عملية بئر السبع: أربعة قتلى طعنا ودهسا وارتقاء المنفّذ محمد أبو القيعان.. قوات كبيرة من الشرطة تقتحم بلدة حوره
اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، بلدة حورة، مساء الثلاثاء، حيث ينحدر الشاب محمد غالب أبو القيعان منفّذ عملية بئر السبع في وقت سابق الاثنين.
وأغلقت الشرطة البلدة وحاصرت منزل المنفذ الذي كان قد أدين في العام 2015 بواسطة المحاكم الإسرائيلية بصلات مزعومة بتنظيم “داعش” والتخطيط للسفر إلى سورية، وخضع لعقوبة بالسجن لمدة 4 سنوات وتحرر عام 2019.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الأمن الإسرائيلية، شنت حملة اعتقالات واسعة في حورة. كما ذكرت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية أجرت تحقيقا ميدانيا مع عائلة أبو القيعان في البلدة.
وقتل أبو القيعان مساء الثلاثاء، 4 أشخاص وأصاب آخرين، في مدينة بئر السبع، في حادثي دهس وطعن، فيما تعرض المنفذ لإطلاق نار أدى إلى استشهاده.
وأفيد أن منفذ العملية أبو القيعان من بلدة حورة، ويبلغ من العمر 34 عاما، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال وكان يعمل معلمًا بإحدى المدارس الثانوية في النقب.
وأسفرت العملية عن مقتل امرأتين طعنا (35 عاما و49 عاما) ورجل في الخمسينات من عمره (قتل دهسا)؛ وآخر في الأربعينات من عمره (قتل طعنا)؛ في حين أصيبت امرأتان بجروح بين المتوسطة والخطيرة ونقلتا لمستشفى “سوروكا” في بئر السبع.
وفي التفاصيل، جاء أن المنفذ طعن امرأة في محطة وقود ثم توجه بمركبته نحو شخص يقود دراجة هوائية ودهسه، قبل أن يصل إلى مركز تجاري قريب ويترجل من مركبته وقام بطعن مجموعة من الأشخاص بينهم رجل وامرأة.
وأظهرت المقاطع المصورة الواردة من الموقع، قيام شخصين تواجدا في المكان بملاحقة المنفذ وأطلق أحدهما النار عليه (كان يعتمر قلنسوة منسوجة – من أنصار الصهيونية الدينية) ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة فارق الحياة على إثرها.
في أعقاب العملية، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، تقييما للوضع ومشاورات أمنية بمشاركة وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي، عومير بار-ليف، والمفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي.
وقال شبتاي، في مؤتمر صحافي عقده من مكان العملية في وقت لاحق، إن جهازه “رفع حالة التأهب في عموم البلاد تحسبا من تقليد” العملية في بئر السبع، وأضاف أنه “لم تكن لدينا معلومات استخبارية مسبقة عن الحادث”؛ وأشار إلى أن المنفذ “عمل بمفرده، على حد علمنا”.
وقال بينيت، في بيان صدر عن مكتبه، إن “الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد وسنتعامل مع مرتكبي العمليات الإرهابية بيد قاسية”، وأضاف “سنلاحق الأشخاص الذين ساعدوهم أيضًا وسنلقي القبض عليهم”؛ وأشاد بمطلقي النار واعتبر أنهما “”أظهرا الجرأة والشجاعة وحالا دون سقوط المزيد من الضحايا”.
وأصدر بينيت تعليمات بتعزيز قوات الأجهزة الأمنية “حيثما اقتضت الحاجة”، والدفع بقوات إضافية “عند الضرورة” لمنع تنفيذ عمليات مشابهة. وقالت مصادر في الحكومة الإسرائيلية إن “الهجوم في بئر السبع لن يكون له عواقب على تسهيلات في رمضان”. واستبعد أن يتم هدم منزل الشاب أبو القيعان، منفذ العملية، “في هذه المرحلة”.
من جانبه، قال غانتس إن “الجيش الإسرائيلي والقوات الأمنية ستتخذ وستستخدم كل الوسائل لمنع وقوع حوادث إرهابية قدر الإمكان. نحن في حالة تأهب قصوى في مواجهة جميع التهديدات في جميع القطاعات. سنتأكد من أن أي شخص يشجع أو يدعم الهجمات الأخيرة سيدفع الثمن”.
وذكرت “كان 11″، نقلا عن مصادر أمنية، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية “تخشى” من اتساع دائرة العمليات في مناطق الـ 48 مستلهمة من العملية في بئر السبع؛ وأضافت أن “الأجهزة الأمنية تتحسب من موجة عمليات دهس على غرار تلك التي وقعت عام 2016”.
إدانات
وأدانت كل من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية الموحدة ورئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، والمجلس المحلي في حورة وبلدية رهط، العملية في بئر السبع.
وفي أعقاب العملية، تظاهر العشرات من أنصار المنظمات اليمينية المتطرفة، في بئر السبع، بدعوى “إنقاذ النقب النقب النازف، والمطالبة بالأمن”، كما وصل عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير، برفقة أنصاره، للمشاركة في المظاهرة التي نظمت في موقع العملية.