“يديعوت”: رسالة سرية من السلطة الفلسطينية إلى تل أبيب
استنكرت صحيفة عبرية، الدعوات الإسرائيلية التي انطلقت لتنفيذ عملية “السور الواقي 2” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منوهة إلى أن السلطة الفلسطينية التي أرسلت مؤخرا رسالة سرية إلى تل أبيب، تحولت من عدو إلى خصم وشريك.
وذكرت “يديعوت أحرنوت” العبرية في مقالها الافتتاحي، من إعداد ناحوم برنياع، أن “الادعاء الأصعب الذي توجهه حكومات إسرائيل للسلطة الفلسطينية يتعلق بالعمليات، حيث تساعد بسخاء عائلات الشهداء والأسرى، وهذا في نظرنا جائزة ومحفز”.
ثغرات مراقبة
وأكدت أن السلطة نقلت مؤخرا رسالة سرية إلى الاحتلال الإسرائيلي قالت فيها: “نحن مستعدون لأن نتفاوض على تغيير السياسة”، موضحة أن رئيس السلطة محمود عباس “عين مندوبا للمحادثات، كما شاركت أمريكا سرا وعينت مندوبا خاصا بها، أما حكومتنا فلم ترد بعد”.
وأضافت: “يمكن فهم الجميع في هذه القصة، عباس يتراوح بين التعاون اليومي مع إسرائيل في مكافحة العمليات وبين الضغوط السياسية من الداخل، وحكومة إسرائيل التي تعرف أن هناك حلولا وسط يجد الشارع الإسرائيلي صعوبة شديدة في قبولها”.
ونوهت الصحيفة إلى أن “رئيس الحكومة نفتالي بينيت، عندما يكون مطالبا بشرح لماذا يرفض لقاء عباس، يطرح فورا موضوع الدفعات، وهذا تعليل وذريعة جيدة في نفس الوقت”، مضيفة أن “الأمن والأخلاق والسياسة، كلها تلعب دورا في الدخول إلى موجة العمليات الحالية، وفي ذروة الموجة السابقة، عمليات الأفراد، أجريت جولة على طول جدار الفصل، من ثقب إلى آخر، وسألنا أحد الجنرالات، كيف يترك الجيش الجدار سائبا؟ فرد بأن أحدا لا يترك الأمر سائبا”.
وأضاف: “الثغرات في الجدار تستهدف عبور العمال من الضفة إلى داخل إسرائيل، فمزيد من العمال يعني مزيدا من المال، وعندها عمليات أقل، والجيش يترك الثغرات مفتوحة عن قصد، وهي مصورة ومراقبة”، بحسب قوله.
وذكرت “يديعوت” أن “الجيش طلب مليار شيكل كي يصلح الجدار” معتبرة ذلك خسارة، “فالثغرات يمكن إغلاقها بسهولة، فبعد أن تهدأ هذه الموجة، ستثور من جديد الحاجة الأمنية والاقتصادية للثغرات في الجدار، ولا يمكن أن يكون هناك فصل حقيقي، فحفظ الثغرات هام لتجاوز المعارضة السياسية لزيادة عدد العمال القانونيين، ونحن لا نعرف بعد ما إذا كانت هذه موجة أم هبة، ففي الموجة السابقة ما بين 2015 و2016، قتل 47 إسرائيليا”.
واستنكرت “الدعوات الصاخبة” إلى القيام بعملية “السور الواقي 2” على غرار “السور الواقي” التي نفذت في 29 آذار/ مارس 2002.
إشعال النار
وقالت: “في عملية السور الواقي، وعمليا قبلها، في عملية رحلة بالألوان عام 2002، كانت السلطة الفلسطينية هي العدو ومناطقها مناطق عدو، أما اليوم، فجيشنا يعمل في كل المنطقة والسلطة هي خصم وشريك، وليس عدوا عسكريا، كما أن العيون اليوم تتطلع بقلق ليس فقط إلى الضفة وغزة والقدس، بل إلى المدن المختلفة في إسرائيل”.
ولفتت “يديعوت”، إلى أنه لا داعي لإشعال النار، لأن “ما يقال يكتب ويكتب في الإعلام، تأثيره محدود على السلوك في الشارع، والشبكة تقرر مستوى الهستيريا، والشبكة تصخب”.
وتابعت: “في 2002، أمام موجة عمليات لم نشهد لها مثيلا، تمسك الجمهور الإسرائيلي بأرئيل شارون، حيث عرف كيف يدمج سجلا عسكريا مع مرجعية تبث الثقة، وبينيت ليس شارون، وعلى فرض أن الموجة لن تنتهي قريبا فإن الحاجة ملحة إلى وجود رسالة موحدة، وربما حتى لشخص واحد يتماثل مع الرسالة، والحكومة لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تنقسم وتتقاتل أمام جمهور قلق، وهي ملزمة بتوحيد الصفوف”.
ورأت أن “رد الحكومة على العمليات كان معقولا، حيث إنه شمل الانتقال لأعمال هجومية في الضفة، واعتقالات ردعية داخل إسرائيل، وتعزيز تواجد القوات في شوارع المدن، والامتناع عن الإغلاقات ومواصلة تشغيل العمال في إسرائيل، بما فيهم عمال غزة”.
ونبهت إلى أن “قيادة الشرطة مثل قيادة الجيش، تسارع إلى استغلال اللحظة للمطالبات المالية، وهناك منطق في تعزيز الشرطة بعدة آلاف آخرين، ولكن مشكوك فيه أن يوجد من يجيد ملء الملاكات”.