أوكرانيا تعلن “تحرير” كامل منطقة كييف واكتشاف مقابر جماعية
أعلنت أوكرانيا، السبت، “تحرير” كامل منطقة كييف من الوجود الروسي بعد استعادة السيطرة على إربين وبوتشا وغوستوميل.
جاء ذلك في تدوينة نشرتها نائبة وزير الدفاع آنا ماليار، عبر حسابها على “فيسبوك”.
في سياق متصل، أعلن عمدة “إربين” ألكسندر ماركوسين، “تحرير” كامل المدينة وقراها من الوجود الروسي.
وأضاف، في بيان، أن السلطات رفعت الأنقاض في المدينة، وتعمل على إيصال الغذاء والأدوية للمتبقين من المدنيين، مؤكدا أن المدينة ليست آمنة بالكامل بسبب خطر الألغام.
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
دبلوماسيا نقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن مفاوض أوكراني قوله، السبت، إن موسكو تعتبر أن وثائق مسودة اتفاقية سلام قد وصلت إلى مرحلة متقدمة بما يسمح بإجراء محادثات مباشرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقالت الوكالة إن ديفيد أراخاميا أبلغ التلفزيون الأوكراني بأن روسيا قبلت بموقف أوكرانيا في مجمله باستثناء موقفها من القرم.
طلب أسلحة
طلبت كييف من الولايات المتحدة وحلفائها تزويدها بأسلحة ثقيلة في وقت يغير الجيش الروسي حملته للتركيز على شرقي وجنوبي أوكرانيا.
ودعا ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، السبت، الولايات المتحدة وحلفاء بلاده لتزويدها بأسلحة ثقيلة، بحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وقال بودولياك: “بعد الانسحاب السريع للروس من كييف وتشيرنيهيف، من الواضح أن روسيا أعطت الأولوية لتكتيك آخر، التحرك شرقا وجنوبا، للسيطرة على الأراضي المحتلة الكبيرة (ليس فقط في منطقتي دونيتسك ولوغانسك) والحصول على موطئ قدم قوي هناك”.
وتابع المسؤول الأوكراني: “يجب أن يفهم شركاؤنا أخيرا أن الأفغنة التي يريدونها والصراع الطويل الأمد المرهق بالنسبة لروسيا لن يحدث”.
وأضاف أن “روسيا ستغادر جميع الأراضي الأوكرانية باستثناء الجنوب والشرق، وستحاول التموضع هناك ووضع دفاع جوي وتقلل بشكل حاد من خسائرها في المعدات والأفراد”.
وقدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاء آخرون في الناتو أسلحة مضادة للدبابات ودفاعات جوية محمولة، فيما أكد بودولياك أن أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة أثقل.
وقال بودولياك إن “الأفغنة تحدث عندما تكون هناك حرب عصابات قوية ومقاومة في جميع أنحاء البلاد تلحق خسائر فادحة بالمعتدي لعدة أشهر أو حتى سنوات وبالتالي تضعف بشكل كبير من قوة جيش الاحتلال”.
ومضى قائلا: “حدثت مثل هذه الأعمال أثناء محاولة الاتحاد السوفيتي السيطرة على أفغانستان؛ لقد دمر المقاتلون الأفغان وأضعفوا المحتلين السوفييت لسنوات. ونتيجة لذلك، أضعفوا روسيا ككل”.
وتابع “يعتقد بعض شركائنا أن شيئا مشابها يمكن أن يحدث في أوكرانيا اليوم، والروس يفكرون بطريقة أخرى، لقد أقاموا في الشرق والجنوب ويفرضون ظروفًا قاسية”.
وأردف موضحا: “لذلك لا يمكننا بالتأكيد الاستغناء عن الأسلحة الثقيلة إذا أردنا فك الطوق عن الشرق وخيرسون وإعادة الروس إلى أقصى حد ممكن”.
ارتفاع قتلى قصف مبنى حكومي في أوكرانيا إلى 35
قال فيتالي كيم حاكم مدينة ميكولايف الساحلية في جنوب أوكرانيا في منشور على الإنترنت، السبت، إنه تأكد مقتل 35 شخصا على الأقل نتيجة الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم الثلاثاء على مبنى الإدارة الإقليمية في المدينة.
وتواصل فرق الإنقاذ إزالة الأنقاض والبحث عن ضحايا بعد أن أحدث القصف فتحة كبيرة في أحد جوانب المبنى الواقع بوسط ميكولايف.
مقابر جماعية
دفن نحو 300 شخص “في مقابر جماعية” في مدينة بوتشا شمال غرب كييف التي شهدت معارك طاحنة وتمكن الجنود الأوكرانيون من استعادتها أخيرا، وفق ما قال رئيس بلديتها أناتولي فيدوروك لوكالة فرانس برس السبت.
وقال رئيس البلدية في اتصال هاتفي: “في بوتشا، قمنا بدفن 280 شخصا في مقابر جماعية لأن ذلك كان مستحيلا في المقابر الثلاث التابعة للبلدية كونها على مرمى من قصف الجنود الروس”.
وتابع رئيس البلدية: “في بعض الشوارع شاهدنا 15 إلى 20 جثة على الأرض”، لكن “لا أستطيع تحديد عدد الجثث التي ما زالت موجودة في الفناءات خلف السياجات”.
وأضاف: “ما دام خبراء إزالة الألغام لم يأتوا لفحصها، فمن غير المستحسن انتشالها” اذ يمكن أن تكون ملغومة.
وقال أناتولي فيدوروك أيضا “هذه هي نتائج الاحتلال الروسي وممارسات” العدو.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس ما لا يقل عن 20 جثة لرجال بملابس مدنية ملقاة في أحد شوارع بوتشا السبت.
وعثر على إحدى الجثث مقيدة اليدين فيما توزعت الجثث الأخرى على مساحة قدرت بمئات الأمتار.
ولم تتمكن القوات الأوكرانية من دخول كامل بوتشا إلا قبل يوم أو يومين بعد أن تعذر الوصول إليها لمدة ناهزت شهرا.
ووزع العسكريون الأوكرانيون مساعدات على السكان للمرة الأولى منذ سيطرت الحكومة على المدينة مجددا.
ولفت رئيس البلدية إلى أن “نساء ورجالا من كلّ الأعمار” لقوا حتفهم، من بينهم “شاب قد يكون عمره 14 عامًا”.
وأضاف: “في الشارع، هناك دائمًا سيارات تضم عائلات كاملة مقتولة: أطفال ونساء وجدّات ورجال”.