الانتخابات اللبنانية تنطلق في الخارج: تعويل على امتعاض المغتربين
تتركّز الأنظار، اليوم الجمعة وبعد غد الأحد، على انتخابات اللبنانيين المغتربين، التي تعوّل عليها السلطة السياسية لتعزيز حظوظ فوزها، نسبة لما تمتلكه من قاعدة مناصرين منتشرين في الخارج، لا سيما “القدامى” منهم.
في المقابل، تتكئ المجموعات المدنية المستقلة عليها لقلب المعادلة، خصوصاً من بوابة الدور الذي لعبه الاغتراب في “انتفاضة 17 تشرين” (أكتوبر/تشرين الأول)، خصوصاً بالتحركات الشعبية، واعتمادها بشكل أساسي على المُغادرين “الجُدد” الحاقدين على المنظومة الحاكمة، الذين هُجِّروا قسراً منذ العام 2019 بفعل الأزمة الاقتصادية.
في هذه الدورة، تتميز انتخابات المغتربين، التي تشمل الاقتراع في 58 دولة بعد استثناء أوكرانيا (ربطاً بالغزو الروسي)، بالإقبال الكثيف على التسجيل، وهو ما يُنتَظر منه ترجمة في نسبة الاقتراع للتأثير جدياً في العملية الانتخابية، وانعكاسها لتحفيز الناس على التصويت في لبنان.
وبلغ عدد المسجلين 225114، النسبة الأكبر منهم، والتي تبلغ 30.6 في المائة، في القارة الأوروبية، بينما تسجل في العام 2018 92180 مغترباً، أي بزيادة مقدارها 132934. وكان اقترع منهم 46799 بنسبة 50.76 في المائة، وذلك بحسب أرقام شركة الأبحاث والدراسات “الدولية للمعلومات”.
وانطلقت انتخابات المغتربين اليوم في الدول التي تعتمد نهار الجمعة يوم عطلة نهاية الأسبوع، وهي السعودية (13095 ناخباً مسجلاً)، وقطر (7339 ناخباً مسجلاً)، والكويت (5752)، وسورية (1010)، وسلطنة عمان (901)، ومصر (707)، وإيران (640)، والبحرين (637)، والأردن (482)، والعراق (327 ناخباً مسجلاً)، مع الإشارة إلى أن الانتخابات ستجرى في الإمارات (25052 ناخباً مسجلاً) يوم الأحد المقبل بعدما اعتمدته فرصة رسمية.
وتفتح صناديق الاقتراع من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة العاشرة ليلاً، وذلك في مراكز الاقتراع التي حددتها وزارة الداخلية. وعند دخول الناخب إلى قلم الاقتراع، يقوم رئيس القلم بالتثبت من هويته، استناداً إلى بطاقة هويته أو جواز سفره اللبناني العادي الصالح، وورود اسمه على القائمة الانتخابية، على أن يصوت الناخب للائحة في الدائرة الانتخابية التي ينحدر منها لبنانياً.
وبعد إتمام الإجراءات المطلوبة وفق الأصول، ترسل المغلفات الخاصة الكبيرة العائدة لأوراق الاقتراع وباقي المستندات الانتخابية إلى مصرف لبنان عبر وزارة الخارجية والمغتربين، بحيث إنه في نهاية عملية الاقتراع على الأراضي اللبنانية، يوم الأحد 15 مايو/أيار الحالي، ترسل المغلفات والمستندات إلى لجنة القيد العليا في بيروت لفرزها من قبلها وتوثيق نتائجها.