ميثاق السلم الأهلي في دور العبادة
الشيخ رائد صلاح
يسرُّ الإدارة العامة للجان إفشاء السلام أن تتقدم بهذا الميثاق بهذا العنوان: (ميثاق السّلم الأهلي في دور العبادة) طامعة أن يصل إلى كل إمام مسجد وراعي كنيسة وشيخ خلوة في الداخل الفلسطيني كي يقيم كل منهم لجنة إفشاء سلام في مسجده أو كنيسته أو خلوته، وبذلك تتعزز رسالة دور العبادة في نشر قيم السلم الأهلي والصلح والتسامح، وكم نحن بأمسّ الحاجة لهذه الرسالة السّلامية التي من شأنها أن تساند رسالة لجان إفشاء السلام المحلية في كل بلداتنا، ورسالة لجان إفشاء السلام المدرسية في كل مدارسنا وهاكم نصّ هذا الميثاق:
ميثاق السلم الأهلي في دور العبادة
1- تتعدد الانتماءات الدينية في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، فهناك الأهل المسلمون، وهناك الأهل المسيحيون، وهناك الأهل الدروز، والمطلوب أن نحسن التعامل مع هذه التعددية كي تعود على الجميع بالأمن والأمان.
2- للأهل المسلمين هناك (المسجد) دار عبادتهم، وللأهل المسيحيين هناك (الكنيسة) دار عبادتهم، وللأهل الدروز هناك (الخلوة) دار عبادتهم، والمطلوب استثمار كل طائفة دار عبادتها هذه حتى تكون منابرها منابر تدعو إلى إفشاء السلام في مسيرة كل مجتمعنا في كل الداخل الفلسطيني.
3- كيّما تتقن منابر كل دور العبادة هذه رسالة إفشاء السلام فإننا ندعو إلى إقامة لجنة إفشاء سلام خاصة في كل مسجد وكنسية وخلوة.
4- إننا نطمع أن يكون أعضاء كل لجنة إفشاء سلام في كل دار عبادة لكل طائفة من روادها الذين يحافظون على ارتياد دار عبادتهم وأداء عبادتهم فيها، وأن يكونوا ممن يتمتعون بالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة، وعلو الهمة، وحب المبادرة العملية الإيجابية، والنشاط الاجتماعي الصافي والمستديم الساعي إلى حمل الضعيف ونصرة المظلوم ونصح المتعثر ونشر الفضيلة، واحتضان هموم الناس.
5- إننا نطمع أن يكون من أهم أدوار دور العبادة هذه، رصد الخلافات التي قد تقع بين الأهل وعلاجها وهي في مهدها، وإذا تعددت دور العبادة هذه في البلدة الواحدة، فما أجمل أن تعالج كل دار عبادة منها الخلافات التي تقع في الدائرة المجتمعية التي تحيط بها، وإلى جانب ذلك ما أجمل أن تتعاون دور العبادة هذه في البلدة الواحدة على علاج الخلافات المستعصية، وأن يكون لها دورها الإيجابي في علاج الخلافات المستعصية خارج بلدتها.
6- إننا نطمع من القائمين على منابر كل دور العبادة هذه الإكثار من إلقاء المواعظ التي تدعو إلى تأكيد حرمة الدم والمال والعِرض، وإلى توقير الكبار والرحمة بالصغار وبرّ الوالدين وتكريم المرأة، وحسن الجوار، وإيصال حقوق الميراث إلى كل مستحقيه- رجالا ونساءً وكبارًا وصغارا- والتمسك بكل طيب ونبذ كل خبيث سواء كان سلوكا أو قولا أو خُلقًا.
7- إننا نطمع من القائمين على منابر كل دور العبادة هذه الدعوة الصادقة والصافية إلى نبذ الطائفية العمياء، ونبذ ما نتج عنها من قول أو عمل والتحلي- عوضا عن ذلك- بالاحترام المتبادل والتواصل الراشد والتعاون على صناعة المعروف وبذل الخير وإدخال السرور إلى كل بيت فينا.
8- أن تحرص كل لجنة إفشاء سلام في كل من دور العبادة هذه على عقد لقاءات التواصل الاجتماعي بين الأهل المسلمين والمسيحيين والدروز.
9- أن تحرص كل لجنة إفشاء سلام في كل دار من دور العبادة الخاصة بها على الإكثار من النشاطات التطوعية وتجنيد كل رواد دار عبادتها في هذه النشاطات للحفاظ على نظافة بلدتهم وتخضيرها وتجميلها.
10- أن تحرص كل لجنة إفشاء سلام في كل دار من دور العبادة الخاصة بها على القيام بنشاطات ثقافية وتربوية وأدبية، بداية من جيل الطفولة فصاعدا، لزرع بذور القيم الأخلاقية في كل فرد من مجتمعنا- رجالا ونساء وكبارا وصغارا-.
11- أن تحرص كل لجنة إفشاء سلام في كل دار من دور العبادة الخاصة بها على إحياء المناسبات الوطنية ومناسباتها الدينية، وتعميق روح التسامح والقيم الإنسانية والسلم الأهلي.
12- أن تحرص كل لجنة إفشاء سلام في كل دار من دور العبادة الخاصة بها على تكريم الرجال والنساء والشباب والأطفال المبدعين في حياتهم، سواء كانوا المبدعين في التحصيل العلمي، أو المبدعين في الإصلاح بين الناس، أو المبدعين في النشاط المجتمعي والتطوعي.
13- أن تحرص كل لجنة إفشاء سلام في كل دار من دور العبادة الخاصة بها على إسناد البيوت المستورة، وإسناد العائلات في ضائقة، والغارمين وذوي الاحتياجات الخاصة، والمقعدين بسبب أمراض مزمنة ومعضلة، وزيارة بيوت العزاء وتقديم المواعظ فيها التي تدعو كل الأهل إلى إفشاء السلام والاحتكام إلى لغة الصلح والتغافر.
14- أن تحرص كل لجنة إفشاء سلام في كل دار من دور العبادة الخاصة بها، على التواصل مع مدارسها ومراكزها الجماهيرية وإلقاء مواعظها فيها وفتح حوارات مع الطلاب منذ جيل الابتدائية فصاعدا للاستماع إلى همومهم وطموحاتهم وإسنادهم في مسيرتهم التربوية والتعليمية.
15- كم نتمنى على كل إمام مسجد أن يعلم أنه ليس إماما للمصلين في المسجد فقط، بل هو إمام للمصلين وغير المصلين في المسجد وخارج المسجد، وهو مطالب أن يتعسس كروب البيوت ويسعى في تفريجها، وكذلك راعي الكنيسة وشيخ الخلوة.
16- لكل ذلك نتمنى على كل من إمام المسجد وراعي الكنيسة وشيخ الخلوة أن يكون نموذجا إيجابيا في سلوكه وعمله ومعاملته، وفي حضوره الدائم الإيجابي بين الأهل دائما.
