هل ترشح المعارضة التركية منصور يافاش لمنافسة أردوغان؟
لم يعلن قادة أحزاب المعارضة الستة في تركيا، عن مرشحهم المشترك لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان، وسط حديث عن خلافات بشأن الإجماع على شخصية معينة، ومساع من زعيم الحزب الأكبر كمال كليتشدار أوغلو لتسويق نفسه.
وبرز مؤخرا ثلاثة أقطاب داخل حزب الشعب الجمهوري، وهم: “الكماليون” (أنصار كمال كليتشدار أوغلو)، و”الأكرميون” (أنصار أكرم إمام أوغلو)، و”المنصوريون” (أنصار منصور يافاش).
وفي السابق، كان يجري الحديث عن انقسام داخل حزب الشعب الجمهوري ما بين “الكماليين” و”الأكرميين”، لكن أصواتا بدأت تتعالى تدعو لترشيح رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة.
ويتميز منصور يافاش بالهدوء والابتعاد عن حالة الاستقطاب التي تشهدها الساحة السياسية الداخلية بتركيا.
وفي تصريحات سابقة لزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، ألمحت بتفضيلها أكرم إمام أوغلو لخوض سباق الرئاسة، على كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري.
وقبل أيام دعا أوميت أوزداغ زعيم حزب النصر المعارض، منصور يافاش، للترشح لانتخابات الرئاسة، معربا عن اعتراضه لإمكانية ترشح كليتشدار أوغلو.
ورد كليتشدار أوغلو على تصريحات أوزداغ بالقول، إن “من يحدد اسم المرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة هم قادة الأحزاب الستة”.
ولا يخفي كليتشدار أوغلو رفضه لترشح إمام أوغلو أو يافاش لسباق الرئاسة، مؤكدا على ضرورة استمرار عملهم كرؤساء للبلديات التي تمكن حزب الشعب الجمهوري من الحصول عليها من “العدالة والتنمية”.
الكاتبة التركية كوبرا بار في تقرير على صحيفة “خبر ترك”، أشارت إلى أن كتلة كبيرة لدى المعارضة تريد أن يكون المرشح الرئاسي المشترك رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش.
ويعتقد أن الاسم الأكثر مثالية هو يافاش الذي يتميز بشخصيته الهادئة والمجتهدة والقادرة على الحصول على أصوات من قواعد “تحالف الجمهور”، ورغم ذلك فإن هناك قاعدة ترى أن الشخصية القادرة على منافسة أردوغان واستقطاب أصوات الأكراد هي أكرم إمام أوغلو.
وتشير إلى أنه رغم عدم وجود صراع حاد بينهما، فإن المجموعتين، “المنصوريين” و”الأكرميين”، لديهما قاسم مشترك وهو أنهما تريان أن ترشيح كليتشدار أوغلو محفوفا بالمخاطر.
ووفق الكاتبة فإن، منصور يافاش منذ البداية أخرج نفسه من الصراعات بشأن الترشح، وركز في عمله برئاسة بلدية أنقرة، ونتيجة لهذا السلوك فقد أصبح اسمه دارجا في الكواليس السياسية ووسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة.
وتقول إنه من غير المعروف إن كان خروج أوزداغ ودعوته لترشيح يافاش، تحركا مضادا لتحركات زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار التي تدعم إمام أوغلو، لكن من المؤكد أن تصريحاته أثارت الجماهير الصامتة المؤيدة لترشيح رئيس بلدية أنقرة.
وحول المرشح الذي قد تجمع عليه طاولة الأحزاب الستة، ترى الكاتبة بار، أن ذلك يعتمد على فكرة “الفوز المؤكد من عدمه”، موضحة أنه إذا كان قادة المعارضة يرون أن أصوات أردوغان منخفضة للغاية لدرجة إمكانية الفوز بأريحية فسيكون خيارهم كليتشدار أوغلو، ولكن إذا وجدوا أن هناك مخاطر وأن أصوات أردوغان ما زالت مرتفعة فإن التوجه سيتحول إلى إمام أوغلو أو يافاش، وجواب هذا التساؤل يعتمد على التسوية التي قد تجرى بين أكشنار وكليتشدار أوغلو.
الكاتب التركي محمود أوفر في تقرير على صحيفة “صباح”، يشير إلى أن حزب الشعب الجمهوري كان منقسما بالفعل بين “الأكرميين” و”الكماليين”، والآن أضيف إليهم “المنصوريون”.
ويضيف أن المزاعم بأن يافاش لا يبذل جهدا بشأن ترشحه للرئاسة أمر غير معقول، مشيرا إلى أن رئيس بلدية أنقرة يجيد استخدام وسائل الإعلام جيدا.
واللافت أن منصور يافاش يتقدم على إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو في استطلاعات الرأي مؤخرا، ويبرز اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويشير الكاتب في مقاله إلى أن كليتشدار أوغلو وأكشنار لا يرغبان في ترشح منصور يافاش، وحتى إن رغبوا بذلك، فهم يعتقدون بأنه لا يمكن الفوز بدون أصوات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
متى سيعلن عن المرشح المشترك؟
وكشف زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، عن اتفاق قادة الطاولة السداسية، على عدم الحديث عن مسألة “المرشح المشترك” حتى موعد الانتخابات، وهو التوجه ذاته الذي أكده كليتشدار أوغلو مؤخرا.
وعليه فإن المعارضة التركية لن تسمي “المرشح المشترك” إلا عندما تعلن اللجنة العليا للانتخابات عن التقويم الانتخابي.
رئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال، أكد أنه لن يتم الإعلان عن المرشح الرئاسي إلا عندما يبدأ التقويم الانتخابي.
وأضاف غولتكين أحد قادة الطاولة السداسية، أن الأحزاب السياسية تعمل على تطوير منافسة من خلال البرلمان، ولكن مركز الثقل في الانتخابات المقبلة هو منصب الرئاسة.
ونوه إلى أن الغالبية في مجالس بلديتي أنقرة وإسطنبول هم من الأحزاب الأخرى، ورغم ذلك فإن من يدير البلديات هما إمام أوغلو ويافاش، وعليه فإن الوضع في البلديات أصعب بكثير مما هو عليه في الرئاسة.