“درع ضوء”.. منظومة إسرائيلية تعمل بالليزر ستجرب بغزة
سلّط خبير عسكري إسرائيلي، الضوء على أهمية منظومة “درع ضوء” التي تعمل على اعتراض الصواريخ عبر الليزر، والتي يتوقع أن تدخل الاستخدام العملياتي في جبهة غزة قريبا.
وذكر يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن “منظومة الاعتراض بواسطة الليزر، هي اختراق هام وعالمي، وهي في المستقبل غير البعيد ستغير الدفاع عن إسرائيل، وضمنا سيحدث للعدو في كل الجبهات غير قليل من المعاضل”.
مناورة واسعة
وأضاف: “الفضل في الليزر واضح؛ اعتراض بتواتر عالٍ وبثمن زهيد (مقارنة بكلفة الاعتراض بواسطة الصواريخ)، وهذا هو السبب الذي جعل دولا عديدة تحاول في العقود الأخيرة اختراق الحدود التكنولوجية والحصول على الوسائل القتالية التي تسمح لها بالتصدي بنجاعة للتهديد المتزايد للصواريخ والمقذوفات الصاروخية”.
وزعم الخبير، أن “الإنجاز الإسرائيلي استثنائي بكل مقياس؛ فضلا عن الدفاع الحصري الذي توفر لإسرائيل، يمكن التقدير بأنه سيصبح في المستقبل غير البعيد الدرة في تاج تصدير الأمن الإسرائيلي، والذي عمليا يحطم أرقاما قياسية”، موضحا أن “سلسلة التجارب التي انهتها مؤخرا شركة “رفائيل” (بمشاركة وزارة الأمن الاسرائيلية)، أثبتت قدرة المنظومة التي طورت للتصدي بنجاح لسيناريوهات مختلفة ولجملة أهداف منها: الصواريخ، قذائف الهاون، الصواريخ المضادة للدروع، وعدة أنواع من الطائرات المُسيرة”.
وأشار وزير الأمن بيني غانتس، إلى أن “إسرائيل ستفعل كل شيء كي تصبح المنظومة عملياتية في أقرب وقت ممكن، وتتيح مظلة دفاعية ناجعة، رخيصة وحديثة، تسمح بمجال مناورة واسع في الهجوم على أعدائنا”.
ونوه ليمور، أن “المنظومة ستواصل تجاربها في الفترة القريبة القادمة، وبعد ذلك ستدخل إلى استخدام عملياتي أولي في جبهة غزة، وبداية يفترض أن تكمل منظومة “القبة الحديدية”، وبقدر ما تثبت قدرتها على الاعتراض في الواقع العملياتي فسينقل إليها أساس الاعتراضات”.
ليزر جوي وأرضي
ولفت إلى أن “انتشارا شاملا في عموم الجبهات لن يكون إلا بعد بضع سنوات، وحتى عندها لن يكون عديم التحديات؛ فالليزر يصعب عليه العمل في وجود سحب أو ضباب مما لا يسمح بخط رؤية مباشر بين مطلق الليزر والهدف، كما أنه ليس ناجعا حيال الصواريخ والمقذوفات الصاروخية للمسافات البعيدة، وعليه، فإنه إضافة الى الليزر الأرضي (تطوره رفائيل) يتم تطوير ليزر جوي (من قبل شركة الـ”بيت”) ما سيسمح بمسافات اعتراض أكبر بكثير، ومن الممكن في المستقبل أن نرى صيغا بحرية لمنظومة اعتراض الليزر، وكذا دمجا لمثل هذه المنظومات في القوات المتحركة”.
وقال: “في جهاز الأمن يعرفون استخدام الليزر كـ “محطم للتعادل”، لأنه يمنح إسرائيل حماية شبه تامة من تهديد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، وضمنا تحويل استثمار العدو فيها لاستثمار شبه زائد لا جدوى منه، اليوم تتعرض إسرائيل لتهديد أكثر من 100 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية من لبنان، نحو أمن غزة وكذا من العراق، سوريا، اليمن وإيران، التي هي المحرك من خلف النشر الواسع للصواريخ والطائرات المُسيرة في الشرق الأوسط”.
ونبه الخبير العسكري، إلى أنه “سيتم استخدام منظومة الليزر بالتنسيق مع منظومات الاعتراض القائمة؛ “القبة الحديدية” و”العصا السحرية” و”حيتس”، وهي ستزيد دراماتيكيا المرونة العملياتية للمنظومة، التي تدار اليوم بتوفير بسبب التكلفة المرتفعة”.
وتوقع أن “تكون المنظومة مريحة للاستخدام؛ شاحنتان مع جهاز إطلاق مربوط برادار خارجي، ومولد وقاطرة تفعيل، تنتشر في الميدان”.
وبين ليمور، أن “سلاح الجو بدأ بكتابة نظرية استخدام سلاح الليزر الذي حصل على الاسم العسكري الإسرائيلي “درع ضوء”، منوها إلى أنه “تم تطوير منظومة الليزر باستثمار إسرائيلي حصري، لكنه يحظى بالاهتمام من جانب الولايات المتحدة وكذا دول الخليج”.
ورأى أنه “من اللحظة التي تصبح فيها المنظومة عملياتية، فسيسعى العالم لشرائها كي يدافع عن نفسه ضد تهديد الصواريخ، ومشكوك أن تفعل إسرائيل هذا في المرحلة الأولى قبل أن تستنفد الإمكانية الكامنة في عوالم الليزر، وفي المرحلة التالية سيصبح ليس فقط سلاح دفاع وسلاح شديد القوة، بل مع إمكانية هامة لتغيير العوالم في الهجوم”.