في يوم الأسير.. 4800 أسير فلسطيني تسرق السجون الاسرائيلية زهرة أعمارهم
يُحيي الفلسطينيون يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 نيسان/ أبريل من كل عام عبر فعاليات تنطلق في أرجاء الأراضي المحتلة والشتات، وفي عدد من دول العالم، لتسليط الضوء على هذا الملف.
ويريد الفلسطينيون من إحياء هذا اليوم إثبات الوفاء لشهداء الحركة الأسيرة أيضًا، الذي قضوا نحبهم داخل السجون الإسرائيلية قبل أن يروا نور الحرية.
ويسعى نشطاء فلسطينيون وأنصار للأسرى في السجون، ونشطاء عرب وغربيون من دول مختلفة إلى تدويل يوم الأسير، عبر إقامة الفعاليات والأنشطة المتنوعة والتي تستمر أيام بعد هذا التاريخ.
وتحل ذكرى يوم الأسير مع استمرار الاحتلال اعتقال قرابة 4800 أسير بسجونه، منهم (34) أسيرة، و(170) طفلًا تقل أعمارهم عن (18) عامًا، يواجهون أجهزة الاحتلال بمختلف مستوياتها، والتي عملت على تعميق انتهاكاتها وسياستها التّنكيلية الممنهجة بحقّ الأسرى، عبر بنية العنف المتمثلة في تفاصيل أدواتها وسياساتها كافة، والهادفة إلى سلب الأسير فاعليته وحقوقه الإنسانية.
معطيات مهمة حول الأسرى في السجون الاسرائيلية الإسرائيلي:
(4800) أسير/ة يقبعون في (23) سجنا ومركز توقيف وتحقيق.
(34) أسيرة يقبعن غالبيتهنّ في سجن “الدامون”.
(170) طفلاً وقاصراً، موزعون على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون).
الأسرى القدامى المعتقلون قبل توقيع اتفاقية أوسلو، عددهم (25) أسيرًا، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان بشكلٍ متواصل منذ عام 1983، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك عدد من الأسرى المحررين في صفقة (وفاء الأحرار) الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وهم من قدامى الأسرى، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، والتي وصلت ما مجموعها إلى (41) عاماً، قضى منها (34) عاماً متواصلة، إضافة إلى مجموعة من رفاقه نذكر منهم علاء البازيان، ونضال زلوم، وسامر المحروم.
عدد الأسرى الذين تجاوز اعتقالهم (20 عامًا) متواصلة- (62 أسيرًا)، وهم ما يعرفون بعمداء الأسرى.
عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد (543) أسيراً، وأعلى حكم أسير من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته (67) مؤبداً.
شهداء الحركة الأسيرة: بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة (227) شهيدًا، منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون، من بين الشهداء الأسرى 75 أسيرًا ارتقوا نتيجة للقتل العمد، و(73) اُستشهدوا جرّاء التعذيب، و(7) بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، و(72) نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
الأسرى المرضى قرابة (600) أسير يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، وعلى الأقل هناك عشرة أسرى مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة، منهم الأسير فؤاد الشوبكي (82) عاماً، وهو أكبر الأسرى سنّا.
المعتقلون الإداريون بلغ عددهم قرابة (490) معتقلاً إداريًّا.
وعلى مدار العقود الماضية وحتى اليوم واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ جملة سياسات تّنكيلية تحوّلت إلى سياسات ممنهجة تتغير فقط عبر ابتكار المزيد من الأدوات الهادفة لتعميق انتهاكاتها وسيطرتها على الأسرى، ولعل سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، شكّلت خلال السنوات القليلة الماضية أبرز السياسات التّنكيلية الممنهجة، التي صعّد الاحتلال من تنفيذها، والتي أدت إلى استشهاد (71) أسيرًا منذ عام 1967، كان آخرهم شهيد الحركة الأسيرة كمال أبو وعر، وما يزال قرابة (550) أسيرًا/ة من المرضى بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة، منهم على الأقل عشرة أسرى يعانون من السرطان، أو عانوا من أورام بدرجات مختلفة.
ومع انتشار الوباء منذ العام الماضي، تصاعدت حدة التخوفات على مصير الأسرى الفلسطينيين، وما تزال هذه التخوفات قائمة لا سيما على المرضى منهم، مع جملة الإجراءات التي فُرضت عليهم، حيث تحاول إدارة السجون تحويل العديد من الإجراءات التي ارتبطت بانتشار الوباء من حالة استثنائية مرتبطة بالوباء إلى سياسات دائمة، فالمئات من الأسرى منذ عدة شهور لم تتمكن عائلاتهم من زيارتهم، حيث يواجهون اليوم عزلا مضاعفا، ومن عدة مستويات، كما وفرض الوباء تحديات كبيرة على متابعة المؤسسات لقضايا وحقوق الأسرى الفلسطينيين.
ووفقًا لمتابعة المؤسسات المختصة، فقد وصل عدد الأسرى الذين أُصيبوا بفيروس (كورونا) منذ بداية انتشار الوباء إلى (368) أسيرًا كان منهم مرضى، وكبار في السّن، وأطفال.
ولم تتوقف سياسة التعذيب الجسدي والنفسي التي تُشكّل أخطر السياسات على مصير الأسرى، والتي لم تعد تقتصر على مفهوم التعذيب داخل أقبية التحقيق، فقد ابتكرت المزيد من الأدوات والسياسات التي تندرج تحت إطار مفهوم التعذيب، لفرض المزيد من السيطرة والرقابة على الأسرى.
ومنذ عام 2019 على وجه الخصوص صعّدت أجهزة الاحتلال من عمليات التعذيب بشكلٍ ملحوظ، وعادت روايات الأسرى عن التعذيب في سنوات تجربة الاعتقال الأولى في سجون الاحتلال إلى الواجهة مجددًا، بما فيها من كثافة في العنف.
وإلى جانب أدوات التعذيب الكثيفة، تُشكل سياسة العزل الانفرادي إحدى أخطر السياسات على مصير الأسرى، إذ تحاول من خلاله فصل الأسير عن العالم الخارجي وسلب وجوده، وتنتهج إدارة السجون الاسرائيلية، وبقرارات من جهاز المخابرات “الشاباك” سياسة العزل الانفرادي، بذريعة تشكيلهم “الخطر على أمن الدولة” ووجود “ملف سري”، أو من خلال سلطة السجون التي تستخدمها “كعقوبة” لفترات مؤقتة، ويرافق عملية العزل، إبقاء الأسير في زنزانته طوال اليوم باستثناء ساعة واحدة يخرج بها إلى الفورة (الساحة)، ولا يُسمح له بالتواصل مع أحد سوى السّجان؛ كما وتُحرم عائلته من زيارته.
ويُضاف إلى جملة السياسات أعلاه، سياسة العقاب الجماعي، والاقتحامات والتفتيشات المتكررة للأقسام التي يقبع فيها الأسرى.