غوتيريس يدعو لانتخابات “حرة ونزيهة وشفافة” في لبنان
دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى إجراء انتخابات نيابية “حرة ونزيهة وشفافة وشاملة” في لبنان يوم 15 مايو/أيار، وذلك في تقرير جرى توزيعه أمس الأربعاء، وحث على تشكيل سريع للحكومة بعد ذلك، ما يمنح الأولوية لتنفيذ إصلاحات تعالج أزمات البلاد المتعددة.
وقال غوتيريس، في تقريره إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن الاستقطاب السياسي في البلاد قد تَعمق والشعب اللبناني “يصارع يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية الجوهرية”.
كما أشار إلى الاحتجاجات المتكررة في جميع أنحاء البلاد، والتي أثارها “إحباط عام من الوضع السياسي والأزمة الاقتصادية والمالية”.
وانتخابات مجلس النواب في 15 مايو/ أيار هي الأولى، منذ بدء الانهيار الاقتصادي في لبنان أواخر عام 2019.
ولم تتخذ الأحزاب السياسية أو الحكومة أي خطوة تقريباً لمعالجة الانهيار، تاركة اللبنانيين يصارعون الأزمة بأنفسهم وهم يغرقون في الفقر، دون كهرباء أو دواء أو جمع قمامة أو أي مظهر آخر للحياة الطبيعية.
كما أن هذه الانتخابات هي الأولى منذ 4 أغسطس/ آب 2020، عندما وقع الانفجار الكارثي في ميناء بيروت والذي أودى بحياة أكثر من 215 شخصاً ودمر أجزاء كبيرة من المدينة.
وأثار الانفجار موجة غضب واسعة النطاق ضد الفساد المستشري، وسوء الإدارة من جانب الأحزاب التقليدية.
وقال غوتيريس، الذي زار لبنان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إنه لم تتم محاسبة أي جهة أو شخص حتى الآن على الانفجار وإن اللبنانيين يطالبون “بالحقيقة والعدالة”. وكرر دعوته إلى إجراء “تحقيق سريع ونزيه وشامل وشفاف”. وشدد على “ضرورة احترام استقلال القضاء”.
تتنافس في انتخابات 15 مايو/ أيار في المجموع 103 قوائم تضم 1044 مرشحاً لمقاعد الهيئة التشريعية المشكّلة من 128 مقعداً، والتي تنقسم بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.
ولا تزال مجموعات المعارضة المعلنة ذاتياً منقسمة على أسس أيديولوجية في كل القضايا تقريباً، ومنها كيفية إنعاش الاقتصاد، ونتيجة لذلك، نجد ما لا يقل عن ثلاث قوائم معارضة مختلفة في كل من الدوائر الخمس عشرة الانتخابية، أي بنسبة 20 بالمائة أكثر من انتخابات 2018.
وأشار غوتيريس إلى أن المقترحات المقدمة خلال العامين الماضيين بشأن حصة النساء لا تزال معلقة في المجلس، وحث على تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة “بمشاركة كاملة من النساء والشباب”.