التي تقدس البنادق وتعمل من أجل الوصول غير المقيد للمسيحيين البيض إليها.
وفي ختام مقاله، دعا بيري إلى تشكيل تحالف من السياسيين والمواطنين الأميركيين -العلمانيين والمتدينين- “الذين يقدرون حماية الحياة البشرية”، محذرا من أنه ومن دون ذلك سيستمر الموت الرهيب وتتبعه الدعوات للعودة إلى الله، من دون المساس بالحق في امتلاك الأسلحة.