حرب أوكرانيا تدخل الشهر الرابع.. مخاوف امتدادها إلى مولدوفا
– خاركيف تقاوم وماريوبول تخسر، وثمة احتمالية لضم خيرسون إلى روسيا عبر استفتاء
– تأثير الحرب يظهر بوضوح شرقي البلاد، وهجمات على أراضي روسيا من شمال أوكرانيا
– لا تأكيدات على عدد القتلى في الحرب، وهناك نحو 6.5 ملايين لاجئ من أوكرانيا
– تعطل مفاوضات وقف إطلاق النار، وثمة مخاوف من امتداد الحرب إلى الجارة مولدوفا
أتمت الحرب الروسية الأوكرانية التي انطلقت في 24 فبراير/ شباط الماضي، بتعليمات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شهرها الثالث وسط مخاوف من استمرارها، وامتدادها إلى مولدوفا.
قبل 3 أشهر بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا، بعد خطاب متلفز للرئيس بوتين، لتدخل مناطق دونيتسك ولوغانسك الخاضعة لإدارة كييف، ومناطق خاركيف وسومي وتشيرنيهيف بعد وصولها منطقة تشيرنوبيل عبر بيلاروسيا.
وأنزل الجيش الروسي قواته في منطقتي خيرسون ومليتوبول، القادمة من شبه جزيرة القرم، ثم أرسل قواته الجوية والبرية إلى محيط كييف وحاصرها.
ومع دخول الحرب شهرها الثاني، انسحبت القوات الروسية من كييف ومنطقة تشيرنيهيف واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها، لتبدأ الحياة تنتعش في العاصمة كييف مع استمرار الحرب بمناطق أخرى.
وكثيرًا ما يستخدم الجيش الروسي أسلحة طويلة المدى، عالية الدقة تستهدف أهدافًا بمناطق استراتيجية في أوكرانيا.
وبعد قرارات الولايات المتحدة والدول الأوروبية بزيادة دعمها لأوكرانيا بمزيد من الأسلحة، أعلن الجيش الروسي أن مركبات النقل التابعة لدول حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتي تنقل أسلحة إلى أوكرانيا، أهداف مشروعة له، ليقوم بعدها بتحويل أهداف الصواريخ بعيدة المدى إلى عربات ومستودعات تحمل أسلحة الأمريكية وأوروبية.
خاركيف تقاوم وماريوبول تخسر
مع استهداف الجيش الروسي منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، نجح في محاصرة خاركيف وماريوبول، إلا أن نظيره الأوكراني أظهر مقاومة شديدة في هاتين المدينتين.
ورغم استمرار الاشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية في منطقة خاركيف، أعلنت السلطات الأوكرانية استعادة السيطرة على بعض المناطق السكنية في المدينة، وسط مقاومة شديدة.
وفي الشهر الثاني للحرب، ركز الروس على الاستيلاء على مدن إستراتيجية مطلة على ساحل بحر آزوف، واستولوا على ميناء بيرديانسك.
وفي الشهر الثالث، أصبحت ماريوبول إحدى أهم مدن الساحل تحت سيطرة الروس بعد حصار طويل، متحولة إلى خراب، لتعلن عقبها وزارة الدفاع الروسية استسلام 2439 أوكرانيا كانوا مختبئين في الملاجئ بمصنع آزوفستال، بعد إلقاء أسلحتهم.
وردا على إعلان وزارة الدفاع الروسية، أوضحت أوكرانيا أن هؤلاء الأشخاص استسلموا وفقا لشرط تبادل الأسرى، ومع السيطرة على مصنع آزوفستال، بات الروس مسيطرين بالكامل على ماريوبول.
ضم خيرسون لروسيا عبر استفتاء
كانت خيرسون إحدى المدن التي سيطر عليها الجيش الروسي، ومع استخدام العملة الروسية “الروبل” في بعض مناطق المدينة، فإنه يتوقع استخدامها بالكامل في خيرسون مع نهاية العام الجاري، وإمكانية ضمها لروسيا عبر استفتاء.
وسبق أن أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن إمكانية ضم خيرسون إلى روسيا، قائلا: “الشعب الأوكراني سيقرر مصيره بنفسه”.
تأثير الحرب يظهر بوضوح شرقي أوكرانيا
في أبريل/نيسان ظهر تأثير الحرب الروسية بوضوح شرقي البلاد، حيث أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية زيادة تقدم القوات العسكرية في الشرق مستولية على بعض المناطق.
فيما أعلنت روسيا تركيز قواتها على منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا، من أجل “تحرير” دونباس، الهدف الرئيسي للجيش الروسي.
ورغم إعلان الجيش الروسي تمكنه من الوصول إلى الحدود الإدارية لمدينة لوغانسك، إلا أن البنتاغون، ذكر في بيان أن روسيا كانت متأخرة عن الجدول الزمني الذي خططت له في عملية دونباس.
وواصلت القوات الأوكرانية أيضًا مهاجمة دونيتسك ولوغانسك التي كانت تحت سيطرة الانفصاليين، ليتم تسجيل خسائر في صفوف المدنيين.
هجمات على الأراضي الروسية من شمال أوكرانيا
تزايدت الهجمات على الأراضي الروسية في الأشهر الأخيرة على وجه الخصوص في الحدود الشمالية لأوكرانيا، مع انسحاب الجيش الروسي.
فقد ألحقت قذائف الهاون والهجمات الجوية على المستوطنات الواقعة على طول الحدود أضرارًا بشرية وخسائر مادية في المنطقة، كما تم استهداف بعض النقاط الإستراتيجية.
اشتباكات جزيرة الثعبان
زادت روسيا من هجماتها على منطقتي أوديسا وميكولايف، واعتبارًا من الأسبوع الثاني من مايو/ أيار الجاري، تصاعدت الاشتباكات حول جزيرة الثعبان التي تتمتع بموقع استراتيجي جنوب غرب أوكرانيا في البحر الأسود.
ورغم محاولات الجيش الأوكراني استعادة السيطرة على الجزيرة التي استولى عليها الروس منذ بداية الحرب، إلا أنه لم يحقق أي نتائج بعد.
وصرحت وزارة الدفاع الروسية في 10 مايو الجاري، أن الجيش الأوكراني فقد ما مجموعه 4 طائرات و10 مروحيات و30 مسيرة و3 سفن حربية مدرعة وأكثر من 50 جنديًا في ثلاثة أيام من الاشتباكات.
مخاوف من امتداد الحرب إلى مولدوفا
أثارت التصريحات التي أدلت بها روسيا بشأن منطقة ترانسنيستريا في مولدوفا مخاوف امتداد الحرب إليها، فقد أعلن رستم مينكاييف، نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية، أن السيطرة على جنوب أوكرانيا ستوفر للسكان الناطقين بالروسية مخرجًا في ترانسنيستريا.
وجمهورية ترانسنيستريا أو ترانسدنيستريا المولدافية هي دولة انفصالية في الشريط الضيق بين نهر دنيستر والحدود الأوكرانية، ومعترف بها دوليًا في الوقت الحالي كجزء من مولدوفا، عاصمتها تيراسبول، و34 بالمئة من سكانها من الروس.
وعقب هذا الإعلان بوقت قصير، تعرض مبنى “وزارة أمن الدولة” في العاصمة المولدوفية كيشيناو، لهجوم بقاذفة صواريخ في 25 أبريل/ نيسان الماضي، كما وقعت انفجارات في وقت لاحق على أبراج الهوائيات التي توفر البث الإذاعي.
وفي 5 مايو الجاري، وقع هجوم مماثل حول قرية فورونكوفو المولدوفية، وبعد ذلك بيومين، أفادت التقارير بحدوث 4 انفجارات أخرى حول نفس القرية والقاعدة الجوية القديمة، ليضطر بعض المدنيين إلى مغادرة المنطقة.
لا تأكيدات على عدد القتلى في الحرب
أعلنت روسيا في الشهر الأول من الحرب مقتل 1351 جنديًا روسيًا وإصابة 3825 آخرين، وبعدها لم تكشف السلطات العسكرية الروسية عن أي معلومات جديدة حول هذا الموضوع.
وزعم المسؤولون الروس أن الجيش الأوكراني فقد 23367 جنديًا أيضًا خلال الحرب، فيما أعلنت أوكرانيا مقتل 29350 جنديًا روسيًا حتى الآن.
6.5 ملايين لاجئ من أوكرانيا
وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال الفترة بين 24 فبراير و22 مايو الجاري، نزح من أوكرانيا 6 ملايين و552 ألفًا و971 شخصًا، أكثر من نصفهم إلى بولندا، وإلى الدول المجاورة.
ووفقًا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، نزح شخص واحد من كل ستة أشخاص داخليًا بسبب النزاعات، ما يجعل العدد الإجمالي 7.7 ملايين شخص.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فقد ما لا يقل عن 3381 مدنيا حياتهم وأصيب 3680 مدنيا في الحرب منذ 24 فبراير.
تعطل مفاوضات وقف إطلاق النار
أثناء الحرب، أجرت الوفود الروسية والأوكرانية، 4 مفاوضات وجهاً لوجه، 3 منها في بيلاروسيا وواحدة في تركيا، لضمان وقف إطلاق النار.
وفي 17 مايو، أعلن الجانب الأوكراني أن الوضع قد تغير كثيرًا منذ بداية الحرب وأنهم علقوا المفاوضات مع روسيا.