أخبار رئيسيةمقالاتومضات

الأقصى في خطر.. الشيخ رائد صلاح على حق

الإعلامي أحمد حازم

ما يحدث اليوم في الأقصى وما يتعرض له من انتهاكات، برهان واضح على أنّ فضيلة الشيخ رائد صلاح كان على حق، عندما تحدّث في الماضي (ولا يزال يتحدث) عن الوضع الخطير الذي يمرُّ به المسجد الأقصى، رافعًا شعار “الأقصى في خطر”. كان ذلك في العام 1996 أي قبل أكثر من ربع قرن، وكان فضيلته أول قائد عربي إسلامي يطرح هذا الشعار، ومن أجل ذلك بدأت الحركة الإسلامية الشمالية، المحظورة إسرائيليا، بإقامة مهرجان سنوي للأقصى حمل شعار “الأقصى في خطر” وظلّ هذا المهرجان مستمرًا حتى عام 2015، حيث أقدمت السلطات الإسرائيلية في السابع عشر من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني على حظر الحركة الإسلامية.

الشيخ رائد الذي حمل لقب “شيخ الأقصى”، استشعر مبكرًا أنّ الأقصى يتعرض لخطر كبير، فلم يقف مكتوف الأيدي، لقد عرف بأن سلطات دولة “قانون القومية” تقوم بحفريات في أسفل الأقصى، تشكل خطرًا على أساساته حيث حدثت عدة انهيارات أرضية في ساحاته، وكان الهدف من الحفريات هو البحث عن دليل أثري للهيكل المزعوم، ولكنهم لم يتوصلوا إلى شيء. ويقول الشيخ رائد، إن المهرجان اكتسب بعدا جماهيريا على مستوى فلسطين والعالمين العربي والإسلامي، ونجم عنه ذلك الشعار الذي أصبح يتردد في أنحاء العالم “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.

ويرى فضيلة الشيخ كمال خطيب رئيس “لجنة الحريات” المنبثقة عن لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، والذي كان في كل عام أحد أبرز المتحدثين خلال المهرجان، أنّ عدم إقامته هو تحصيل حاصل في ظل قرار حظر الحركة الإسلامية. ومن أجل الدفاع عن الأقصى، ذهب الشيخ رائد قبل أكثر من عشرين عامًا إلى الجامعة العربية ليُفهم مندوبي العالم العربي فيها، مدى الخطورة التي يتعرض لها الأقصى، اعتقادًا منه بأن هؤلاء سيلقون آذانًا صاغية ويتسابقون لإنقاذ الأقصى، لكن النتيجة كانت مجرد وعود فارغة. الأمر المخزي بالفعل، هو وجود لجنة شكّلتها منظمة المؤتمر الإسلامي اسمها “لجنة القدس” يرأسها حاليًا العاهل المغربي محمد السادس للدفاع عن القدس، إلا أن هذه اللجنة وعلى ما يبدو لا علم لها بما يحدث في الأقصى، بدليل عدم اهتمام رئيسها بما يجري في الأقصى، حتى أنه لم يكلف نفسه بإصدار بيان إدانة وهذا أضعف الإيمان. ولم نستغرب هذا التصرف، في ظل اتفاقية التطبيع التي أبرمها المغرب مع إسرائيل، وفي ظل اتفاقيات أمنية وعسكرية بين الجانبين.

اعتداءات المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية على الأقصى هي انعكاس واضح لتأثيرات اتفاقيات التطبيع وفشل الحلول السياسية للقضية الفلسطينية، وفشل الأنظمة العربية، بل بالأحرى بسبب تواطؤ بعضها مع إسرائيل، التي تمادت في تجاهلها لكل قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبالتحديد القدس. هذا الأمر أعطى مجالاً للمستوطنين وبدعم الجيش الإسرائيلي لانتهاك مستمر لحرمة الأقصى في محاولة لفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى بأساليب مختلفة، منها ورقة المستوطنين التي تسمح لهم بممارسة استفزازاتهم للمسلمين الفلسطينيين في الأقصى، وتدنيس المقدسات الإسلامية مما يعني أن السيناريو القادم يتجه إلى الصراع الديني.

ما يتعرض له الأقصى في ظل سكوت عربي وعالمي، يذكرنا بما كان يقوله الراحل ياسر عرفات عند تعرض الشعب الفلسطيني لعمليات قتل وقمع من قبل إسرائيل. كان يقول دائمًا: “يا وحدنا.. يا عارهم”، وهو يقصد تخلي أنظمة القمع والخنوع والمزايدات عن فلسطين قضية وشعبًا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى