تقدير إسرائيلي: القمع في القدس والأقصى مصيره الفشل
فيما تستنفر قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية في القدس المحتلة، ويواصل المرابطون الفلسطينيون استعداداتهم لرد أي عدوان من الجيش والمستوطنين، فقد صدرت أصوات إسرائيلية لافتة تعتبر أن تجدد المواجهات في القدس يشير إلى أن المنطق الإسرائيلي الفاشل سيقود للتصعيد من جديد، لأنه يعني عدم استخلاص إسرائيل العبر من نتائج الإخفاقات الماضية.
في الوقت ذاته، فإن اشتباكات الأيام الأخيرة في المسجد الأقصى وساحاته توضح لمن لم يفهم بعد أن موجة العنف والقتل التي تمارسها قوات الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة قد تنتشر بشكل أكبر، ما يعني أنها تعيد فشلها المتكرر بعد كل جولة مواجهات مع الفلسطينيين، والنتيجة نشوب سلسلة من الهجمات الفلسطينية، خاصة في شهر رمضان.
أفيف تاتارسكي الباحث في منظمة “عير عميم” ذكر في مقاله بموقع محادثة محلية، أن “استمرار استفزازات جماعات الهيكل ضد الفلسطينيين بتكرار مزاعمهم يتسبب في قدوم الفلسطينيين لحماية الأقصى، متحدين ضد الدولة وقواتها الأمنية، وسط إعطاء الجمهور الإسرائيلي شعورا مضللا بأن الجيش لديه الحل لمشاكله الأمنية، رغم أن مجرد وجود القوات العسكرية الإسرائيلية في مدينة فلسطينية قد يشجع أي فلسطيني على حمل بندقية، والوصول داخل الخط الأخضر”.
وأضاف أن “الغارات الإسرائيلية العديدة، وقتل الفلسطينيين، باتت بمثابة دافع للانتقام، وشكل الكفاح الفلسطيني ضد وضع البوابات المغناطيسية في المسجد الأقصى في 2017 حالة واضحة على ذلك، حيث انتهى الصراع بفشل إسرائيلي، لأن الطريق مرّ بتصعيد عنيف مطول، دفع من أجله الجمهور الإسرائيلي ثمنًا لم يكن يتوقعه على الإطلاق، رغم نقل الصراع إلى مجالات عديدة، وإضفاء الشرعية على استخدام القوة الإسرائيلية، والرغبة الإسرائيلية بإخضاع الفلسطينيين بالقوة الزائدة”.
يتزامن هذا التخوف الإسرائيلي من إمكانية اندلاع جولة مواجهة جديدة من المواجهات في رحاب المسجد الأقصى، خاصة مع رؤية حشود الفلسطينيين عند باب العامود، وعشرات الآلاف من المصلين، ما قد يقوض شرعية القوة الإسرائيلية، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الأقصى والمدينة القديمة، وتوحيدهما بالنسبة للفلسطينيين، خاصة أن ذلك سيزيد من فرص الاحتكاك حول المسجد الأقصى مع من يريدون الوصول إليه، لأن الشرطة تضع المزيد من الحواجز في أزقة البلدة القديمة ومداخلها، والنتيجة أن ساحة المواجهة تتسع فقط.
في الوقت ذاته، فإنه يتم بث هذه الأحداث على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحقيقي لكل بيت فلسطيني، خاصة عند بث مقاطع استخدام شرطة الاحتلال لقواتها ضد الفلسطينيين، بزعم السيطرة على الوضع الميداني، رغم أن الاحتلال عليه أن يفهم بالفعل أن مثل هذه الاعتداءات لا تحقق أي إنجاز أمام الفلسطينيين، بدليل أنه اضطر للإفراج عن مئات المعتقلين من المرابطين في الأقصى تلبية لمطالب المقاومة خشية انضمامها للمواجهة القائمة.